بسم الله الرحمن الرحيم..
نظرت في قول الله تعالى ﴿وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡیَة كَانَتۡ ظَالِمَةً وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِینَ *فَلَمَّاۤ أَحَسُّوا۟ بَأۡسَنَاۤ إِذَا هُم مِّنۡهَا یَرۡكُضُونَ) [الأنبياء:11-12]
فوجدت من بين تفاسير هذه الآية الكريمة :
قول مقاتل بن سليمان : ﴿وكم قصمنا من قرية﴾ يعني: أهلكنا مِن قرية بالعذاب في الدنيا قبل أهل مكة ﴿كانت ظالمة وأنشأنا بعدها﴾ يقول: وجعلنا بعد هلاك الأمم الخالية ﴿قوما آخرين﴾ يعني: قومًا كانوا باليمن في قرية تسمى: حَضُور، وذلك أنهم قتلوا نبيًّا من الأنبياء ، فسلَّط الله جُند بُخْتِنَصَّر، فقتلوهم، كما سَلَّط بُخْتُنصَّرَ والروم على اليهود ببيت المقدس فقتلوهم، وسبوهم حين قتلوا يحيى بن زكريا وغيره من الأنبياء.
قلت: بختنصر سلط عليهم قبل يحيى بن زكريا عليهما السلام بكثير.
وقد سلط عليهم الروم بعد عيسى عليه السلام.
فنظرت في قطاع غزة وكيف أن يهود سلطوا على الناس هناك وعلى حركة حماس على وجه الخصوص وقتلوا منهم أعدادا كثيرة ، حتى أن يهود صرحوا مرارا أنهم يريدون القضاء تماما على هذه الحركة وعناصرها، فتساءلت عن السبب.
وقد علمنا أن الشيخ أبا النور المقدسي وطلابه اجتمعوا في مسجدهم المسمى ابن تيمية ذات يوم، فوعظوا حركة حماس وطالبوها بتحكيم شريعة الله ونبذ القوانين الوضعية الطاغوتية التي يحكمون بها ويتحاكمون إليها، وصرح هؤلاء الموحدون أنهم مستعدون أن يكونوا خدما لهم إذا حكموا بشرع الله.
فماذا كان من هؤلاء المرتدين؟
أوعزوا إلى عناصرهم المجرمة ، فأجهزوا على الشيخ أبي النور المقدسي وطلابه ودمروا المسجد على رؤوسهم، ولم يكتفوا بذلك بل أجهزوا على الجرحى في سيارة الإسعاف تقبلهم الله.
وتحالفوا بعد ذلك مع يهود والطاغوت السيسي الخسيس للقضاء على المجاهدين داخل القطاع وعلى الحدود.
فسلط الله عليهم يهود قبل عدة أشهر ومزقوهم كل ممزق وجعلوهم شذر مذر جزاء وفاقا ((وما ربك بظلام للعبيد))، وليس بالضرورة ألا يكون من بينهم مسلمون حتى ينزل بهم العذاب ويسلط عليهم الأعداء، فهاهم بنو إسرائيل من قبل سلط عليهم طاغية بابل بختنصر فخرب بيت المقدس وقتل وسبى، وكان من بين السبي نبي الله دانيال عليه السلام.
وأما عوام المسلمين الذين أصابتهم البأساء والضراء والقتل والجراح فنسأل الله أن يكون ما أصابهم طهرة ورحمة.
ونوصي المسلمين بألا يسكتوا عن الظلم والمنكرات، كل بحسب قدرته واستطاعته، فمن لم يستطع فلا أقل من أن ينكر بقلبه حتى لا يعمهم الله بعذاب إذا نزل على أعدائه.
وأما يهود فلهم يوم معنا سينالون فيه جزاء ما اقترفت أياديهم الآثمة ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).
الخميس أبريل 18, 2024 7:03 am