المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 تواصوا وتذاكروا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

تواصوا وتذاكروا Empty
مُساهمةموضوع: تواصوا وتذاكروا   تواصوا وتذاكروا I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2024 2:52 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (437)
الخميس 25 رمضان 1445 هـ
***


تواصوا وتذاكروا


إنّ من الحقائق التي وجب الانتباه إليها، أن الحق لا ينتصر لكونه حقا فقط ما لم تكن له قوة وسلطة شرعية تنصره وتشيّد صرحه، وتقمع الباطل وتزلزل عرشه، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد]؛ ولهذا كان قوام الدين بأمرين لا ينفكان عن بعضهما: "كتاب يهدي وسيف ينصر" ومتى تخلَّف أحدهما أو كلاهما تخلَّف النصر كلُّه أو بعضُه.


فالنصر والتمكين سُنّة لا تتخلَّف عن عباده إلا بما كسبت أيديهم من تقصير في جناب التوحيد أو سبيل الجهاد، وإنّ الله وعدنا ولن يخلف الله وعده، فمتى استوفى العباد أسباب النصر وشروطه تحقق لهم موعوده سبحانه، ومن أهم هذه الشروط الاستقامة على منهاج النبوة القائم على توحيد الله عزّ وجل والكفر بالطاغوت؛ وهو منهج الطائفة المنصورة من أهل السنة والجماعة، وذلك بالإخلاص لله وطاعته واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد].


وقد جاءت عوامل النصر جليَّة واضحة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال]، فالثبات والذكر وطاعة الله ورسوله والاجتماع والصبر، خمسٌ لا يقوم مقام النصر بغيرهن، قال ابن القيم معلّقا على الآية: "فهذه خمسة أشياء تُبْتَنى عليها قُبَّة النَّصْر، ومتى زالت أو بعضُها؛ زال من النصر بحسب ما نقص منها، وإذا اجتمعت، قوَّى بعضُها بعضًا، وصار لها أثرٌ عظيمٌ في النصر، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقمْ لهم أمَّةٌ من الأمم، وفتحوا الدُّنيا، ودانت لهم العباد والبلاد، ولما تفرَّقت فيمن بعدهم وضَعُفت؛ آل الأمرُ إلى ما آل" [الفروسية].


وحتى يتحقق موعود الله عز وجل، لا بدَّ من تحقيق سنة التغيير، فالله عز وجل لا يغيِّر حال قوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم؛ ويبدأ التغيير من النفس بأن يتفقد المرء نفسه التي بين جنبيه ويصلح ما أفسد ويزيد فيما أحسن، قال تعالى: {إ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد]، ثم يسعى جاهدا لإصلاح واقعه وما حوله بالسبل المشروعة قولا وعملا، دعوةً وجهادا، لقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود]، ومصلحون يعني أصلحوا أنفسهم ومن حولهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسعوا في إصلاح واقعهم وتغييره وفق شرع الله تعالى، وتحقيقُ التوحيد لله والجهاد في سبيله والثبات عليه وتجديد التوبة والتحلل من المظالم وإقامة القسط؛ كلها من التغيير المحمود الذي يستجلب به المؤمن معية الله تعالى وتأييده.


وإنّ من حكمة الله تعالى أنه يمحّص عباده بالابتلاءات والمحن؛ ليميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، كما قال تعالى: {مَّا كَانَ اللهَ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران]، قال ابن كثير: "لا بد أن يعقد سببا من المحنة، يظهر فيه وليّه، ويفتضح فيه عدوه، يعرف به المؤمن الصابر، والمنافق الفاجر"، والناس في أيام الرخاء يكثر فيهم المدّعون، فلا بدّ لهم من البأساء والضراء والزلزلة التي يتبين فيها الصادق من الكاذب، كما قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}. [البقرة]


وتذكروا أيها المجاهدون أن هذا الدين حبله متين يؤخذ بقوة، وقوته في علو كلمة التوحيد وظهور عقيدة الولاء والبراء، فإن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، ففي الحديث عند أبي داود: (مَن أحبَّ للهِ، وأبغَضَ للهِ، وأَعْطَى للهِ ومنَعَ للهِ؛ فقد استَكْمَلَ الإيمانَ).


فإن التمسك بهذه العقيدة هو طريق النجاة، به تتمايز الصفوف وبه ينال رضى الله عز وجل، وبه يستجلب النصر لقوله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج].


فنوصي إخواننا بتجديد هذه العقيدة في النفوس، ونحثهم على كبح جماح النفس بالمحاسبة والتوبة والإنابة والمجاهدة، فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


إنّ ما سبق ذكره، ليس جديدا طرأ، ولا قديما خافيا ظهر، بل هو مما يعرفه كل مجاهد سلك هذا الطريق المبارك طاعة واتباعا، ولكن من الحكمة، تجديد التواصي والتذكير به داخل صفوف المسلمين بين الفينة والأخرى ليتنبه من غفل ويتذكر من نسي، فيبقى الهدف نصب العين قائما، والطريق واضحا والباب مشرعا لكل السالكين واللاحقين.


فجددوا العزم أيها المجاهدون على الجد، وأخلصوا النوايا وأصلحوا الطوايا، وشدوا العزائم، وانفضوا عن كواهلكم كل العوائق التي تحول بينكم وبين تحقيق غايتكم السامية: إقامة الدين في الارض، أقبلوا على الطاعة والاعتصام بالكتاب والسنة والجماعة، وتواصوا بذلك، وتذاكروا وتناصحوا، واصبروا وصابروا ورابطوا، فما هي إلا إحدى الحسنيين وكلاهما فوز مبين والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

تواصوا وتذاكروا Empty
مُساهمةموضوع: رد: تواصوا وتذاكروا   تواصوا وتذاكروا I_icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2024 8:58 pm

...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تواصوا وتذاكروا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: