الأمر معقد وشائك وليس الحديث فيه بالأمر الهين.
نعم أخي نحن في زمن الغثاء وحكم الطواغيت، ووصف الشعوب أنها غثاء أي أنها في الواقع لا فائدة منها ولا تأثير لها على الساحة ، وليست على شيء، وإن لم نحكم بكفرها بالعموم إلا من أتى بناقض بين.
مسألة الحاكمية والاحتكام إلى الشرع كانت من المسائل الخفية إلى وقت قريب و لا يتفطن إليها إلا أفراد من هذه الأمة ، ثم إن الشعوب ضللت بسبب البلاعمة وتدليسهم في مقولة ابن عباس رضي الله عنهما " كفر دون كفر "، وهو إنما عنى المسألة والمسألتين بسبب الهوى أو غيره في بلاد يسودها الشرع ، لا كما هو حاصل الآن من تبديل الشريعة والتحاكم إلى القانون الوضعي الكافر، لكن كما قلت : هو التضليل والتلبيس- قاتل الله أصحابه- .
الحاصل أن الشعوب تختلف وليس من أقيم عليه الحجة كمن لم يحصل عنده ذلك، ثم إن كثيرا منهم بدأ يكفر بالطواغيت ويلعنهم بعد أحداث غزة الأخيرة.
ودور هذه الطائفة المنصورة بإذن الله قائم على أمرين :
١- جهاد أعداء الملة والدين : كفارا وطواغيت ومرتدين يقفون في وجه مشروعها الرباني.
٢- إقامة شرع الله عز وجل على هذه الشعوب وتعليمهم دينهم الحق.
ودوري كمسلم (ة) يريد النجاة له ولمن فيه بقية من خير من هذه الأمة : أن يشد على عضد من هذا مشروعها، فإن لم يستطع فلا أقل من أن يمسك لسانه.
بقيت مسألة أخيرة وهي الرؤى ..
فقد أشاد بها النبي صلى الله عليه وسلم وحرص على أن نهتم بها وأن نعبرها ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : " ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ، قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة" وفي رواية : " يراها المسلم أو ترى له ".
وكان صلى الله علبه وسلم يسأل أصحابه : "هل رأى أحدكم رؤيا ؟" ، ليعبرها له.
فكم رؤيا رآها الناس تزكي الدولة وجهادها وقادتها وجندها وأنهم على الحق وعلى خير بإذن الله، فهل هذه الدولة التي رئي فيها كل هذا يصح بعده أن تكفر أو تضلل أو تعتزل ؟
بل وكم من رؤيا صالحة رآها عامي جاهل لا يكاد يفقه شيئا من دينه إلا قليلا !
فهل من حاله هذه يصح أن أكفره لمن يكفر بالعموم وقبل أن تقوم الحجة في بعض المسائل ؟!
وقد يقول القائل : وهل نعتمد على الرؤى في أحكام الشرع وفيما تنازعنا فيه والتبس علينا أمره ؟
أقول وبالله التوفيق : نعتمد عليهما معا - العلم الشرعي والرؤى وهي : من الشرع - وإلا ما دلنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا والله أعلم.