المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 النظام العالمي يترنح!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

النظام العالمي يترنح! Empty
مُساهمةموضوع: النظام العالمي يترنح!   النظام العالمي يترنح! I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 9:32 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (406)
الخميس 15 صفر 1445 هـ
***
النظام العالمي يترنح! Photo_88
النظام العالمي يترنح!


نظرة سريعة واسعة إلى ما آلت إليه أحوال "النظام العالمي" بمعسكراته المتناحرة وصراعاته المتصاعدة التي تجاوزت حدود دوله الرئيسة، وامتدت لتطال دول الحلفاء، بل وصلت حتى الأتباع والشركاء؛ لا نجد وصفا دقيقا لما أصاب هذا النظام الجاهلي غير التدهور والتشرذم والترنّح.


لقد بُني هذا النظام الدولي الجاهلي بعجمه وعربه على عقيدة جاهلية لا تتقاطع مصالحها سوى في نقطة واحدة هي الحرب على الإسلام، وتتناحر في ما سوى ذلك، لكن أحدا في هذا النظام الجاهلي لم يتوقع أن يصل به الحال إلى هذا التمزق والتشرذم والتطاحن الذي فاق كل التوقعات، وخالف كل التحليلات، وأفشل كل المخططات والمؤامرات، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.


وبنظرة أقرب إلى أحدث ساحات هذا الصراع، وتحديدا منطقة شرق الفرات مثلا، حيث اندلعت الحرب الداخلية بين ميليشيات (البي كي كي) التي قاتلت معا قبل سنوات ضد المجاهدين، واليوم تنقسم على نفسها بين مكوّن "كردي" وآخر "عربي"؛ كلاهما قاتل وما يزال في سبيل الطاغوت.


أسباب هذا الصراع بعيدا عن الغوص في مستنقع التحليلات والتخرُّصات؛ لا تخرج عن الانقسام العميق والكبير والمتصاعد بين مكوّنات النظام العالمي، فاختلاف السادة دومًا يتبعه اختلاف العبيد.


لم تقتصر معالم تدهور النظام العالمي على الحرب"الصليبية الصليبية" بين أوكرانيا وروسيا، حتى وصلت معالم تدهوره إلى إفريقية، حيث تعرضت الممالك الفرنسية والأوروبية الصليبية هناك إلى سلسلة انقلابات متتالية ليس آخرها "الغابون"؛ وكلها تُهدد المصالح الفرنسية والأوروبية، بعد سنوات ظن فيها الصليبيون أن الأرض خلت لهم، وأنهم قادرون عليها حتى أتاها أمر الله تعالى.


بل لم ينحصر الأمر بالصراعات بين الدول الرئيسة المحسوبة على هذا النظام العالمي، حتى امتدت للصراعات بين الدول وربائبها من الشركات الأمنية والمرتزقة كما رأينا في عملية اغتيال زعيم ميليشيا “فاغنر” التي خدمت روسيا لسنوات طويلة لم تشفع لها في ظل ندرة الخيارات أمام قادة هذا النظام الذي يتداعى بكل ما فيه.


الانقسام والتشرذم طال أيضا دويلة يهود التي تعيش أسوأ حالاتها السياسية وتفشل وما زالت في الوصول إلى حل لأزمتها الداخلية؛ مقابل تصاعد في وتيرة العمليات الفردية التي تتلصص عليها الفصائل الممولة إيرانيا والتي صار الشباب الفلسطيني يخطون وصاياهم بإثبات البراءة منها في بادرة منهجية لها ما بعدها بإذن الله تعالى.


وبينما تتفاقم الحرب الباردة بين معسكر الغرب ومعسكر الشرق وتشق طريقها لا محالة إلى حرب ساخنة يحاولون تأجيلها وحسب؛ تلوح بوادر صراع أمريكي إيراني على منطقة "الهلال الخصيب" لقطع جسر إيران من طهران إلى بيروت، وربما لن تجد أمريكا أرخص من "خونة العشائر" لتشكيل حائط صد يحمي مصالحها فوق الأرض وتحتها.


بالعودة مجددا إلى المشهد الشامي، حيث اندلاع الاقتتال الداخلي بين ميليشيا الـ(بي كي كي) بشقيها الكردي والعربي، بعد سنوات من التحالف على حرب المجاهدين وقتالهم تحت غطاء الطائرات الأمريكية.


فبعد أن كانوا بالأمس القريب يقاتلون كتفا إلى كتف، ويتراقصون على وقع غارات طائرات الصليب وهي تدك أجساد أطفال ونساء المسلمين في الباغوز ويحتفي الإعلام "الثوري" بذلك! ها هم اليوم أنفسهم يقتل بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا، ويقوم الإعلام ذاته بتسويق المشهد على أنه ثورة عربية ضد "المحتل الكردي"!، فهل كان صديقا وحليفا يوم حربكم على الإسلام، وأصبح "محتلا كرديا" يوم حربكم على المصالح والحطام؟


واقعيًا، أثبتت الأحداث المتلاحقة فشل المعوّلين على "التشكيلات القبلية" و"الحواضن الشعبية"، فهم في كل مرحلة يصرون على أن يقاتلوا حمية وجاهلية وقبلية، ويأبون أن يقاتلوا في سبيل الله تعالى؛ فيدفعون مرارا وتكرارا ضريبة الجاهلية التي تفسد دينهم وآخرتهم أضعاف ضريبة الإيمان التي رفضوها تحت حكم الدولة الإسلامية؛ فأبدلهم الله مِن بعد أمنهم خوفًا، وما وجدنا شبرا خلا من حكم الشريعة وإلا وقد ساد فيه الخوف والخراب، ولا يظلم ربك أحدا.


من الناحية الشرعية، الاقتتال الذي يجري في مناطق شرق الفرات اليوم بين شقي الـ(بي كي كي) العربي والكردي؛ هو قتال جاهلي في سبيل الطاغوت، يجب على المسلمين في تلك المناطق بذل الوسع في تجنُّبه صونا لدينهم أن يُضيّع، ولدمائهم أن تُسفك في ميتات جاهلية حماية لمشاريع كفرية، وفي المقابل عليهم أن يلتفوا حول إخوانهم المجاهدين ويعاضدوهم ويكثروا سوادهم ولاء للمؤمنين وبراء من الكافرين.


وإلى أهل القبلة الذين يقطنون مناطق شرق الفرات وكل منطقة انحاز منها المجاهدون نقول: إن الأمن والرخاء الذي وعدوكم به بعد انحياز المجاهدين، قد فقدوه تماما وفاقد الشيء لن يعطيه! ولا أمن ولا سعادة للعبد إلا في ظلال الشريعة.


ختاما، لن تنتهي هذه الصراعات والحروب وإن خبت تارة أو توقفت تارة، فإنها ستعاود الاشتعال، ولن تقتصر على آسيا أو إفريقية، بل ستضرب عاجلا أو آجلا أوروبا الصليبية، وسيغرق هذا النظام العالمي الجاهلي بكل من فيه، حتى يلفظ أنفاسه، وكل هذا من تدبير الله تعالى ومكره بالكافرين ومكره للمؤمنين وتهيئته الأرض لهم سبحانه ليعمروها بالتوحيد والإيمان.


وسيعقب هذا النظام الجاهلي نظام رباني المنهج والوسيلة والغاية، منهاجه منهاج خاتم الأنبياء (عليه السلام)، ووسيلته الجهاد، وغايته تحقيق العبودية التامة المطلقة لله تعالى في الأرض كل الأرض، ولقد أقامت دولة الخلافة نواة هذا النظام بعد سنوات من الجهاد والصبر والمصابرة، وما زالت تردفه بالدماء الزكية، فيا سعد مَن أقدم وبادر، وتعسا لمن أحجم وتأخر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النظام العالمي يترنح!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: