المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

(تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ) Empty
مُساهمةموضوع: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ)   (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 5:26 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (407)
الخميس 22 صفر 1445 هـ
***


(تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ)


كلما اشتعلت جولة جديدة من الصراعات الداخلية بين أعداء دولة الخلافة؛ تعالت أصوات الصليبيين والمرتدين فرَقًا وخوفًا بالتحذير من خطورة أنْ يؤدي ذلك إلى "عودة الدولة الإسلامية" واستغلالها الأوضاع في "الظهور مجددا".


ومع تأكيدنا على أنّ الدولة الإسلامية لم تذهب حتى تعود، ولم تختف لكي تظهر مجددا؛ ولكنْ مجاراةً لتصريحات القوم الكافرين، يكاد يكون هذا النوع من التصريحات والتحذيرات قد صدر عن جميع أعداء الدولة الإسلامية بلا استثناء؛ من الدول والجيوش الصليبية، والحكومات والحركات والأحزاب المرتدة، ولا نعلم دولة أو حكومة أو حزبا إلا وقد صرّح بهذا التصريح بصيغ ومخاوف مشتركة.


ولم تقتصر التحذيرات على منطقة دون أخرى، بل شملت كل المناطق التي ينشط فيها جنود الخلافة ميدانيا أو يهددون حدودها، أو يصولون في عقرها، ناهيك عن المناطق التي يحكمونها بالشريعة.


ولا نعرف في هذا العصر جهة يهابها الكافرون، ويخشون عودتها إلى المناطق التي انحازت منها أو وصولها إلى مناطق جديدة لم تصلها؛ مثل خشيتهم من الدولة الإسلامية التي اجتمعوا على حربها في أكبر تحالف كفري شهده التاريخ، وما زالت ترهبهم وترعبهم وتؤلمهم وتطاردهم حتى في أحلامهم.


وقد كان يجادل سابقا كثير من الحُسّاد ومرضى القلوب أنّ أمريكا تستخدم "فزاعة الإرهاب" في إرهاب خصومها أو تأديب أتباعها للعودة إلى بيت الطاعة! لكن الذي يمعن النظر في الواقع جيدا يجد أنّ كل هذه الأطراف -بمن فيهم أمريكا-، يتقاسمون الخوف والقلق نفسه.


فالقوات والميليشيات الرافضية في العراق التي تنادي بالموت ﻷمريكا؛ أخشى ما تخشاه أن ترفع الطائرات الأمريكية الغطاء عنها، لتغدو حاسرة تواجه مصيرها كيوم الموصل، ويشارك الرافضة هذا القلق الميليشيات الكردية في شمال العراق.


وميليشيا الـ(بي كي كي) التي تعيش مأزومة في مناطق سيطرتها بين خصوم كُثر، تعاني من هاجس الانسحاب أو حتى انشغال الراعي الأمريكي عنها لتواجه الخطر المحدق بها وجها لوجه، وعلى الخط الآخر فإنّ حال النظامين النصيري والأتاتوركي لا يختلف كثيرا عن حال غيرهم في الخوف والقلق ومثلهم روسيا التي تعاني في البادية منذ سنوات.


والفصائل والحركات المرتدة في الشام كلما شعرت بقرب انتهاء صلاحيتها وانقضاء عقد خدمتها، سارعت إلى تذكير المشغّلين بخطر عودة الدولة الإسلامية! وإمكانية أن يضطر المشغلون لمواجهة التحديات والمخاطر بأنفسهم بعد سنوات من القتال بالوكالة عنهم.


وفي إفريقية والساحل التي تتساقط حكوماتها كل فينة وأخرى بانقلاب عسكري جديد يقوده عشرة أو عشرون! لا شيء يطغى على المشهد هناك سوى تحذير الحكومات والجيوش الصليبية مِن أنْ توفر تلك الاضطرابات ساحة خصبة لتنامي جهاد الدولة الإسلامية والذي يتنامى على كل حال، بفضل الله تعالى.


وفي خراسان التي تسلمت فيها الحكم ميليشيا طالبان خلفا لسلفها في الحكم والمصير، كلما تأخرت أمريكا عن الوفاء ببعض وعودها الاقتصادية والسياسية لطالبان، حذرت الميليشيا من أن الوضع لا يخدم مهمة "مكافحة الإرهاب" والذي تتقاسم أمريكا وطالبان الخوف منه! ويتقاسم هذا القلق والرعب جيران أفغانستان ومنهم إيران المجوسية.


هذا الرعب المشترك الذي يعيشه كل أعداء الدولة الإسلامية، هو في حقيقة الأمر نتيجة وثمرة للجهاد الشرعي الذي سار عليه جنودها عملا بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}، قال الطبري وابن كثير والبغوي: أي: "تخوّفون وتخيفون"، ونقلوا عن ابن عباس: قال: "تخزون به عدو الله وعدوكم"، ولا شك أن هذه المعاني كلها متحققة اليوم بفضل الله تعالى في جهاد الدولة الإسلامية لأعدائها، فهم يعيشون بين الخوف والقلق والخزي والمهانة.


ومن أسباب رعب الكافرين كفرهم وشركهم بالله تعالى، ولذلك يخافون من المؤمنين أكثر من خوفهم من الله تعالى لقوله: {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}، قال القرطبي لأنهم "لا يفقهون قدر عظمة الله وقدرته".


كذلك من أسباب رعب الكافرين من المؤمنين، هو خوف المؤمنين من ربهم تعالى ورهبتهم إيّاه، فهذا الخوف هو الذي يعز به جناب المؤمن وتذل له الأعداء وتدين له الدنيا بأسرها، فعلى قدر خوفك أيها المجاهد من ربك سبحانه، يكون خوف عدوك منك، وقد أثنى الله تعالى على تلك الخصلة فقال تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}، قال الطبري: "يعني رهبة منهم من عذابه وعقابه"، كما قرن الله تعالى في كتابه بين الخوف منه والتوحيد فقال تعالى: {إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.


بل نهانا الله تعالى عن الخوف من الكافرين وعدّ ذلك من مزالق الشيطان ووساوسه، فقال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، قال ابن كثير: "أي: يخوفكم أولياءه، ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة، فإذا سوّل لكم وأوهمكم فتوكلوا علي والجأوا إلي، فأنا كافيكم وناصركم عليهم".


وفي المقابل وعد الله تعالى بإلقاء الرعب -من أوليائه المؤمنين- في قلوب أعدائه الكافرين فقال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ}، وقال سبحانه: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}، قال ابن كثير: "أي: سألقي الرعب والمذلة والصغار على من خالف أمري، وكذّب رسولي" قال عطاء: "يريد الخوف من أوليائي" يعني من أولياء الله وجنده المخلصين.


فكل ما سبق من نقولات الآيات والتفاسير هو التفسير الشرعي لما يجري من رعب الصليبيين وقلقهم الدائم من الدولة الإسلامية أعزها الله التي لم تزد على أنِ امتثلت أوامر الله تعالى واجتنبت نواهيه سبحانه، فحققت التوحيد في واقعها، وجاهدت أعداء الله تعالى بما استطاعت ولم تدخر في ذلك جهدا، ولم تتذرع وتتعلل بعلل المعطلين للجهاد المناوئين له، كما جعلت خوف الله تعالى حاديها وهاديها، فلم تخشَ غيره ولم تقدّم رضا أحد على رضاه، ولم تخشَ فيه لومة لائم، فألبسها الله رداء العز وزرع المهابة والرهبة في قلوب أعدائها على اختلاف معسكراتهم الجاهلية.


وبرغم أن كل أعداء الدولة الإسلامية اليوم يأخذون نصيبهم من الاضطرابات والأزمات الداخلية التي عصفت بأحلافهم وبعثرت مخططاتهم، إلا أن ذلك لا يعفي أحدا منهم من العقاب الذي ينتظرهم على أيدي الأسد الغضاب، وإن لكل عدو منهم نصيبه غير منقوص، بعد أن يجتمع عليهم جنود الأرض وجنود السماء، وإن غدا لناظره لقريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ}
» (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ))
» (عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ)
» [توجيه حديث "وَلَوْ دُلِّيتُمْ بِحَبْلٍ لَهَبَطَ عَلَى اللهِ"]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: