3- عولمة الإسلام
في خضم أشد مراحل الاضطهاد وإساءة المعاملة التي واجهها المسلمون في مكة في بداية الرسالة ،
لم يتوقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن نقل دعوته إلى أتباعه ونقل وعد الله بنشر الإسلام في جميع أنحاء العالم.
عن تميم الداري ( رضى الله عنه ) قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار و لا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل
عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر ".
” في رواية أخرى ، عن ثوبان ( رضي الله عنه ) قال :
قال رسول الله ﷺ
" إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها و إن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ".
فحقيقة أن هذه التنبؤات جاءت في وقت كان فيه المسلمون ضعفاء واهنين ،
وأنه كان من المتوقع أن يُدفن الإسلام في مهده ، فلم يكن الأمر إلا معجزة . عند هذه المرحلة ،
لم يكن افتراض أن الحق سينجو حتى في معظم الحالات إلا آمالًا كاذبة بعيدة المنال .
لكنّ التنبؤ بأن الإسلام لن ينجو فقط ، بل سينمو ليزدهر ويتنشر في جميع أنحاء العالم ،
فذاك أمر لا يمكن تصوره في هذه المرحلة.
بالنسبة إلينا في الوقت الحاضر ،
فإن رؤية ربع سكان هذا الكوكب يدينون دين الإسلام يجعل من الواضح أن هذا التنبؤ لم يكن افتراضاً ،
وإنما نبوءة أخرى أظهرها الله تعالى لخلقه.