المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 " المسلمون ومنطق القوة "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

" المسلمون ومنطق القوة " Empty
مُساهمةموضوع: " المسلمون ومنطق القوة "   " المسلمون ومنطق القوة " I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 09, 2023 12:01 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (415)
الخميس 18 ربيع الآخر 1445 هـ
***


" المسلمون ومنطق القوة "


يتغنى الكافرون كثيرا بالألفاظ اللينة كـ"التعايش" و "التسامح" و "حقوق الإنسان" و "من أجل النساء والأطفال" و "حماية المدنيين" وغيرها من المصطلحات؛ التي شهدت على كذبها دماء ملايين البشر من النساء والأطفال و "المدنيين" ممن لم يستطيعوا أن "يتعايشوا" معهم أو يحتويهم "تسامحهم" ولم تكن لهم "حقوق إنسان" تمنعهم من إراقة دمائهم.


فترى هذه القوى الكافرة، التي تقف خلف هذه المصطلحات وتكثر الحديث عنها، يسلّحون أنفسهم بما يهلك الحرث والنسل من أسلحة دمار فتّاكة، أحلّوها لأنفسهم وحرّموها على غيرهم! في تطبيق عملي لمنطق القوة وإقامة الحروب على من يقف في وجه مشاريعهم من البشر والحجر والشجر! ثم لا ضير عندهم بعد ذلك أن يلوكوا الحديث عبر "قواهم الناعمة" بهذه المصطلحات التي ملؤوا بها الدنيا نفاقا، وعمليا فجميعهم -شرقا وغربا- في مضمار سباق لتسليح أنفسهم وتسليح وكلائهم وأذرعهم، أنظمةً وميليشيات، ممن ينوبون عنهم في تنفيذ مشاريعهم، ولا يسلم منهم إلا من يخاطبهم بالمنطق الذي يعرفونه، ممن له قوة تمنعه من أن تُفرض عليه قواعد أنظمتهم، فيقابل منطق الحديد والنار بالحديد والنار.


فهو إذن منطق القوة وحسب، وكل ما سواه أحلام ما زال الكثيرون ممن ينسبون أنفسهم للإسلام في هذا الزمان، ممن سُحِروا بإعلام الطواغيت، غير مستيقظين منها، بل تراهم يدفعون عن أنفسهم سمة "العنف"، ولو كان معناه القوة التي يحفظون بها دينهم وكرامتهم، كمن يدفع عن نفسه تهمة أو جريمة! وفي الوقت الذي يستخدم فيه عدوّهم في إذلالهم وتركيعهم كل أنواع "العنف"، يستمر هؤلاء على التربية "السلمية" بالهتافات والاستنكارات، كما هو حال كثير ممن يدّعون نصرة إخوانهم الذين يقتلون ليل نهار بتلك المظاهرات والاحتجاجات الهزيلة، والتي لا تزيد أمم الكفر إلا يقينا بضعف المسلمين وقلة حيلتهم، وسهولة سلب حقوقهم والتسلط عليهم، فلا يتوقعون مقابل جرائمهم إلا الصراخ و "السلمية" التي سحقها الرصاص مرارا حين توهم من يتخذها منهجا أنها أقوى منه!


وأسوأ هؤلاء حالا من ألصق خوره وذُلَّه بدين الإسلام، الذين يلوون أعناق النصوص ويحرفون معاني الآثار ويُجهدون أنفسهم في إثبات أن الإسلام دين "التعايش" و "رفض العنف" و "التسامح" مع الكفار، مع ما أمامهم من عشرات الآيات والأحاديث الصحاح التي تصرح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث بين يدي الساعة بالسيف، وأن الذل والصغار جعل على من خالف أمره، وأن الله تعالى أمر أهل الإسلام بقتال كل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، كما في قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وأمر المسلمين بقتال كل المشركين، كما في قوله سبحانه: {.. وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وقول نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا اللهُ، وأنّ محمّدا رسول اللّه، ويقيموا الصّلاة، ويؤتوا الزّكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّ الإسلام، وحسابهم على اللهِ) [متفق عليه]، فإلصاق الخور بدين الإسلام هو هروب من الاعتراف بالجبن عن سلوك سبيل الله الواضح البين، الذي لا يحتاج لتأويلات ولا ترقيعات.


إن منهج الانبطاح للكفار ليس من الإسلام في شيء، بل إن دين الإسلام الذي أنزله رب العالمين سبحانه وتعالى، قد قرر للمسلمين في كتابه العزيز أنه يجب أن يتسلح المؤمنون ضد الكفار بالحديد الذي أنزله سندا للحق وحاميا له ومدافعا عنه، فلا غنى للكتاب الهادي عن السيف الناصر، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، هذا هو ميزان الحق الذي به يقف نزيف الدماء وتسترد به الحقوق وتحفظ الحرمات ويُردع به المعتدون ويُنصر به المستضعفون.


وهذا ما فعله المجاهدون في سبيل الله في هذا الزمان، الذين تربّوا في ميادين العزة والإباء، ولامس الإيمان شِغاف قلوبهم ووجدوا لذةَ الجهاد وبصيرة السبيل وطريق الخلاص، وهو ما يجب على أبناء الإسلام اليوم أن يسلكوه، فيتسلحوا بالتوحيد الذي يستلزم البراءة من كل شرك ومشرك، وبالجهاد الذي لا يستثني أي كافر، فإن فعلوا ذلك؛ كتب الله لهم أشد المهابة في صدور أعدائهم كما قال سبحانه: {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}؛ فهم يخافون أشد الخوف أن يصحح المسلمون البوصلة ويسلكوا الطريق الصحيح ليتجهوا نحو إرهابهم هذا الإرهاب.


هذا هو الأسلوب الرشيد الوحيد، والطريق الواضح البيّن، الذي دلنا عليه رب السماوات والأرض، الذي خلق الخلق ويعلم ما يصلح حالهم، وكل ما سواه هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
................
التفريغ من إعداد : مؤسسة صرح الخلافة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
" المسلمون ومنطق القوة "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: