المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 مقاعد الشيطان (2) في طريق الهجرة والجهاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

مقاعد الشيطان (2) في طريق الهجرة والجهاد Empty
مُساهمةموضوع: مقاعد الشيطان (2) في طريق الهجرة والجهاد   مقاعد الشيطان (2) في طريق الهجرة والجهاد I_icon_minitimeالإثنين مايو 29, 2023 3:11 am

مقاعد الشيطان (2)
في طريق الهجرة والجهاد


الحمد لله الخبير البصير، العالم بعباده المعين النصير، والصلاة والسلام على رسوله السراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأحسن المسير؛ أما بعد.


لأن الجهاد من أعظم الفروض، تُجلب به أعظم المصالح، وتدفع بقيامه أشد المفاسد، وللمجاهدين أجرهم بأفضل المطارح، وللناكصين عنه أذل الموارد، وللسالكين دربه وضعَ الشيطان المراصد، وقعد لهم المقاعد، لأجل ذلك نكمل في بيان بعض هذه المقاعد التي يقعدها الشيطان في طريق الهجرة والجهاد استقاء من النصوص الشرعية واستقراء من التجارب الجهادية، وكذلك مما وردنا من ذرائع المنتكسين، نسردها تحذيرا وتنبيها، ولله القصد وبه نستعين.




المقعد الثالث: الشبه المنهجية


فهذا من أخطر مقاعد الشيطان في هذا الطريق، وإنه ليكفيه عن ما تبقى، بل هو باب لكل المقاعد بعدها، وإن من عظم المصاب أن يتردد المرء في منهجه الذي علم صحته من الكتاب والسنة، وهاجر لأجله وجاهد في سبيله، فيؤزه الشيطان لتركه إما للغلو وما ينضح به من التكفير واستحلال الدماء حتى يفتح باب القتل والقتال على مصراعيه لكل من يلقى، أو إن تعذر فيشده في دركات التمييع فيؤسلم من ثبتت ردته، أو يتأول لفلان كفره وضلاله وقد صرح به، حتى يسد عليه باب القتال كله، أو يجعله كنافذة صغيرة لا يكاد يرى منها عدوا، وكم رأينا من المنتسبين للعلم وأهله اعتذروا عن الهجرة والجهاد بحجة أو اثنتين -كلتاهما أوهى من بعضهما-؛ فابتلاهم الله حتى سلكوا الردة من أوسع أبوابها، أو أن بعضا ممن جادوا في الجهاد والقتال، زلوا عن الدرب فهوت بهم الريح في مكان سحيق، ذلك بأنهم أناخوا سمعهم بين المتشدقين، وفرشوا قلوبهم تحت الواطئين، فخطف سمعهم وأفئدتهم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا علم وشهرة، فخضَبها بالشبهة وشجَبها بالفتنة، حتى أردى صاحبها قتيلا هاهنا أو هناك، فليس يخفى فساد الدين والدنيا اليوم وكل يشكو من ذلك حتى أفسق الفساق وذلك لا تحله إلا الهجرة، وليست الشمس بأوضح من وجوب الجهاد في زماننا، وليتمعن الناظر في ساحات الجهاد، فما هناك أجدر من الدولة الإسلامية، وهو اليوم قد زاد وضوحا منه عن ذي قبل، فلا يغرينك الشيطان بأن تطيع المكذبين والمرجفين والمنافقين، وهذا هو الكتاب وهذي السنة ومعهما فقه الصحابة وعلم السلف وقصص الصالحين، وهنا منهج الدولة مبسوط في خطاب مشايخها ومنابرها الرسمية، فليست المشكلة بالعقيدة ولا بأحكام الفقه ولا بمسائل فيها سعة، بل هو مقعد قعده الشيطان وما تلاه النفس وما سولت، فاحذر أن تجيبه وتعوذ منه، واصبر على ما صبر عليه السلف والخلف من أهل الإحسان، تنج بإذن الله الواحد المنان.




المقعد الرابع: التفضيل بين الساحات


تعددت ساحات الجهاد وتنوعت الثغور، وقد انتشر المجاهدون اليوم -بفضل الله- في سائر بقاع الأرض شرقا وغربا، بل وصلوا لولايات جديدة وأخرى بعيدة لم يكن للإسلام فيها موطئ قدم قبلهم فالحمد لله وحده، ومن طلب الهجرة والجهاد وسعى إليها قد يجد طريقا لعدة ولايات، وهنا يقعد له الشيطان فينغص عليه ما وجد، مؤملا له بالذهاب لولاية معينة، لفضلها أو لحال المسلمين وأنهم مستضعفون أو لشدة جرم الكفار فيها، وقد تكون الولاية صعبة الوصول أو متعذرة؛ فيقنعه بالانتظار، فربما سُد الطريق الأول المتاح وبقي الثاني كما كان؛ فتضيع عليه الهجرة، أو يقنعه بضرورة وجوده ببلده ليجاهد فيه، وأن لا هجرة عليه فدياره أحوج إليه، وحتى على صعيد الثغور فيوسوس الشيطان للمجاهد الأمني أن الجهاد في الجبهات المشتعلة أو العكس، أو يزهده في ثغر الإعلام أو بالقيام على أسر المجاهدين والشهداء أو بتوفيره لسبل التمويل والهجرة، فيخلط عليه عمله ويضعف همته حتى يطالب باستبداله، وبه قد تحصل بعض الثغرات فقد لا يتقن من بعده عمله كما أتقنه هو؛ فعلى من طلب الجهاد أن لا يتوانى بأي سبيل أتيح له، بل يحمد الله على تلك النعمة التي غابت عن كثيرين لو كانوا مكانه ما تلكؤوا ثانية واحدة، ثم عليه أن يسمع ويطيع في ثغره ويصبر عليه، فأمراؤه أعلم أين وكيف يعمل، فنظرتهم أعم وأشمل لما قد يغيب عن ناظريه، فلا يدع للشيطان والنفس سبيلا ليفسدا عليه عمله أو يثبطاه عنه، فليحتسب الأجر في كل ثغر، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.




المقعد الخامس: تزكية النفس


يعز الله من يشاء ويرفع الله من يريد، وخصوصا في الجهاد فقد يتقدم المتأخر، أو يؤمر الصغير على الكبير، أو يكون المأمور أكثر علما وخبرة من الآمر، ولا يخفى على أحد الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه ومن كان وراءه وتحته من كبار الصحابة وعلمائهم وقادتهم رضوان الله عليهم، فقد يقدم الأمراء شخصا ويسلمونه مسؤولية لأمر رأوه فيه، أو لمصلحة راجحة أو لحكمة ما، ومن هذا المنطلق يقعد الشيطان للمجاهد هنا، فيدب في نفسه الأحاديث، ليرفع من قدر نفسه ويزكيها، ويحط من قدر المقابلة ويدسيها، فيعود على ذهن المرء العلوم التي درسها، والخبرات التي اكتسبها، والسنين التي قضاها، والأهوال التي رآها، فيصبح انتصار المرء لنفسه، فيخرب عليه جهاده ويحرف له نيته، حتى ينكسه عن طريقه ويخرجه من جهاده، وهنا فليتق المرء الله ولينظر لمَ أتى والغاية التي يجاهد لأجلها، فيهون عليه كل أمر دونها، وليذكر قوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ}، وليصبر على ما نابه في هذا الطريق، والله المستعان وعليه التكلان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (392)
الخميس 5 ذو القعدة 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقاعد الشيطان (2) في طريق الهجرة والجهاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقاعد الشيطان (1) في طريق الهجرة والجهاد
» مقاعد الشيطان (3) في طريق الهجرة والجهاد
» "الهجرة عبادة ماضية"
» ( طرق الاحتراز من الشيطان )
» حزب الله أم حزب الشيطان؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: