المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 (العمل فيهن أحب إلى الله)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

(العمل فيهن أحب إلى الله) Empty
مُساهمةموضوع: (العمل فيهن أحب إلى الله)   (العمل فيهن أحب إلى الله) I_icon_minitimeالأحد يونيو 25, 2023 5:44 pm

(العمل فيهن أحب إلى الله) Page_016
(العمل فيهن أحب إلى الله) Page_017
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

(العمل فيهن أحب إلى الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (العمل فيهن أحب إلى الله)   (العمل فيهن أحب إلى الله) I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 27, 2023 1:35 am

 (العمل فيهن أحبُّ إلى الله)


الحمد لله رب العالمين، منجي المؤمنين، ومصرف السوء عن عباده المخلصين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين، الذي عبد ربه حتى أتاه اليقين، أما بعد.


إن المخلصين من عباد الله تعالى هم المتقون العابدون له حيث ما كانوا في حضر أو سفر أو حلّ أو ترحال، في المدائن والحضر أو في بيوتات المدر والوبر، وكيف ما كانوا في هناء ورغد أو في كدّ وكبد، في صحة أو في مرض، ومتى ما كانوا في ليل أو نهار، في ربيع أو صيف؛ ممتثلين لأوامره متجانبين لنواهيه في الغيب والشهادة، قربة له سبحانه ومراضاة حتى يأتيهم اليقين، مطبقين بذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام] وقوله تقدست أسماؤه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: في الحديث الحسن: (اتّق اللّه حيثما كنت): أي كما قال شُراح الحديث: "في الخلاء وفي النعماء والبلاء، فإن الله عالم بسرّ أمرك، كما أنه مطلع على ظواهرك، فعليك برعاية دقائق الأدب في حفظ أوامره ومراضيه، والاحتراز عن مساخطه ومساويه، واتقوا الله إن الله كان عليكم رقيبا". نسأل الله أن يجعلنا منهم بعونه وفضله، آمين.




لا يعبدون الله على حرف


نعم، ليسوا هم ممن يعبدون الله على حرف، لقد ذم الله تعالى أولئك الأضرب من الناس في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج]، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "هو المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه". [تفسير الطبري]


فكان من صفات المنافقين أنهم يعبدون الله على حرف وعلى شرط! إن أصابه الغنى والسراء استمر على حاله في العبادة وإن تبدلت الأحوال وأصابه بلاء أو محنة أو ضيق بدّل وغيّر ونكث ونكص، فليحذر المسلم أن يكون هذا حاله مع الله تعالى، فإن المسلم يعبد الله تعالى في السراء والضراء والمحنة والمنحة لا يحيد ولا ينكص.


ويلحق بالداخلين في هذه الآية من يعبدون الله في مواسم دون أخرى أو أشهر دون غيرها، كمن يلتزم بالعبادة في رمضان وينحلّ إذا انصرم، ومن ينيب في الضراء ويتهتّك في السراء، أما المؤمنون الأتقياء فيعبدون الله في كل الأوقات والأحايين، ثم إذا حلّ وقت أو شهر أو موسم يفْضُل غيره بالفضل ومضاعفة الأجر أو استُحب فيه الزيادة من القربات والتضعيف؛ تراهم من السباقين المجتهدين المشمرين، بادئين بالأفضل والأحب إلى الله، ومن تلك الأوقات هذه الأيام المباركات التي نعيشها الآن، أيام العشر الأول من ذي الحجة.




(العمل فيهن أحب إلى الله)


تتخلل السنة أوقات وأيام لها فضل على غيرها، جعلها الله تعالى مضامير سبق للمتقربين وطلاب الجنان، رحمة منه سبحانه المنان الرحمن، فقد جعل العشر الأول من ذي الحجة فرصة سانحة وغنيمة في نهاية السنة لمن أراد أن تختم له سنته بالخيرات والرضوان؛ فقد تكون هي السنة الأخيرة من سنوات عمره وحياته، فتدركه منيّته وهو في اجتهاد وقربة، أو فرغ منها وهو حديث عهد بها لم تزل به تأثيرها الإيماني الروحي، ولفضل هذه الأيام كانت الأعمال فيها أفضل وأحب إلى الله، وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه وذلك مما يدل على فضلها فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجّة، كما قاله ابن عبّاس، وابن الزّبير، ومجاهد، وغير واحد من السّلف والخلف، وقد ثبت في صحيح البخاريّ، عن ابن عبّاس مرفوعا: (ما من أيّام العمل الصّالح أحبّ إلى اللّه فيهنّ من هذه الأيّام)، يعني عشر ذي الحجّة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل اللّه، إلّا رجلا خرج بنفسه وماله، ثمّ لم يرجع من ذلك بشيء) [التفسير]، وقد علّق ابن القيم في المدارج على الحديث فقال: "والأفضل في أيّام عشر ذي الحجّة: الإكثار من التّعبُّد، لا سيّما التّكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعيِّن"، فالحديث السابق يتحدث عن الفضائل فيما دون الفرائض، ويتناول الجهاد الكفائي -غير المتعيّن- أما الجهاد المتعيّن فلا شيء يفضله من الأعمال في ذي الحجة، ويؤكد ذلك: قول ابن رجب في لطائفه: "فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافله أفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر؛ فليست أفضل من فرائض غيره".




بين العشرتين


ومن فضائل هذه العشر؛ قارن العلماء فضلها بفضل العشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك مما يدلك على عظم شأنها عند الله تعالى، وفضل الأوقات يدل على فضل الأعمال فيها، وعِظمها يوحي بعِظم أجر العمل وثوابه فيها، قال ابن تيمية رحمه الله: “أيّام عشر ذي الحجّة أفضل من أيّام العشر من رمضان، واللّيالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجّة" [الفتاوى الكبرى]، وقال ابن القيم معلّقا على جواب شيخه: "وإذا تأمّل الفاضل اللّبيب هذا الجواب، وجده شافيا كافيا، فإنّه ليس من أيّام العمل فيها أحبّ إلى اللّه من أيّام عشر ذي الحجّة، وفيها: يوم عرفة، ويوم النّحر، ويوم التّروية، وأمّا ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء، الّتي كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يحييها كلّها، وفيها ليلة خير من ألف شهر. فمن أجاب بغير هذا التّفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجّة صحيحة". [بدائع الفوائد]




(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)


ويستحب في هذه الأيام مضاعفة الأعمال الصالحة وتكثيف الجهود في الطاعات بكل أنواعها وعلى رأسها الذكر والتكبير والتهليل والتحميد، لقوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج]، قال ابن كثير: "قال شعبة وهشيم عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس: الأيام المعلومات: أيام العشر، وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به"، وعن ابن عمر عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أيّام أعظم عند اللّه، ولا أحبّ إليه من العمل فيهنّ من هذه الأيّام العشر؛ فأكثروا فيهنّ من التّهليل، والتّكبير، والتّحميد) [أحمد]


قال ابن رجب: "وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، ورواه أبو داود حدثنا سلام أبو المنذر عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس معهما ولا يأتيان لشيء إلا لذلك" [لطائف المعارف]


ومن أخص أعمال هذه العشر وأفضلها صيام يوم عرفة لغير الحاج، وهو يوم التاسع من ذي الحجة لما ورد في الحديث الصحيح عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن صوم يوم عرفة، فَقالَ -صلى الله عليه وسلم-: (يكفّر السّنة الماضية والباقية) [مسلم] فليحرص المسلم على صومه وحثّ النساء والذراري على ذلك.


وبالمحصلة، يستحب الاجتهاد في هذه الأيام المباركة بسائر أنواع الطاعات لعموم لفظ "العمل الصالح" الذي يشمل سائر الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى من صيام وقيام وصدقة وتلاوة للقرآن وطلب علم وجهاد وغير ذلك، فينبغي لطالب الأجر الاجتهاد، فهي أيام معدودات سرعان ما تنصرم وتنقضي فيفوز العامل المجد بفضائلها ويندم العاجز الكسلان على تفويت أوقاتها، ربنا لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا.




أهل الثغور ذهبوا بالأجور


لا شيء يأتيه المرء من الطاعات إلا كان المجاهد المرابط في الثغر أفضل منه، وآتياً بما لا يأتي به أحد غيره، مصداقا لما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلّني على عمل يعدل الجهاد، قال: (لا أجده)، قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟)، قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة: إنّ فرس المجاهد ليستنّ في طوله فيكتب له حسنات".


لذلك كان المجاهد في سبيل الله في هذا الأيام أفضل من غيره، فكيف إن أضاف إلى جهاده الذكر والصيام والنوافل وغير ذلك من القربات، فالزم أيها المجاهد المرابط ثغرك في هذه الأيام، وليكن لسانك رطبا بذكر الله من التكبير والتهليل والتحميد وأنت آخذ بسلاحك ممتشق بندقيتك، ساهرة عيناك ترصد الأعداء، صائم أديم النهار إذا قدرت وتقوّيت، تاليا لكتاب الله، مسبّحا بالأسحار، ملتجئا إلى الله مُلحّا بالدعاء، فتذهب بذلك بكل الأجور وتفوز بجميع الكنوز والسعيد من وفقه الله لذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (396)
الخميس 4 ذو الحجة 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(العمل فيهن أحب إلى الله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أعلام الأمة : الإمام العلامة عبد الله بن المبارك رحمه الله - توفي 181 هـ
» الجواب على قول الملحد:هل يقدر الله على خلق إله مثل نفسه ؟!-تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا-
» "منظومة سلم الوصول في توحيد الله واتباع الرسول للعلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى"
» خبيئة العمل الصالح
» " وسلـوا الله العـافية "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: