المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 "الشباب والجهاد في سبيل الله"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

"الشباب والجهاد في سبيل الله" Empty
مُساهمةموضوع: "الشباب والجهاد في سبيل الله"   "الشباب والجهاد في سبيل الله" I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 8:32 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 


افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (421)
الخميس 1 جمادى الآخرة 1445 هـ


***


"الشباب والجهاد في سبيل الله"


الشباب، تلك المرحلة المليئة بالهمّة والتي يكون فيها الإنسان في أنشط سنيّ عمره، فهي قوة بين ضَعفين: الطفولة والهرم، كما قال تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً}، تلك الفئة من المسلمين التي تريد أمم الكفر وأولياؤهم غمسها بمستنقعات اللهو والتفاهات بل زجها في ظلمات الردة والزندقة، وفصلهم عن أمتهم حياةً وانتماء.


إن شباب الأمة اليوم يواجهون هجمة عقدية وأخلاقية شرسة، وأنشطة حثيثة ممنهجة، لفصلهم عن دينهم عامة وعن عبادة الجهاد في سبيل الله خاصة، ففتح لهم الطواغيت لأجل تلك الغاية أبواب الكفر والفسوق، وغلفوها بمسميات الترفيه والمتعة و "الحرية الشخصية" و "التطور"! ومن سَلِم منهم من ذلك شوّهوا عنده صورة الجهاد والمجاهدين في سبيل الله، وحصروا له الجهاد بأمة سابقة عاشت وماتت! كأنها لم تكن أمة الإسلام أو كأنهم ليسوا أبناءها وأحقّ بها وأهلها، أو كأنهم ليسوا امتدادا لشبابها الأولين الذين قدموا ما يستطيعون ويملكون بين يدي رسول -صلى الله عليه وسلم-.


لقد تركت لنا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نماذج من سِيَر شباب الإسلام الأوائل؛ لتضعنا في صورة حياتهم وما يشغلهم رغم صغر أعمارهم، ففي مكة أسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، وكان اجتماع المسلمين سرا في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعمار هؤلاء الصحابة حينها لا تتجاوز العشرين عاما، وفي هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر -رضي الله عنه- كانت أسماء بنت أبي بكر تجهز الطعام وتربطه بنطاقها، وعبد الله بن أبي بكر يستمع للأخبار بمكة في النهار ويأتي بها للغار ليلا، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر كان يرعى الغنم ويمر على الغار فيسقيهما ويعفي على أثر عبد الله بن أبي بكر حتى لا يتفطن المشركون، وكل هؤلاء -رضي الله عنهم- على اختلاف أدوارهم وخطورة أفعالهم لم يكونوا قد تجاوزوا العشرين عاما كذلك، أما بطولة معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح وكيف أنهما اشتدّا كالصقرين على فرعون هذه الأمة أبي جهل، وأنفذا سيفيهما في جسده فقتلاه؛ فيحكي قصتهما عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بقوله: "بينا أنا واقف في الصّفّ يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنّيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنّه يسبّ رسول -صلى الله عليه وسلم-، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتّى يموت الأعجل منّا، فتعجّبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في النّاس، قلت: ألا إنّ هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتّى قتلاه" [متفق عليه]، فتأمّل كيف وصفهما عبد الرحمن بن عوف بأنهما "حديثة أسنانهما" ثم قارن الأعمار بالأفعال، ليتضح لك المشهد الذي كانت تجري أحداثه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإقراره وتأييده.


وفي معركة أحد عندما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجهز الجيش لقتال المشركين تسامت إليه همم الشباب ليقاتلوا معه -صلى الله عليه وسلم-، فأجاز بعضهم ورد آخرين؛ لأنهم لم يبلغوا الحلم!


ولم يزل هؤلاء الفتية والشباب من الصحابة، الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، في شوق لقتال أعداء الله حتى وقعت معركة الأحزاب ليعاودوا الطلب بأن يكونوا مع المجاهدين في سبيل الله، فما كان من أسامة بن زيد -رضي الله عنه- إلا أن يشدّ من قامته حتى يجيزه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقتال المشركين، فأجازهم -صلى الله عليه وسلم- في تلك المعركة، وعُمُرُ بعضهم لمّا يتجاوز الخمسة عشر عاما! ثم لم تمضِ غير سنوات قليلة حتى أصبح أسامة بن زيد قائداً لجيش المسلمين نحو الروم وتحت إمرته كبار الصحابة وهو دون العشرين عاما -رضي الله عنه-.


لقد ذكرنا هذه النماذج لشباب الإسلام اليوم ليعيشوا أجواء سلفهم من الشباب السابقين الأولين، ويتخذوا منهم قدوات عملية في واقعهم الذي يعيشونه، ولا يلتفتوا للمرجفين المخذلين، الذين يرون فيهم "صغارا يخاطرون بأنفسهم"، أو "حدثاء أسنان وسفهاء أحلام" أو "يضيعون أعمارهم في محارق الجهاد"! الذين إن مرّوا ببعض ما ذُكر من سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في استخدام الشباب لنصرة الدين في مواجهة الكافرين: لوّوا رؤوسهم ونكسوا أعناقهم، ثم أخرجوا من التأويلات ما ينتهي بهم إلى فصل الكتاب والسنة عن حياة الأمة، في فصام نكد بين القول والعمل والتأصيل والتنزيل؛ جرّ على أمة الإسلام من الإضلال ما خدّر شبابها وأضاع طاقاتهم في متاهات لا تنصر حقا ولا تدفع باطلا، ولو استمع السابقون الأولون لأسلاف هؤلاء المرجفين لما قامت للأمة قائمة من أساسها، ولا عُقد الخير في نواصي الخيل، ولا نُصر مظلوم ولا دُفع ظالم، فقد قالوا لهم في حينها: {لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}!


إن قصص جهاد شباب الصحابة -رضي الله عنهم- ما بقيت لتبقى حبيسة الأسطر المكتوبة، والكلمات والمحاضرات والتنظيرات، بل لا بد أن يترجمها شباب الأمة اليوم أفعالا تربط بين القول والعمل، والقدوة والاقتداء، هذا هو السبيل الذي أعز الله به الأمة في أولها، وهو السبيل الذي يجب على مَن أراد العز أن يسلكه في آخرها، والذي بغيره يسلط الله عليهم الذلّ ثم لا تعود لهم العزة حتى يعودوا إليه.
........................
التفريغ من إعداد موقع: إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"الشباب والجهاد في سبيل الله"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أعلام الأمة : الإمام العلامة عبد الله بن المبارك رحمه الله - توفي 181 هـ
» الجواب على قول الملحد:هل يقدر الله على خلق إله مثل نفسه ؟!-تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا-
» إلى الله المشتكى !
» حزب الله أم حزب الشيطان؟
» مقاعد الشيطان (3) في طريق الهجرة والجهاد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: