المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} Empty
مُساهمةموضوع: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}   {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} I_icon_minitimeالجمعة يناير 12, 2024 10:58 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (424)
الخميس 22 جمادى الآخرة 1445هـ


{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} Photo_92
 


 {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
كلمة صوتية للمتحدث الرسمي للدولة الإسلامية الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله تعالى-


الحمد لله القوي المتين، والصلاة والسلامُ على من بعث بالسيف رحمةً للعالمين، أما بعد:


فقد خلقَ اللهُ الخلقَ وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، من أجل غايةٍ واحدةٍ لا تضاهيها غاية، لا تقبل المداهنةَ ولا المساومة، هي عبادتُه وحدَه سبحانه، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وأمر الله تعالى نبيَه عليه الصلاةُ والسلامُ بالاستمرار على تحقيقِ هذه الغايةِ، حتى يأتيَه اليقين، فقال سبحانه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، وحذره سبحانه أنه بغير هذه الغايةِ لن يقبلَ الله منه عملا، فقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}.


ولأجلِ تحقيقِ هذه الغايةِ شرع اللهُ الجهادَ للمؤمنين، وأمرَهم بقتال الكافرين، فقال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ ِلِله}، وبذلك صار التوحيدُ غايةً والجهادُ سبيلاً، وتَبعًا لذلك كان الإسلامُ هو كلُّ الحلِ وليس جزءًا من الحل.


فانقسم الناس في ذلك إلى فرق وحركاتٍ وأحزاب بعضُها أراد توحيدا بغير جهاد، وبعضها أراد قتالا بغير توحيد، وبعضها جعل الإسلامَ جزءًا من الحل وخلطَه بالديمقراطيةِ والوطنية والعلمانية، وبعضهم صار يرى الإسلامَ مُشكلةً لا حلا، يتنصلُ منه ويتهربُ من تبعاته، ويجبن حتى عن رفعِ شِعاراته، وقليلٌ من نجا فسلك مسلك التوحيدِ والجهاد كما سلكه خيرُ الأنبياء محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- وصحابتُه الفاتحون -رضوانُ الله عليهم-.


وعلى هذا النهجِ المباركِ نشأتِ الدولةُ الإسلاميةُ ومضتْ، فالتوحيدَ قصدت، والشريعةَ نصرت، والشركَ نبذت وفارقت وفاصلت وحاربت، والجهادَ وسيلةً اتخذت، فأخذت منهاجَ النُبوةِ قولا وعملا، وضربتْ بِعرْضِ الحائطِ كلَ ما خالفه وناوأه من المناهج والدساتيرِ والخرافاتِ والأساطير، ففتح الله عليها وألهمها رشدَها، فرأت الحق حقا واتبعته، والباطلَ باطلا واجتنبته، فكانت هذه من أعظمِ النِعم التي أكرم اللهُ بها دولةَ الإسلام، فسارت على بصيرة من أمرها، تتقدمُ بثبات نحو غايتِها التي لن تعدلَ بها غاية، رُغمَ كلِ ما تعرضت له من حروبٍ ومحنٍ وزلازلَ تنهدُ لها الجبال، إلا أنها ما زالت باقيةً ماضيةً بفضل الله تعالى على طريقها المبارك، ووِلاياتُها في شرق الأرض وغربِها تواصلُ معركةَ التوحيد حتى يكونَ الدينُ كلُه لله، وكلُ مجاهد فيها على ثقة ويقينٍ بأنه لو لم يخرج من هذه الدنيا إلا بالتوحيد والوفاةِ على الإسلام، لكفى به حظا ونصرا.


إننا نستذكر ونستعرضُ هذه المنطلقاتِ الشرعيةِ الأصيلةِ والثابتةِ ونطرقُها في القلوب والأسماع تزامنا مع ما يتعرض له أهلُنا المسلمون في فلسطين الحبيبةِ من حرب يهوديةٍ غاشمةٍ أهلكتِ العبادَ ودمرت البلاد وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفي ضوءِ ما تقدّم من منطلقات شرعية فإن لنا وقفاتٍ منهجية نَنْصُرهم بها ونناصح، ونوجّه ونصارح، والله من وراء القصد، فنقول وبالله التوفيق:


بداية: نسأل المولى في عليائه أن يتقبل قتلى إخوانِنا المسلمين المستضعفين من الرجال والنساء والولدانِ في فلسطين، وأن يُعظم أجورَهم ويُحسنَ عزاءهم، ويَحقنَ دماءهم ويداويَ جرحاهم، ويرحمَ ضعْفهم، ويجبرَ كسرهم، ويُؤويَ شريدَهم، وأن يتولى أمرهم ويلطفَ بهم، إنه لطيف خبير.


ثانيا: إن موقفَ الدولةِ الإسلاميةِ مما يجري للمسلمين في غزة هو موقفها من سائر ما يصيبُ المسلمين من جراحات كثيرةٍ في سائر بلاد المسلمين، وإن هذا الموقفَ نابعٌ من رابطة الأخوةِ الإيمانيةِ التي تجمعُنا بالمسلمين كافة، والمنبثقةِ عن الكتاب والسنة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وكما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم)، وهذه الرابطةُ تفرضها عقيدةُ الولاءِ والبراء التي هي أوثقُ عرى الإيمان، وأصلٌ أصيلٌ من عقيدة المسلمين.


وإنّ من مقتضياتِ هذه العقيدة الربانيةِ مناصرةَ المسلمين كافةً على قدر الاستطاعة، ومن مقتضياتها كذلك: بذلُ النصح لهم، كما في الحديث الصحيح: قال عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة).


ثالثا: إن جرائمَ القتلِ والمجازرَ البشعةَ التي ارتكبها اليهودُ بحق المسلمين في غزةَ هو دأْبُ اليهود عبر كل العصور، فهم أشدُ الطوائف عداوةً للمسلمين كما بيّن الله في كتابه فقال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، فعلى المسلمين أن لا يَتوقعُوا من اليهودِ أقلَ من ذلك، ويستوي في ذلك يهودُ فلسطين ويهودُ العالم، فهم جزءٌ من كل، فكلهم يهودُ كافرون، والتفريقُ بينهم كِذبةٌ روجها الوطنيون والقوميون، فالقرآنُ الكريمُ بيّن صفاتِ اليهودِ الكافرين وفضحَ حقيقَتهم، ولم يقسّمْهم إلى أقسامٍ وأصناف، فيجبُ على المسلمين أن يعرفوا حقيقةَ اليهودِ كما بيّنها الله تعالى، وأن يُدركوا طبيعةَ المعركةِ معهم في ضوءِ آياتِ القرآن الكريم، وليس كما تذكرُها كتُبُ السياسةِ الجوفاء والمراجعُ الوطنيةُ العَوجاء.


فالمعركةُ مع اليهود معركةٌ دينيةٌ ليست وطنيةً ولا قومية! ليست بسبب الأرضِ ولا الترابِ ولا الحدود! بل هي معركةٌ تستمِدُ شرعيَّتَها من الكتاب والسنة، لا من الشرعية الدوليةِ ولا قوانيِنها الجاهلية، فالمسلمُ يقاتلُ اليهودَ لأنهم يهود كفروا بالله تعالى، وحاربوا أنبياءَه وناصبوا المسلمين العِداء، ولو لم يكنْ في تاريخ اليهودِ إلا قتلهم أنبياءَنا والطعنَ فيهم، لكان ذلك سببا كافيا لقتالهم حتى لو لم يُدنسوا الأقصى وفلسطين، فكيف وقد فعلوا كلَ ذلك وزادوا؟ ولذلك؛ فإن الحرب معهم ممتدةٌ حتى “معركةِ الحجرِ و الشجر”، ولن تنتهيَ الحربُ مع اليهودِ بحل الدولةِ ولا الدولتين، كما يؤمن بذلك الوطنيون ويطمحون، بل هي حربٌ دينيةٌ عقدية ستستمرُّ حتى نقتلَ دجالَهم تحت لواءِ نبيِ الله عيسى -عليه السلام- وعدَ الله، والله لا يخلف الميعاد.


رابعا: أمام جديةِ هذه الحربِ اليهوديةِ الصليبية وخطورةِ ما يحاكُ لأهل فلسطين، فإن الوضع لا يحتمل المجاملة والمواربة، وإن الحزن على مصابِ المسلمين لا يعني خداعَهم والتدليسَ عليهم، بل إن الواجبَ أن نصدح بالحق الذي ندينُ به نُصحا وإعذارا أمام الله تعالى، وإبراءً للذمةِ وصونا للدماء أن تُسفك في غيرِ موضعِها.


إن من الثابتِ في دين الإسلام -كما تقدّم- أنّ غاية القتالِ هي تحقيقُ التوحيدِ لله تعالى وإعلاءُ كلمته، ولقد غابت هذه الغايةُ عن معركةِ غزةَ الأخيرة، وهو ما بدا واضحا جليا في خِطابات قادةِ الفصائل وتصريحاتِهم الرسمية، التي لم ترتفع عن سقفِ الأرض، فالمعركةُ من أولها لآخرها تدورُ حول التراب والوطن الذي جعلوه غايةً تُسفكُ في سبيله الدماء!


وغاب عن هؤلاء أنّ فلسطينَ وبيتَ المقدس، لم تنل مكانتها من التراب أو الطين، بل نالت مكانَتها من السماء، من الوحي، من القرآن، من عند الله تعالى القائل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فالذي باركَ بيتَ المقدسِ هو المولى سبحانه وتعالى الذي خلقنا لأجلِ عبادتِه وتوحيدِه، فاللهُ تعالى هو الغايةُ وليس الوطن، وفي سبيله تُسفكُ الدماءُ، وليس في سبيلِ الوطن!




إن دينَ الإسلامِ هو الذي منحَ المكانةَ لفِلسطين، ولا قيمةَ للأرضِ إن لم تحكم بشريعة الرحمن، سواءٌ حكمها عباسُ أو حكمها دحلان، وسيّانِ إنْ حكمَ غزتها وضفّتها أولياءُ أمريكا، أو أولياءُ إيران.


ولذلك فإنه من المُؤسفِ أن تسيلَ دماءُ المقاتلين تحتَ هذهِ الراياتِ ولأجلِ هذه الغايات، ثم يتسلمُ الحكمَ في نِهايةِ المطافِ طواغيتُ أشدُ كفرا ونفاقا وحربا على الإسلام ممن سبقهم، وهو ما يجري الحديثُ عنه حاليا ضِمنَ مُخططاتِ اليهودِ والنصارى لحكمِ غزة، لتبدأَ فُصولُ مرحلةٍ جديدة من التِيه والضياعِ في وحَلِ الوطنيةِ والقومية والبعدِ عن نورِ الشريعةِ المرضية.


أيها المقاتل الفلسطيني، إنّ مجردَ قتالِ اليهودِ ليس أمارةً على صحةِ الطريقِ ولا سلامةِ المنهج، فلقد قاتلَ من قَبلكَ اليهودَ المقاتلُ الشيوعيُّ والمقاتلُ القوميُّ والمقاتلُ الوطنيُّ؛ كلُ هؤلاء قاتلوا اليهودَ لسنوات وخاضوا معهم جوْلات، فهل أسفرَ قِتالُهم عن إعلاء كلمةِ الله تعالى وتحكيم شريعتِه؟ وهل كانت هذه الغايةُ أصلا مطروحةً ضِمن خُططهم؟ وهل هي مطروحةٌ ضِمن خُطط قادتكم اليوم؟ وها أنتم قد جربتموهم 17 عاما فلم يُحكّموا الشريعةَ ساعةً من نهار، بل عطلوا الشريعةَ واستبدلوها بضدِها، ولم يتدرجوا في تحكيمها كما زعموا، ولم يُؤسلِموا الصراع كما روّجوا، بل أعادوه إلى سابق عهدِه صراعا وطنيا على الحدود والوطن ليس إلا، وليس لأجلِ هذه الغايةِ أرسلَ اللهُ الرسلَ -عليهم السلام-، ولا على هذا قاتلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابتُه الكرام.


فاعلم أيها المقاتلُ، إن الله تعالى لم يأمرْك بقتال سِوى القتالِ في سبيله، ولا يكونُ القتالُ في سبيله حتى يكونَ في ظِلال الشريعة الربانية، وسعيا لحاكِميَتها ورفعا لرايتِها، وليس في ظلالِ الشرعيةِ الدوليةِ، ومواثيقِ الأممِ المتحدةِ الكفرية.


فاسمع أيها المقاتلُ فإني لك ناصح أمين، وأنت تتعرضُ للقتلِ في كل حِين، آن الأوانُ لِتُصححَ مسارَك وتقاتلَ اليهودَ بحكمِ السماءِ لا بحكمِ الأرض، في ظلال شريعةِ الله تعالى لا شريعةِ البشر، كما قاتلَ من قبلُ نبيُنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكما قاتلَ أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌ رضي الله عنهم، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.


خامسا: وأمّا دعاوى القتالِ لتحريرِ الأرض، فإن مفهومَ التحريرِ بحاجةٍ إلى تحرير، إنّ تحريرَ الأرض لا يعني تحريرَها من حُكومةٍ عِلمانيةٍ إلى أخرى ديمقراطية، ولا يعني تحريرَها من حُكومة تحكمُ بالدستور اليهودي إلى أخرى تحكمُ بالدستور الفلسطيني، فالقانونُ الذي يحكمُ فلسطينَ ودُويلةَ اليهودِ واحد، وضعه البشرُ وحكمه عند اللهِ تعالى واحد.


إنّ البلادَ التي لم تُحكمْ بالشريعةِ الإسلاميةِ ليستْ مُحررة، ولو خرج منها كلُ اليهودِ والغُزاة، بل هي أسيرةُ القوانينِ الكفريةِ، والشرائعِ الدوليةِ الجاهلية، التي طغى ذكرُها والتمسحُ بها على بياناتِ وتصريحاتِ قادةِ الفصائلِ الفلسطينيةِ الذين ما فتئوا يُؤكدون في كل مرةٍ وفرصةٍ على أن "مقاومتَهم" مكفولةٌ في ظِل هذه الشرائعِ الجاهلية! حتى يظنَ المرءُ -وهو يستمع إليهم- أنّ النبي محمداً -صلى الله عليه وسلم- بُعثَ بالشرائعِ الدولية ولم يُبعث بالشريعة الربانية، وحاشاه -صلى الله عليه وسلم-.


سادسا: إن التحالفَ مع الرافضةِ خَطيئةٌ إخوانيةٌ نشأتْ مُنذُ فِتنتِهم بالثورةِ الخمينية الشركية، وبلغتْ هذه الفِتنةُ ذِروتَها في السنواتِ الأخيرة، وتمثلتْ بارتماءِ الفصائلِ الفلسطينيةِ في الحضنِ الإيراني، وإعلانِهم تشكيلَ ما أسموه “مِحورَ المقاومةِ” و “محورَ القدس” وبذلكَ سمحتِ الفصائلُ الفلسطينيةُ لإيرانَ الرافضيةِ أن تتصدرَ المشهدَ الفلسطيني، وتظهرَ بمظهرِ المخلّصِ والمدافعِ عن فلسطين، وصارتْ خِطاباتُ الأجنحةِ العسكريةِ الفلسطينيةِ لا تنفكُ عن شُكرِ ميليشياتِ إيرانَ في لبنانَ واليمنِ والعراق، مع أنهم عسكريا وميدانيا خذلوهم، وقد أقرَّ بذلك كلُ المحللين والمراقبين.


ولم تكن مناوشاتُ حزبِ الشيطانِ وباقي ميليشياتِ إيرانَ إلا مداراةً لاستكمالِ مشروعِ الرافضة، والذي ينتهي في فلسطينَ بإقامةِ مواكبِ الشرك واللطمِ والعويل في شوارع القدس، وسبِ عرضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وتكفيرِ صحابته من منبر المسجد الأقصى.


لقد كشفتِ الحربُ الأخيرةُ على غزة حقيقةَ هذا المحورِ الوهمي، وأن إيران أنشأته خدمةً لمشاريعها، وأن هدفَه الأولَ والأخيرَ أن تنخرطَ الفصائلُ الفلسطينيةُ في حربٍ بالوكالة عن إيرانَ وليس العكس، وهو ما كان، فسلِمت إيرانُ وحزبُها من معركةٍ طاحنة تحمَّلتها غزةُ لوحدِها من دماء أطفالِها ونسائِها، وإنا لله وإنّا إليه راجعون.


إن تاريخَ الرافضةِ شاهدٌ على حجمِ العداوةِ والغدرِ بالمسلمين مُنذ ابنِ سبأ، ومرورا بابن العلقمي، وليس انتهاءً بالخميني، كما إن تاريخَهم القريبَ حافلٌ بالجرائم بحق المسلمين في العراق والشامِ واليمنِ، بل إن لهم تاريخا أسودَ مع الفلسطينيين بشكلٍ خاص، فجرائمُ الميليشياتِ الرافضيةِ في بغداد بحقِ فلسطينيي العراق معروفةٌ موثقة، وجرائمُ الميليشياتِ الرافضيةِ اللبنانية كحركةِ أملَ وغيرِها بحق فلسطينيي لبنان ما زالت عالقةً في الأذهان، ومجازرُ ميليشياتِ قاسم في مخيمِ اليرموكِ ماثلةٌ للعيان، فإذا كان هذا تاريخَ الرافضةِ مع المسلمين والفلسطينيين فلن يكونَ حاضرُهم أحسنَ حالا ولا أقلَ جرما.


إن الرافضة قديما وحديثا كانوا وما زالوا حربا على الإسلام والمسلمين، وخططُهم التوسعيةُ ومشاريعُهم ومؤامراتُهم ضد المسلمين لا تِقلُ خطورةً وحقدا عن مؤامراتِ وأحقاد اليهودِ والصليبيين، ولئن كان اليهودُ يحلُمون بدولة من النيل إلى الفرات، فإن الرافضةَ يحلمون بهلالٍ رافضيٍ أوسعَ من ذلك، يبتلعُ عواصمَ وديارَ المسلمين من بيروتَ إلى طهران، بل أبعد من ذلك! فإن لهم عينًا على جزيرة العرب والخليج! وقد جاءوا تُحركُهم أحقادُ وأطماعُ السنين، لإعادة أمجادِ دولةِ الفرسِ البائدة.


فالرافضة لا يرون في القدس سِوى وسيلةٍ لركوبِ الموجةِ من أجل الولوج إلى بلاد المسلمين وإكمالِ مشاريعِ المكرِ التي لم تَعُدْ تخفى إلا على البُلهاء، فهل يَرتجي عاقلٌ نُصرةً من هؤلاء؟


بل هل يرضى العاقلُ أن يصاحبَ ويُؤالفَ مَن يطعنُ بعرضِ أُمه، ويَكيلُ لها السِبابَ ليلَ نهار؟! فكيف يرضى هؤلاءِ بمُحالفةِ ومُؤاخاةِ مَن يطعنُ بِعرضِ أُمهاتِ المؤمنين وصحابةِ خيرِ المرسلين محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟! كيف يرضى المرءُ أن يكونَ في حلفِ ومِحورِ هؤلاء؟! لو تدبرَ العاقلُ هذا الأمرَ وحدَه لكان كافيا ليُسارعَ بالبراءة من هذه الفصائلِ والمحاور، {وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}.






فتقصّدوا بالعمل الأهدافَ السهلةَ قبل الصعبة، والمدنيةَ قبل العسكرية، والأهدافَ الدينيةَ كالكُنس والكنائس قبل غيرها، فإن ذلك أشفى للصدر وأظهرَ لمعالم المعركة، فإن حربنا معهم حربٌ دينية، نقاتلهم أينما ثُقِفوا استجابة لأمر الله تعالى.


كما نُذكِّر المسلمين بالإنفاقِ في سبيل الله تعالى، وإرسالِ الدعم المالي لمستحقِيِه في ديار المسلمين التي تتعرضُ للحروب والأزماتِ عبرَ طرق آمنةٍ موثوقة، فانصروا إخوانكم بأموالِكم وقدموا لأنفسكم: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}، فنحن أولى بالمسلمين من مؤسسات الإغاثةِ الصليبية والرافضيةِ والعلمانية، التي لن تقدمَ قِطميرا إلا في سبيلِ مشاريعِهم الخبيثة، قال سبحانه: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ}.


وقبل الختامِ نبلغُكم وصيةَ أميرِ المؤمنين حفظه الله فإنه “يقرئُكم السلام، ويُوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، والإقبالِ على الله والتقربِ إليه بصالح العمل، وعلى رأسِ ذلك مقارعةُ أعداء الله ومراغمتُهم، فذلك ذِروة الأمرِ وأعلاه، ويحُثكم على نصرةِ المستضعفين من المسلمين في غزّةَ حيثما كنتم، فوق كلِ أرض وتحت كل سماء فإن ملّة الكفر واحدةٌ، وقد رمونا اليومَ عن قوسٍ واحدة، وأصبح ما كانت تُكنُّه صدورُهم من الشرور بعد البغضاءِ باديًا ظاهرًا فلا عذر للمتخلفين بعد كلِ هذه الجرائم الظاهرةِ عن نصرة إخوانهم”. انتهى كلامُه حفظه الله تعالى.


وإلى جنودِ الدولة الإسلاميةِ الأشاوسِ الذين صبروا وتحملوا ما تحملوا نصرةً لدينهم وإعلاءً لكلمةِ ربهم، ونخُص منهم الأسارى الصابرين خلف القضبان، هنيئا لكم بِشارةُ ربكم سبحانه مبثوثةً مسطورةً في كتابه، مفادُها قولُه تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ}.


هنيئا لكم هذه البِشارةُ الربانية، ونحسبُ أنكم تقحمتم كلَ هذه الحروب والحتوفِ حفاظا على الغاية الأسمى: وهي إفرادُ الله بالعبودية واجتنابُ عبادةِ الطواغيت، ونحسبُ أنكم ربحتم المعركة، وظفِرتم بالعبودية وهي الدرجةُ التي امتدح الله بها نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- في مقام الإسراء والمعراج قائلا: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، ففي هذه الآيةِ الكريمةِ من اللطائفِ والعجائبِ ما يُطربُ أسماعَ المؤمنين ويروي ظمأَهم، فإن الله تعالى بدأها بمقام التنزيه والتعظيمِ لذاته الجليلة، وقرن بذلك المقامِ نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- مُشرّفا إياه بمَقام العُبودية له في أعلى المراتبِ والمراكب، وأشرف المراقي والمواكب، برفقةِ أمينِ الوحي عليه السلام، ساريًا هذا الموكبُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السماء، وفي ذلك إشارةٌ لا تخفى للساعين إلى تحريرِ الجزيرةِ وبيت المقدس، أنهم لن يدخلوها فاتحين إلا من بَوابة العُبوديةِ لله تعالى لا من سِواها، فمن أرادَ أن يكونَ من الفاتحين لبلادِ الحرمين وأولى القبلتين فليزم عتبةَ العبوديةِ لله تعالى بما تعنيه من ولاءٍ لكل المؤمنين، وبراءٍ من كل الكافرين حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدين لله.


ونحسب أنكم يا جنودَ الخلافةِ ما زلتم على طريق العبوديةِ لله تعالى، فعضوا عليها بالنواجذ ولازِموها في الحياة والممات، في تمكينٍ أو انحياز، في المدن والقرى والفيافيْ والقِفار، عيشوا لله عبيدا وموتوا له عبيدا والله معكم ولن يتركم أعمالكم.


اللهم انصرْ عبادك المجاهدين الذين يُقاتلون في سبيلِك نُصرةً لدينِك وإعلاءً لكلمتك، اللهم أنزلْ بأسك بأعدائِك وسلطْ عليهم جنودَك، اللهم احقن دماء المسلمين، ورد عنهم عاديةَ الكافرين، اللهم أبرم للمسلمين أمرا رشيدا، وردَهم إليك ردا جميلا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
..............................
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: