المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 "باقية وبيعاتها ماضية"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

"باقية وبيعاتها ماضية" Empty
مُساهمةموضوع: "باقية وبيعاتها ماضية"   "باقية وبيعاتها ماضية" I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 21, 2023 11:13 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (404)
الخميس 1 صفر 1445 هـ
***
"باقية وبيعاتها ماضية" Photo_84


"باقية وبيعاتها ماضية"


ما إنْ تعلن دولة الخلافة عن تنصيب أمير جديد للمؤمنين، خلَفًا لأمير سابق قضى نحبه ولم يبدّل؛ حتى تتوالى من كافة أنحاء الأرض بيعات المجاهدين الثابتين على أمر ربهم، الحاملين جراح أمتهم، طاعة واستجابة لأمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بالاجتماع والاعتصام.


مشاهد البيعات الأخيرة للخليفة أبي حفص الهاشمي القرشي (حفظه الله)، جاءت تجسّد مرة أخرى متانة بنيان الدولة الإسلامية ووحدة صفوفها واجتماع كلمتها حتى في أحلك الظروف، مقابل خيبة ظنون الكفار والمرتدين الذين حشدوا كل قواتهم وطاقاتهم وأنفقوا أكثر أموالهم، من أجل زعزعة هذا البنيان وتقويض أركانه؛ إلا أنّ الله تعالى أبطل كيدهم وردّه إلى نحورهم، وثبَّت أقدام عباده المجاهدين وربط على قلوبهم، فرأيناهم كيف يتسابقون إلى عقد هذه البيعات المباركة، كل في ولايته وثغره، لتذهب بتلك الوحدة واللُّحمة جهود الصليبيين ومؤامرات المرتدين أدراج الرياح.


فبعد كل هذه السنين من الحملات العسكرية والأمنية والإعلامية الشرسة التي شنّها تحالف الكفر على الدولة الإسلامية، والتي لو اجتمعت على أي دولة من دولهم المدنية الطاغوتية؛ لأتت عليها من القواعد وهدّمت أركانها، باءت كل حملاتهم بالفشل بفضل الله تعالى، فلم تحقق أهدافها، ولم تضرّ الدولة الإسلامية إلا بما كتبه الله عليها من أقداره الماضية النافذة، مصداقا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ) [الترمذي]، ولم يكن مقتل القادة والأمراء حائلا أو مانعا للمجاهدين من مواصلة طريق الجهاد موحِّدين موحَّدين، بل لم تصلنا دعوة التوحيد وشريعة الإسلام إلا على جماجم وأشلاء السابقين من الأمراء والجنود الذين كتبوا تاريخ المسلمين بالدماء.


كما بدّدت البيعات المباركة أوهام المنافقين ومرضى القلوب الذين كانوا يتمنون أن يتسبب مقتل الخلفاء والأمراء بتشتيت صفوف الدولة الإسلامية وانفراط عقدها، وعكفوا طوال الفترة الماضية على بثّ الأراجيف وروّجوا لتلك الأماني التي يلقيها الشيطان في قلوبهم، في عملية إسقاط نفسي يعيشونه في واقعهم الجاهلي ويأملون أن يروه في واقع دولة الإسلام، فجاءت بيعات المجاهدين من سائر الولايات والمناطق، تحت راية واحدة وإمام واحد، لتثبت أنّ ركب الخلافة الميمون ما يزال ماضيا في طريقه بصفوف مترابطة، وبقلوب مؤتلفة، وبعزيمة أقوى ومضاء أشد.


إن هذه البيعات المباركة ليست نشاطا حزبيا أو استعراضا عسكريا أو فعالية إعلامية، بل هي طاعة وعبادة وامتثال وتطبيق عملي لأحكام الشريعة الإسلامية التي أمرت بالاجتماع ونهت عن الفرقة كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.


والمتأمل في واقع المسلمين المعاصر يدرك أنه لا سبيل اليوم إلى تحقيق وحدة المسلمين وانتظامهم؛ بغير هذا النظام الإلهي المتمثل بالخلافة على منهاج النبوة، والتي تجمع المسلمين في كل مكان خلف إمام واحد على هذا المنهاج القويم، وتضرب بعرض الحائط كل المناهج الوضعية الباطلة، وهذا ما وضعته الدولة الإسلامية نصب عينها من أول يوم قامت فيه، بل لأجله قامت فكان هدفها وغايتها، فسعت إليه بكل جهدها، وتحمّلت في سبيله ما تحمّلت، وحتى وصلت إليه وبقيت سائرة عليه إلى اليوم بفضل الله تعالى.


في الجانب العملي وقيامًا بمقتضى البيعة؛ واصل جنود الخلافة جهادهم في مختلف جبهات القتال المستمر فلم يعطلوا الجهاد أو يبرحوا ثغورهم، فكما قاتلوا تحت راية الخلفاء السابقين تقبلهم الله تعالى، واصلوا القتال تحت راية الخليفة أبي حفص القرشي (حفظه الله)، بل صاعدوا هجماتهم وفاء بمقتضى هذه البيعات المباركة، فجاءت الضربات النوعية الأخيرة في الشام والساحل وموزمبيق وغيرها تصديقا للبيعات بالصولات، وترجمة للكلمات بالهجمات، وهو ما أغاظ المنافقين الذين كانوا ينتظرون خلاف ذلك، فلم يجدوا لهم سبيلا غير الانشغال بعمليات حسابية لحساب أعمار الخلفاء ومدد خلافتهم بالسنين والشهور، وحساب عدد المجاهدين الذين ظهروا في الصور، والمقارنة بين عددهم في هذه البيعة مع البيعات السابقة! وفي ذلك اعتراف ضمني ببطلان شبهاتهم وإفلاس حججهم فلم يجدوا على الدولة الإسلامية مأخذا شرعيا فأخذوا يفتشون عن السراب لعله يداري كمدهم أو يشفي غيظهم.


إن الدولة الإسلامية قامت على منهاج ربّاني نزل من السماء على خاتم الأنبياء، ولذلك هي باقية ببقائها على هذا المنهاج المبارك، فهي لم تعتصم بالأشخاص ولو كانت كذلك لانتهت بموتهم، لكنها تعتصم بالله تعالى وحده وترتبط ارتباطا وثيقا به سبحانه، وهي الرابطة التي يسعى جنود الخلافة وقادتها إلى الحفاظ عليها وتقويتها في كل الظروف لأنها سر الهداية والتوفيق إلى الحق، {وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}، ومن يعتصم بالله لن يضيعه الله ولو اجتمع على حربه الثقلان، وهذا سر قوة الدولة الإسلامية، وبذلك هي باقية وبيعاتها على ذلك ماضية، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"باقية وبيعاتها ماضية"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "الهجرة عبادة ماضية"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: