المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 "معيّة الله للمجاهدين"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

"معيّة الله للمجاهدين" Empty
مُساهمةموضوع: "معيّة الله للمجاهدين"   "معيّة الله للمجاهدين" I_icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 7:49 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (405)
الخميس 8 صفر 1445 هـ
***
"معيّة الله للمجاهدين" Photo_85
"معيّة الله للمجاهدين"


لا ينزل أمر مفاجئ أو يعترض حادث طارئ طريق الدولة الإسلامية إلا وتجد تعاملها معه بكل حكمة ورزانة، ولو عَظُم القرار المتَّخذ في عيون الناظرين، وكَبُر في قلوب الأتباع والمحبين، قبل الخصوم والمعادين، ولربما جال في الخاطر لو فعلوا كذا لكان أحسن، أو لو تركوا ذاك لكان مستحسن، ولربما قد شقَّت كثير من القرارات على النفوس في بادئ الأمر، ثم ما يُلبث حتى يُرى أن كل أمر قد حدث في وقته المناسب والحمد لله أنْ حدث، والحمد لله أنْ غيره قد ترك، فلله الأمر من قبل ومن بعد.


والمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية منذ نشأتها في العراق ومفارقتها للفرق والأحزاب، ثم تمددها إلى الشام وإعلانها الخلافة، وحكمها على الفصائل والرايات الجاهلية وقتالها، وانحيازها من بعض الثغور وثباتها في غيرها، ولحربها وخطابها وأفعالها؛ يرى معيّة الله لها في كل خطوة تخطوها، ويرى فضل الله عليها في كل مرحلة تجتازها، ويدرك يقينا أن الله تعالى هو المدبّر لأمر هذه العصابة المؤمنة، ولو وقف الأمر على تدبير قادتها وبأس جنودها؛ لأهلكها ما نابها وأصابها من الأهوال والمحن؛ إلا أنّ توفيق الله تعالى أسبق، ورحمته وحفظه لعباده أسرع.


وإنّ الله إذا أراد أمرا يسّر له الأسباب، فكان للدولة الإسلامية أسباب بلّغتها ما وصلت، وأعانتها -بعد الله- على ما فعلت، أولها: التزام الكتاب والسنة وسعيها الحثيث للسير على منهاج النبوة وتطبيقه بكل أصوله وفروعه، وذلك نبراس السبيل، فقد تمسكت واعتصمت بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وعضَّت عليهما بالنواجذ ولم تبدل ولم تداهن، فكم من شرعة قد صانتها وكم من سنة قد أحيتها، فجددت بفعالها الدين وذادت عنه أمام هجمة الكفار والمرتدين؛ وهو السبب الثاني: الجهاد؛ الذي هو صِداق الهداية ومصداق الإحسان قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، قال ابن أبي حاتم في تفسيره للآية: “الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون”. فجاهدت دولة الخلافة في الله حقّ جهاده باللسان والسنان، في حين أن خصومها قد أطلقوا سيقانهم للريح، ولاذوا بالهدنات وخضعوا للمفاوضات ونزلوا عند المخرجات والمنتجات، وهي لم تصغ للعُذّال واللائمين، وذلك السبب الثالث: فهي لا تخاف في الله لومة لائم، وذلك فضل على عباده قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فما سار أحد على هذا الدرب المبارك إلا أوذي وتزاحم عليه اللائمون، قال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} ولذلك لم تعبأ الدولة الإسلامية بكل لائميها وعاذليها من دعاة السوء وأدعياء السياسة والكياسة.


وكان لزاما في هذا الدرب التزود بالزاد لتلك الرحلة المضنية التي قطعها المجاهدون؛ فالصبر هو زادها وزاد كل مرحلة، وهو السبب الرابع، ثم اليقين بالنصر وعدم الاستعجال، وكلها منبثقة عن حسن التوكل على الله، وكل ما سبق وثيق الصلة ببعضه ويقوي بعضه بعضا، بل من تمام كل واحدة منها أن يرافقها البقية، فلا يكمل الصبر بلا توكل ويقين، كما قال تعالى على لسان موسى -عليه السلام- لقومه: {اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.


إنه مبلغ لم يكونوا بالغيه إلا بإيمان راسخ ركز في القلوب، صورته تقوى الله في أفعالهم؛ وهو السبب الخامس، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، وذلك الذي نحسبهم عليه ونذكّرهم به، فتقوى الله رأس مال المسلم، بل كل ما يملك، وهي المؤنسة للأفئدة إذا رأى المؤمنون الأحزاب، وهي وقود الإيمان إذا جمع الناس، وهي الدافع ليكون الله تعالى حسبنا ونعم الوكيل.


وبعد هذا فلتعلم الناس جميعا، أنه لا نقلّب ناظرنا في كتاب الله أو في السنة، إلا ونجد أخبارهم مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، محسنهم ومسيئهم وساكتهم عن الحق، ونرى كيف نعاملهم وما هو الحل معهم، على تنوّعهم وتجدُّدهم واختلافهم وتفرعهم، ولا يُستحدث منهم قرن إلا ونجد فيه نصا أصلا أو فرعا، أو قياسا أو أثرا من سلف وإمام، فنسير على دربهم على بصيرة من أمرنا والله المعين، وعليه، فابتدعوا أيها الأحزاب الضلالات واخترعوا الأسماء، وشقوا السبل واستكثروا من البغي وازدادوا إثما بعد إثم، فلن يغني عنكم كيدكم ولا كُبّار مكركم؛ {قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} جميعا.


أما أنتم يا جنود الخلافة، لقد علمتم من كتاب ربكم وسنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أن نصر الله تعالى وعد لعباده المؤمنين بشرط أن ينصروه سبحانه كما قال: {إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، فإن الجزاء من جنس العمل، وعرفتم أيضا كيف تكون نصرته سبحانه وقطعتم شوطا طويلا في ميادين نصرة الله تعالى ودينه وشريعته، فاثبتوا على ذلك ينصركم ويُعِنكم ويثبّت أقدامكم، والله لا يخلف الميعاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد : موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"معيّة الله للمجاهدين"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أعلام الأمة : الإمام العلامة عبد الله بن المبارك رحمه الله - توفي 181 هـ
» إلى الله المشتكى !
» حزب الله أم حزب الشيطان؟
» "وصايا للمجاهدين (4)"
» (موعظة وذكرى للمجاهدين)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: