المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 " عظمة القرآن "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

" عظمة القرآن " Empty
مُساهمةموضوع: " عظمة القرآن "   " عظمة القرآن " I_icon_minitimeالخميس مارس 30, 2023 1:15 pm

" عظمة القرآن "


الحمد لله منزل الكتاب، والصلاة والسلام على صاحب الرشد والصواب، وعلى آله وأصحابه أولي النهى والألباب ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآب، أما بعد.


فما أُعطيت البشرية معجزة كالقرآن، فهو كلام الرب الرحمن، وهو روح ونور ورحمة للإنس والجان، وحَكَم عدل لا يدعه إلا كل كفور خوّان، لو نزل على الجبال تشققت، ولو كُلّم به الموتى تكلّمت، نزّله أعظم مَلَك على أعظم نبي عليهما الصلاة والسلام، واختاره الله لخير أمة أخرجت للناس.


وفي شهر القرآن ينبغي أن يتأمل المسلم عظمة القرآن، فينتفع ويتبع، فهو خير ما يُكتسب من رمضان.




(قُرْآنٌ مَجِيدٌ)


لقد مجّد الله كتابه وعظّمه ووصفه بأوصاف عدة، كلها أوصاف إجلال وإكبار وتعظيم، قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} [البروج] قال ابن كثير: "وقال الحسن البصري: إن هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ، ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه".


وتحدى الله به كل الخلق أن يأتوا بمثله، فقال سبحانه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء]، فما هم بفاعلين ولا قادرين حتى على سورة منه، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة] وأنّى أن يأتي أحد بمثله، فلزِم الخضوع للملك الديّان.


وهو الكتاب الوحيد الذي لا شك ولا نقص ولا تعقيب عليه، فقال في أول القرآن في سورة البقرة حين ابتدأ الله هذا الكتاب: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ}. [البقرة]


وهو أعظم معجزة على الإطلاق، فكان أعظم معجزة لأعظم نبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) [متفق عليه]، فأكثر ما يُدخل الناس في الإسلام هذا القرآن.




(لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)


وهو كتاب عزيز لا يُنال إلا بالعزم ولا يثبت إلا بالتعاهد، قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت]، قال ابن كثير: "أي: منيع الجناب، لا يرام أن يأتي أحد بمثله، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} أي: ليس للبطلان إليه سبيل؛ لأنه منزل من رب العالمين؛ ولهذا قال: {تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} أي: حكيم في أقواله وأفعاله، حميد بمعنى محمود في جميع ما يأمر به وينهى عنه الجميع، محمودة عواقبه وغاياته" [التفسير]، فمن تذلل له نال خيره ومن صاحبه أخرج له كنوز معانيه وألطافه ودقائق جماله، ومن أعرض عنه غمس في النار مذموما مدحورا قال الله: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا} [طه]، وبه تكون النذارة، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال عز شأنه: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام]، قال ابن كثير: "فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع، فمن اتبعه هدي، ومن خالفه وأعرض عنه ضَلَّ وشقي في الدنيا، والنار موعده يوم القيامة" [التفسير]، ومن تكبر عنه حُرم فهمه {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف] ذكر ابن جرير عن سفيان بن عيينة قال: "قال يقول: أنزع عنهم فهم القرآن، وأصرفهم عن آياتي" [التفسير]، وهو مع ذلك سهل في عباراته {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر]، يحفظه ويقرؤه حتى من لا يعرف التحدث باللغة العربية، وهو بينٌ واضحٌ في معانيه قال الله تعالى {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة]




(لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا)


ومن عظمة هذا الكتاب أن الله وصفه قائلا: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد]، قال ابن كثير: "يقول تعالى مادحا للقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، ومفضلا له على سائر الكتب المنزلة قبله: 
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} أي: لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أماكنها، أو تقطع به الأرض وتنشق أو تكلم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره، أو بطريق الأولى أن يكون كذلك؛ لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله، ولا بسورة من مثله، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به" [التفسير]


والجبال في صلابتها ورسوّها إلا أنها تخشع وتخضع إن تنزّل عليها القرآن، قال الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ}. [الحشر]




أسماء القرآن


وعظُمت مكانته حتى كثرت أسماؤه، فمن أسمائه الروح قال جل وعلا: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} فهو روح تحيا به القلوب ونور يضيء دروب المؤمنين، وهو كتاب كريم لقوله سبحانه: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} قال البغوي: "قال بعض أهل المعاني: الكريم الذين من شأنه أن يعطي الخير الكثي" [التفسير]، وهو الموعظة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس]، فلا وعظ أبلغ من مواعظ القرآن لذلك قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق]، وهو الحق قال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ}، وهو الهدى قال جل شأنه: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة]، وقال: {هُدًى لِلنَّاسِ} [البقرة]، فالهداية به والضلال فيما سواه، قال ابن كثير: "وقوله: {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه {وَبَيِّنَاتٍ} أي: ودلائل وحُجَج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبَّرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال، والرشد المخالف للغي، ومفرقًا بين الحق والباطل، والحلال، والحرام" [التفسير]، وهو الفرقان الذي يفرق الله به بين الحق والباطل، قال الله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان]، قال الطبري: "يقول: تبارك الذي نزل الفصل بين الحقّ والباطل، فصلا بعد فصل وسورة بعد سورة" [التفسير]، فالحق ما جاء به القرآن والباطل ما عداه وإن عمل به أكثر الناس.




(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ)


وهو كتاب محكم كما قال الله: {وَكَذَلِكَ أَنزلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ}، قال ابن كثير: "وقوله: {وَكَذَلِكَ أَنزلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} أي: وكما أرسلنا قبلك المرسلين، وأنزلنا عليهم الكتب من السماء، كذلك أنزلنا عليك القرآن محكما معربا، شرّفناك به وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت]، وقوله: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} أي: آراءهم، {بَعْد مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أي: من الله تعالى {مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} أي: من الله تعالى. وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعدما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية، على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام" [التفسير]


وقد أنزله الله تعالى ليحكم بين الناس، فقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء]، قال أبو جعفر: "(إنا أنزلنا إليك) يا محمد (الكتاب) يعني: القرآن (لتحكم بين الناس)، لتقضي بين الناس فتفصل بينهم (بما أراك الله) يعني: بما أنـزل الله إليك من كتابه" [التفسير]


فلا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، ومن حكم بغيره فقد كفر، وهو حكم جاهلي، قال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وهي آفة العصر وبليته التي لأجلها يخوض المجاهدون حروبا مستمرة حتى يحكم كتاب الله العالم.


وقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن فقال: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر]، فهو باقٍ محفوظ حتى تقوم الساعة.


وهو الجد ليس بالهزل قال الله: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}، قال البغوي: "وجواب القسم قوله: {إِنَّه} يعني القرآن {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} حق وجدُّ يفصل بين الحق والباطل، {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} باللعب والباطل" [التفسير].


وعجائبه ومعانيه لا تنتهي ولا ساحل لها ولا نفاد، قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}، قال البغوي: “قال مجاهد: لو كان البحر مدادا للقلم والقلم يكتب {لَنَفِدَ الْبَحْرُ} أي ماؤه {قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ} قرأ حمزة والكسائي "ينفد" بالياء لتقدم الفعل والباقون بالتاء {كَلِمَاتُ رَبِّي} أي: علمه وحكمه {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} معناه: لو كان الخلائق يكتبون والبحر يمدهم لنفد البحر ولم تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثل ماء البحر في كثرته مددا أو زيادة" [التفسير]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ} [لقمان] قال ابن كثير: "أي: ولو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما، وجعل البحر مدادًا ومَده سبعة أبحر معه، فكتبت بها كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسرت الأقلام، ونَفدَ ماء البحر، ولو جاء أمثالها مَدَدا" [التفسير]


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وارزقنا تلاوته آناء الله وأطراف النهار، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (383)
الخميس 1 رمضان 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
" عظمة القرآن "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عظمة القرآن (2)
» عظمة القرآن (3)
» عظمة القرآن (4)
» هجر القرآن
» ( معاني آيات القرآن )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة الشرعية :: قسم القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: