المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 {غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

{غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} Empty
مُساهمةموضوع: {غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}   {غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} I_icon_minitimeالأحد أغسطس 13, 2023 9:03 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (403)
الخميس 23 محرم 1445 هـ
***

{غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}


تشابهت أباطيل وأقاويل أهل الباطل تجاه أهل الحق منذ القدم، إلى درجة يشعر المتأمل فيها وفيهم؛ أنهم شيء واحد ممتد عبر الزمان ناطق بنفس الشُبه والبهتان، معتل بذات العلل، متعلل بنفس الحجج، ولقد فنّد القرآن الكريم أقاويلهم وشبهاتهم وفرى فرياتهم فري الأديم، وردَّ عليها بحجج الإيمان القويم، كعادة الحق يقذفه الله تعالى على الباطل فيدمغه فإذا هو زائل.


ومن تلك الأقاويل المنسوفة، ما قاله أهل الزيغ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، لمّا رأوا جيش المسلمين على قلتهم يجابهون جيش الكافرين على كثرتهم وسطوتهم؛ فقال المرتابون: (غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ)! يعني انخدع هؤلاء بدينهم حتى قادهم إلى التهلكة!، وقد أخبرنا الله تعالى بمصدر هذه القالة الباطلة فقال سبحانه: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}، فبيّن أنها صدرت من فريقين متقاربين حُكما ووصفا، متحدَين علة ومرضا، وهم المنافقون، والذين في قلوبهم مرض، قال الإمام الطبري: "(والذين في قلوبهم مرض)، يعني: شك في الإسلام، لم يصحَّ يقينهم، ولم تُشرح بالإيمان صدورهم.. ولم يستحكم الإسلام في قلوبهم"، وقال القرطبي: "المنافقون: الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، (والذين في قلوبهم مرض): الشاكون، وهم دون المنافقين". إلى غيرها من أقوال التفاسير المعتبرة التي دارت حول فضح حقيقة القوم وبواطنهم الممتلئة بالريبة والشك وضعف الإيمان واليقين.


وبالعودة إلى المشهد، فقد وصف قتادة ما رآه هؤلاء فقال: "رأوا عصابة من المؤمنين تشرّدت لأمر الله"، وقال معمر: "فلما رأوا قلة المسلمين، قالوا: غر هؤلاء دينهم"، فما إنْ رأت أعينُهم قلة الحق وكثرة الباطل، حتى أجرت قلوبهم المريضة وعقولهم القاصرة مقارنة مادية بحتة خلصت إلى هذه النتيجة الفاسدة الممتدة في فسادها إلى زماننا.


فبناء على تلك المقاييس الفاسدة النابعة من قلوب لم تتشرب الإيمان؛ حكموا على تلك المعركة بأنها تهلكة ومحرقة، تماما كما يحكم مرضى القلوب اليوم على ما تسطّره الدولة الإسلامية من معارك وملاحم، وما تقيمه من شرائع وشعائر، بأنها محرقة وتجربة خاسرة، ويصفون المجاهدين بأنهم "مخدوعون.. مغرر بهم".


لقد حكم مرضى القلوب على معركة بدر بالظواهر فطعنوا في المسلمين وحكموا عليهم بالفشل والهلكة، لا لشيء سوى قلتهم وهم يجابهون طوفان الكفر العارم، وما زالت إلى اليوم "عُقدة الكثرة" أصلا من أصول المناهج البشرية الباطلة التي تقدّس الكثرة وتعتمد عليها في تقرير الأمور والحكم عليها نجاحا أو فشلا. إنه المقياس الأرضي الذي يحتكم إليه كثير من مرضى القلوب الخوارج عن منهاج النبوة.


ولقد تكرر المشهد يوم الخندق، فلمّا رأى المؤمنون أحزاب الباطل تتدافع حولهم وتحيط بدولتهم قالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}، بينما قال المنافقون والمرتابون في نفس المشهد ونفس الظرف: {مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} قال الطبري: "شكّ في الإيمان وضعف في اعتقادهم".


إن مرضى القلوب كانوا وما زالوا يقدّمون الحسابات المادية على الحسابات السماوية، ويهملون ويهدمون عُرى اليقين والتوكل عروة عروة، ولا نبالغ لو قلنا إن المنافقين ومرضى القلوب يُخرجون عالم الآخرة من حساباتهم حقيقة، وإن ذكروه بألسنتهم، فالجنة والنار والثواب والعقاب لا اعتبار لها في حسبة القوم ولا اعتداد بها، بل الأمر كله مبني على المادة التي امتلأت قلوبهم بها حتى لم يعد فيها متسع للإيمان، ولذلك يقدمون الأسباب المادية على العقيدة ويسمون ذلك حكمة وعقلانية، مع أن الأسباب فرع والإيمان أصل وهو العدة الأساسية للمسلم في طريقه إلى الله تعالى، ولذلك كان النصر يتنزل على المؤمنين بقليل أسباب وكثير إيمان، وليس المقصود إهمال الأسباب، وإنما إتيان المستطاع منها، بحيث لا تصبح الأسباب عائقا أمام المسلم، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}، قال الطبري: "ما أطقتم أن تعدّوه لهم" وقال غيره "ما تقدرون عليه"، أما ما لم نطقه وما لم نقدر عليه فلسنا بمطالبين به، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وهذا هو عين التوكل الذي أراده الله بقوله في معرض حديثه عن بدر: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وهو رد من الله تعالى على أهل الريبة والشك والنفاق الذين اغتروا بكثرة الكافرين فقالوا عن المؤمنين لقلتهم وضعف حالهم: (غر هؤلاء دينهم)؛ فأمر الله تعالى المؤمنين أن يتكلوا عليه ويفوضوا أمورهم إليه، فإن فعلوا ذلك كفاهم ونصرهم على من ناوأهم، فتلك العدة وعليها العهدة.


وعند التحقيق في صفات مرضى القلوب المرتابين الشاكين الذين لم تصح عقائدهم ولم تطمئن بالإيمان قلوبهم؛ نجد أنهم يمثلون شريحة واسعة عريضة في هذا الزمان، بل يكادون يكونون أكثر من المنافقين عددا وأشد منهم تربصا وخفاء لأن ظاهرهم إلى الإيمان أقرب، وباطنهم إلى الكفر أقرب، وقد عاقبهم الله من جنس أعمالهم، فلمّا خالفوا بين ظواهرهم وبواطنهم؛ حجب الله بصيرتهم وسلب نور الإيمان منهم، {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا}، أي زادهم شكا وريبة، فصاروا لا يرون من الباطل إلا ظاهره وزهوته وزينته فيغترون بقوته فيميلون إليه أو يجبنون عنه، ولا يرون من الإسلام وجنده إلا قلته ومحنته، فيحاربونه أو يفارقونه، فاستقر في قلوبهم المريضة ظاهر الباطل فلم يعرفوا ما وراءه من الضعف والخور وسوء العاقبة، كما استقر في قلوبهم ظاهر الإسلام فلم يعرفوا ما وراءه من القوة والثبات وحسن العاقبة، ولذلك لم يوفّقوا إلى اتباع سبيل المؤمنين ولم يدركوا سوى سبيل الجاهلية يقودهم إلى مصارعهم كما قاد أشباههم إلى مصارعهم يوم بدر، وما زالت المعركة مستمرة إلى اليوم بين قلة مؤمنة راسخة الإيمان، وكثرة كافرة راسخة الكفر ومنافقين خُلّص وضعاف إيمان في ريبهم يترددون وبالسوء والبهتان ينطقون ويقولون كما قال أسلافهم: (غر هؤلاء دينهم) بينما يردد المؤمنون بكل يقين: {هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.


عدل سابقا من قبل مسلمة في الأحد أغسطس 13, 2023 9:30 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

{غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} Empty
مُساهمةموضوع: رد: {غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}   {غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} I_icon_minitimeالأحد أغسطس 13, 2023 9:15 am

تعقيب هام حول الاستشهاد بالقرطبي ووصفه بالإمام :


- يقول القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7] : "قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ... : مُتَّبِعُو الْمُتَشَابِهِ لَا يَخْلُو أَنْ يَتَّبِعُوهُ ويجمعوه طلبا للتشكيك فِي الْقُرْآنِ وَإِضْلَالِ الْعَوَامِّ، كَمَا فَعَلَتْهُ الزَّنَادِقَةُ وَالْقَرَامِطَةُ الطَّاعِنُونَ فِي الْقُرْآنِ، أَوْ طَلَبًا لِاعْتِقَادِ ظَوَاهِرِ الْمُتَشَابِهِ، كَمَا فَعَلَتْهُ الْمُجَسِّمَةُ الَّذِينَ جَمَعُوا مَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِمَّا ظَاهِرُهُ الْجِسْمِيَّةُ حَتَّى اعْتَقَدُوا أَنَّ الْبَارِئَ تَعَالَى جِسْمٌ مُجَسَّمٌ وصورة مصورة ذات وجه وعين وئد وَجَنْبٍ وَرِجْلٍ وَأُصْبُعٍ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ يَتَّبِعُوهُ عَلَى جِهَةِ إِبْدَاءِ تَأْوِيلَاتِهَا وَإِيضَاحِ مَعَانِيهَا، أَوْ كَمَا فَعَلَ صَبِيغٌ حِينَ أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ فِيهِ السُّؤَالَ. فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: الْأَوَّلُ- لَا شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ، وَأَنَّ حُكْمَ اللهِ فِيهِمُ الْقَتْلُ مِنْ غَيْرِ اسْتِتَابَةٍ. الثَّانِي-[الصَّحِيحُ] الْقَوْلُ بِتَكْفِيرِهِمْ، إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عُبَّادِ الْأَصْنَامِ وَالصُّوَرِ، وَيُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا قُتِلُوا كَمَا يُفْعَلُ بِمَنِ ارْتَدَّ. الثَّالِثُ- اختلفوا في جواز ذلك بناء عَلَى الْخِلَافِ فِي جَوَازِ تَأْوِيلِهَا. وَقَدْ عُرِفَ، أَنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ تَرْكُ التَّعَرُّضِ لِتَأْوِيلِهَا مَعَ قَطْعِهِمْ بِاسْتِحَالَةِ ظَوَاهِرِهَا، فَيَقُولُونَ أَمِرُوهَا كَمَا جَاءَتْ. وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى إِبْدَاءِ تَأْوِيلَاتِهَا وَحَمْلِهَا عَلَى مَا يَصِحُّ حَمْلُهُ فِي اللِّسَانِ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ قَطْعٍ بِتَعْيِينِ مُجْمَلٍ مِنْهَا. الرَّابِعُ- الْحُكْمُ فِيهِ الْأَدَبُ الْبَلِيغُ، كَمَا فَعَلَهُ عُمَرُ بِصَبِيغٍ... "


قلتُ :
القرطبي الأشعري المعطل المبتدع يصف أهل السنة الذين يثبتون لله عز وجل ما أثبته لنفسه وما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ، بل كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ، - يصفهم بالمجسمة ويحكم عليهم الضال المضل بالكفر وأنه لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور وهو وأمثاله أولى بهذا الوصف والحكم!


وإخواننا في الدولة - هداهم الله وعفا عنا و عنهم- ما يزالون ينقلون عن رؤوس المبتدعة هؤلاء ظنا منهم أنهم أئمة على منهج أهل السنة ، وما ذلك إلا جهلا بحالهم وتقليدا لمن عذرهم وقدّمهم ! وكأننا عدمنا علماء أمتنا الأثبات الثقات على مر القرون !
فمتى ننتهي من هذه المهزلة ونقوم العقيدة والصف فلا يجد قاعد بطال ما ينقم به علينا في عقيدتنا ؟
هذا الأمر العقائدي الذي نتمنى من إخواننا أن يبتوا فيه بتا حاسما يمنع الفرقة والاختلاف، وعسى أن يكون ذلك قريبا.


نسأل الله أن يصلح حالنا وأن يجمعنا على كلمة الحق التي ترضيه عنا وأن يجعلنا على منهاج النبوة حقا وصدقا، إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
{غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: