المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 "عاشوراء يوم المسلمين"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

"عاشوراء يوم المسلمين" Empty
مُساهمةموضوع: "عاشوراء يوم المسلمين"   "عاشوراء يوم المسلمين" I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2023 9:33 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمِ الله الرحمـن الرحيـم
،، 
افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (401)
الخميس 9 محرم 1445 هـ
***
"عاشوراء يوم المسلمين"


يجهل كثير من المسلمين حقيقة بعض شعائر الإسلام نتيجة التحريف المتعمد الذي تُدخله الفرق الضالة على بعض هذه الشعائر، كما يفعل الصوفية في الهجرة النبوية والمولد ورحلة الإسراء والمعراج وغيرها، وكما يفعل الرافضة في شهر الله المحرّم وغيره من الشهور التي يحاولون أن يختلقوا فيها شعائر جديدة تشغّب على شعائر الإسلام وتصادمها بحجج واهية باهتة، ولكن أنّى لغرابيل البدعة أن تحجب شمس السُنة ونورها الساطع.


في يوم عاشوراء خرج موسى عليه السلام بقومه من مصر فارين بدينهم، بعد سنين من القهر والاستضعاف بقتل الأبناء واستحياء النساء وغيرها من أنواع البلاء الذي يجري على أهل الإيمان في كل زمان، ولمّا علم بهم الطاغوت فرعون، خرج بجنوده ليدرك نبي الله موسى وقومه عند البحر، ليكون الفارّون بدينهم في موقف عصيب، بين البحر الذي لا يستطيعون عبوره والعدو الذي لا قبل لهم بقتاله، فقالوا وقد انتفت أسباب الدنيا عن النجاة: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}، لكن كليم الله موسى عليه السلام أجابهم واثقا من نصر ربه: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، فأمر الله العظيم البحر، وهو أحد خلقه، بأن ينشق عن طريق يبس للمستضعفين فينجوا ثم يطبق بأمواجه على فرعون وجنده ليهلكوا، في مشهد رهيب، تجلّت فيه قدرة الله تعالى ونصره لعباده وانتقامه من أعدائه.


لقد كان ذلك اليوم من أيام الله التي أمر الله موسى عليه السلام أن يذكّر قومه بها، فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ}، فظل نبي الله موسى بعد ذلك يصومه شكرا لله تعالى على نصره المبين وظل بنو إسرائيل من بعده يصومونه كذلك.


ولما دخل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- المدينة أدرك اليهود يصومون ذلك اليوم، فصام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه في أحاديث كثيرة مشهورة، لأننا نحن المسلمين أحق بموسى -عليه السلام- من اليهود الكافرين الذين حرّفوا وبدلوا، ليبقى عاشوراء حاضرا في أذهان المسلمين، يوما يتأمل فيه المسلمون المستضعفون في الأرض قرب نصر الله لهم من حيث لا يحتسبون، فيهلك عدوهم ويستخلفهم في الأرض بعد أن يرى منهم السعي الحثيث فيما أمرهم به تعالى من التوحيد والجهاد ونصرة الدين.


ومما ينبغي للمسلم أن يتأمله في هذا اليوم هو هجرة موسى -عليه السلام- وقومه من أرضهم وتضحيتهم بديارهم وأموالهم مقابل السلامة في الدين والخلاص من مجاورة الظالمين وتمايزهم عنهم، وهجرتهم تلك لم تكن بدعا من هجرات أهل الحق في كل زمان، بل هي في سياقها الطبيعي الذي تسير عليه الأحداث في الغالب، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}، فالتخيير في كل زمان هو نفسه: إما الانخراط في المجتمعات الجاهلية والرضى بما فيها من دونية دنيوية أو القتل والتهجير ومفارقة الأهل والخلان، وعند تلك المرحلة الحاسمة سيختار الناس كلٌّ حسب دينه، والموفق من وفقه الله تعالى.


ومما ينبغي الوقوف عنده في أحداث ذلك اليوم، هو موقف موسى عليه السلام وهو يقول: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، ولم يكن يعلم الغيب، لكنه يدرك يقينا أن النصر من عند الله تعالى، وأنه يأتي عند انقطاع أسباب الدنيا من تحقيقه، ولذلك على المؤمن أن يأخذ بالأسباب ثم يعلي يقينه بنصر الله تعالى وإنْ بدا بعيدا كبعد انشقاق البحر عن تفكير بني إسرائيل في يوم عاشوراء، وهذا المقام كقوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.


فالكافرون المجرمون تحت سمع الله تعالى وبصره، يمهلهم سنين ثم إذا أخذهم لم يفلتهم، لكنه تعالى يبتلي بهم العباد حين يجعل لهم القوة والسطوة، والجاه والمال، فيُفتن بهم ضعيف الإيمان ويستسلم لهم خوفا أو طمعا، ليتمايز عن الصف المؤمن، بينما يسير المؤمن على بصيرة من أمره وأمر هؤلاء الطواغيت، فيكفر بهم ويتعبد الله بقتالهم وتنغيص عيشهم وإن كان الفرق بين إمكانات الفريقين عظيما.


إن يوم عاشوراء في عقيدة المسلمين هو مثل لمسيرة أهل الإيمان واستمرار الصراع بينهم وبين أهل الباطل، وقد كان يمكن أن ينزل الله تعالى نصره على نبيه موسى وقومه مِن أول ما استضعفهم فرعون الطاغية، لكنها سنته الماضية التي لا تتغير ولا تتبدل بأن النصر لن ينزل دون سيل من الابتلاءات، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"عاشوراء يوم المسلمين"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» " صيام يوم عاشوراء "
» الحضارة الغربية و نهضة المسلمين
» مآل من استنصر بالكافرين على المسلمين
» حُسن العشرة بين المسلمين
» " إدخال السرور على المسلمين "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة العامة :: القسم العام-
انتقل الى: