المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 (حتى يردوكم عن دينكم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

(حتى يردوكم عن دينكم) Empty
مُساهمةموضوع: (حتى يردوكم عن دينكم)   (حتى يردوكم عن دينكم) I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2023 6:12 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (416)
الخميس 25 ربيع الآخر 1445 هـ
***
(حتى يردوكم عن دينكم) Photo_89





(حتى يردوكم عن دينكم)


أعادت الأحداث الأخيرة في فلسطين التأكيد مجددا على أن اليهود والنصارى يعادون المسلمين لدينهم لا لشيء آخر، وهذه الحقيقة الثابتة شرعا وواقعا -والتي يتهرب منها أكثر الناس- واضحة لمن أنار الله بصيرته، ونظر إلى الواقع وفق شرعه الحكيم، فخرج بتصور صحيح لأسباب ما يجري من حرب ميدانية وما تريد أن تصل إليه من نتائج.
ففي بداية الأحداث خرج بعض قادة اليهود وهم يؤكدون أن حربهم “دينية”، وقد رأى العالم كيف أن الطاغوت اليهودي “نتنياهو” استشهد بما قال إنه نص توراتي يأمر بني إسرائيل بقتل أعدائهم كلهم، صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، بل حتى حيواناتهم، ثم خرجت الأصوات اليهودية الداخلية تؤيد كلماته هذه وتباركها، لينفذها جيشهم حرفيا بالمستضعفين من المسلمين في غزة وما زال ينفذها حتى الآن، ورأينا أيضا قبل أيام كيف أن المتحدث باسم جيش اليهود يقول متفاخرا بأنهم “أبناء اليهودية”، بل وصل الأمر أن نرى وزير الخارجية الأمريكية وهو يخرج عن “الدبلوماسية”، التي يحرصون فيها عادة على تغطية غاياتهم بألفاظ مواربة، ليعلن صراحة أنه وصل لإسرائيل بصفته “يهوديا فرّ جدّه من القتل”، كعادة اليهود في استحضار “مظلوميتهم” عبر التاريخ، ولم تكن الصراحة مقتصرة على قادتهم فقط بل قد شاهد العالم متطوعي اليهود من دول شتى وهم يتوجهون نحو دويلتهم ليقاتلوا فيها دفاعا عن دينهم ويرفعوا ما يزعمون أنه التوراة ويحتفلوا بذلك ويفتخروا به في دلالة أخرى على طبيعة الحرب التي لا تخطئها إلا عين من طمس الله على بصيرته.
وهذه التصريحات التي تبين الدوافع خلف الحروب لم تقتصر على اليهود، بل هي تصريحات قادة النصارى أيضا قبل وأثناء شنّهم الحروب ضد المسلمين، وما زال الناس يتناقلون قولة طاغوت النصارى “بوش الابن” قبيل غزوهم بلدان المسلمين حين قال بأنها “حرب صليبية.. وأنها ستأخذ وقتا”، وما زالوا يكررون ويؤكدون هذه الدوافع إلى ما قبل أيام على لسان “ليندسي غراهام” أحد أشهر سياسيي أمريكا الصليبية حين صرح داعما حرب اليهود الأخيرة في غزة بأن: "المعركة هنا دينية وأنا أقف مع إسرائيل", والمتتبع لهذه التصريحات والمواقف يجدها كثيرة إلى الحد الذي لا ينكرها إلا من لا يريد أن يعيش الواقع كما هو!
هذا الوضوح في المواقف الحاسمة من قادة اليهود والنصارى، ليس استثناء كما يتوهم المبطلون، بل هو الأصل المُغطّى بكثير من الزيف الإعلامي وسنين من السياسات الناعمة التي تحرص كلّ الحرص ألا يتنبه المسلمون له، لكن الله الكريم يظهره بمثل هذه التصريحات التي تجري فلتاتٍ من ألسنتهم بين الفينة والأخرى، لتكون ومضات تلفت انتباه الغافلين وتعيد رسم المشهد في تصوراتهم على أساس صحيح واضحٍ بيّن.
ونظرة سريعة في مواقف من ينسبون أنفسهم للإسلام مما يجري من حروب ضدهم، تبين حجم الاضطراب في فهمهم لدوافع هذه الحروب والبطش الذي يمارسه عدوهم ضدهم كلما وجد فرصة مواتية، وهذا الاضطراب في الفهم هو نتيجة طبيعية لاضطراب الأصول التي يبنون عليها، والتي شارك في بنائها عندهم علماء السوء المضلّون والإعلام المسموم الذي يبث على مدار الساعة، والغزو الفكري والميداني في مختلف مجالات الحياة، والذي يجري بشكل ممنهج على ما يريد الطواغيت الذين يحكمون بلدان المسلمين، والذين يمشون بدورهم على ما يريد طواغيت اليهود والنصارى وغيرهم من أعداء الملة، فهي إذن سلسلة خبيثة، تبدأ بدعاة السوء، من "شيوخ" و "مفكّرين" وإعلاميين وأشباههم وتنتهي عند أكابر الطواغيت المجرمين.
أما المجاهدون في سبيل الله تعالى، فإن المشهد واضح لهم منذ البداية؛ لأن تصوراتهم مبنية على أسس ربانية، مهما اختلف الناس واضطربوا أو خطّأوهم وشغّبوا، وها هو الواقع مجددا يثبت صحة ما ذهبوا إليه من مواقف وسلامة ما بنوا عليه من أصول، ولا عجب، فقد هداهم الله تعالى سبله لمّا جاهدوا في سبيله، كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا..}، قال (شيخ الإسلام) ابن تيمية -رحمه الله-: "ولهذا كان الجهاد موجبا للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم، كما دل عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى؛ ولهذا قال الإمامان عبد اللّه بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: إذا اختلف النّاس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثّغر فإنّ الحقّ معهم؛ لأنّ اللّه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}" [مجموع الفتاوى].
فلا بد أن يعي المسلمون ويعملوا على تنبيه الغافلين من حولهم أن الكفار يستهدفونهم لدينهم لا لشيء آخر غيره، لا ثروات نفطية ولا مواقع بلدان إستراتيجية، فهذه كلها أهداف تأتي تحصيلا لحاصل، بعد أن يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويجعلوهم راضين بكفرهم، موالين لهم، ثم لا بأس عندهم حينئذٍ بأن يبقوا محسوبين على الإسلام اسما دون حقيقة، وشكلا دون مضمون، وقولا ينقضه العمل المخالف لأصوله من أساسه، والخلاصة هي أن حقيقة الصراع ملخصة في آية من كتاب الله الحكيم الخبير: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، هكذا هي، حرب واضحة الهدف: قتال للمسلمين إلى أن يرتدوا عن دينهم.
ولذلك، يجب على الغافلين من أهل القبلة، أن يعيدوا النظر في ما هم عليه من فهم لما يجري حولهم، ويردوا الفروع لأصولها، والنتائج لأسبابها، وفق شرع الله الذي خلقهم وما يعملون، ووجههم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ليسلم لهم دينهم ثم يعرفوا كيف يتعاملون مع الأحداث، والموفّق من وفّقه الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
....................

التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(حتى يردوكم عن دينكم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: