المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) Empty
مُساهمةموضوع: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)   (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) I_icon_minitimeالسبت مايو 06, 2023 7:25 pm

بسم الله الرحمـن الرحيـم
***
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)


إنّ القلوب التي لا تخشع لذكر الله تعالى والتذكير به هي قلوب متحجّرة يابسة، قد خالطتها أدران الدنيا إلى أن بلغ منها الران مبلغه، وقد تعوّذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أن يكون قلبه، كهذه القلوب، غير خاشع لذكر الله، فقال: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها) [مسلم]، وكيف لا يتعوّذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا القلب وقد توعّد الله صاحبه بالويل فقال: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الزمر]، نسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا له خاشعة، وبذكره سبحانه مطمئنة.




الخشوع وأهميته


الخشوع لغة هو الخضوع والتذلل والسكون، أما شرعا فقد قال ابن رجب رحمه الله: "وأصل الخشوع هو: لينُ القلب ورقتُه وسكونُه وخضوعُه وانكسارُه وحُرقتُه". [الخشوع]


وهو من الصلاة بمنزلة الروح من الجسد، كما قال ابن القيم: "وكذلك فَوْتُ الخشوع في الصلاة، وحضور القلب فيها بين يدي الرب عزَّ وجلَّ الذي هو روحُها ولُبُّها، فصلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حُضورٍ كبدن ميت لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يُهدي إلى مخلوقٍ مثله عبدًا ميتًا، أو جارية ميتة؟! فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية ممن قَصَده بها، من ملك، أو أمير، أو غيره؟! فهكذا سواء، الصلاةُ الخاليةُ عن الخشوع والحضورِ وجمعِ الهمة على الله تعالى فيها بمنزلة هذا العبد -أو الأمَة- الميت، الذي يريد إهداءه إلى بعض الملوك؛ ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه -وإن أسقطت الفرض في أحكام الدنيا- ولا يثيبه عليها؛ فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها، كما في "السنن" و"مسند الإمام أحمد" وغيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن العبد ليصلي الصلاة وما كُتِب له إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خُمسها، حتى بلغ عُشرها)" [الوابل الصيب]


والخشوع في الصلاة هو من إقامتها على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه والذي يثمر بالنتيجة مغفرة الذنوب، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله) [مسلم]، وقد عدّه الله تعالى من صفات المؤمنين فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}. [المؤمنون]




خشوع القلب والجوارح


ومع أنّ أصل الخشوع في القلب، إلا أنه يظهر على الجوارح أيضا، فكما ينبغي للقلب ألا يلتفت عن التركيز عند قراءة القرآن وسائر الأذكار في الصلاة؛ فينبغي للجوارح كذلك أن تنضبط بالطمأنينة والسكينة فيها، قال ابن القيم رحمه الله: "وَأَجْمَعَ العارفون على أن الخشوع محله القلب، وثمرته على الجوارح، وهي تظهره.. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره ثلاث مرات، وقال بعض العارفين: حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن". [مدارج السالكين]


وقال ابن رجب رحمه الله: "فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب)، فإذا خشع القلب خشعَ السمعُ والبصرُ والرأسُ والوجهُ وسائرُ الأعضاء وما ينشأ منها حتى الكلام؛ لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه في الصلاة: (خشع لك سمعي وبصري ومخّي وعظمي)، وفي رواية: (وما استقلّ به قدمي)". [الخشوع]


ولا عجب، فالخشوع في قلوب المؤمنين يدفعهم لإعمال الجوارح في طاعة من يخشعون له سبحانه وتعالى، فترى الخشوع يثمر في حياتهم صلاة وصياما وقياما وجهادا في سبيل الله تعالى، ولذلك ترى الخاشعين أكثر الناس وقارا، وكلما كان الخشوع في القلب أوفر كانت ثماره على الجوارح أينع وأكثر، نسأل الله الكريم من فضله.




خشوع النفاق!


أما إذا كانت الجوارح تتصنع الخشوع خلافا لما في القلب، وخالف ظاهرُ العبد باطنَه، فهذا هو النفاق بعينه، نسأل الله السلامة والعافية، قال ابن رجب: "ومتى تكلّف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه وأطرافه -مع فراغ قلبه من الخشوع وخلوه منه- كان ذلك خشوع نفاق، وهو الَّذِي كان السلف يستعيذون منه.. فمن أظهر للناس خشوعًا فوق ما في قلبه، فإنما هو نفاق عَلَى نفاق، وأصل الخشوع الحاصل في القلب، إِنَّمَا هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع" [الخشوع]، وقد روى ابن القيم أن الفضيل بن عياض قال: "كان يكره أن يري الرّجل من الخشوع أكثر ممّا في قلبه". [مدارج السالكين]




الفرق بين خشوع الإيمان والنفاق


وقد أجاد ابن القيم في كتابه [الروح] في التفريق بين خشوع الإيمان وخشوع التماوت والنفاق فقال: "والفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النّفاق أن خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح، وأما خشوع النّفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع، وكان بعض الصّحابة يقول أعوذ باللّه من خشوع النّفاق قيل له وما خشوع النّفاق قال أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع، فالخاشع لله عبد قد خمدت نيران شهوته وسكن دخانها عن صدره فانجلى الصّدر وأشرق فيه نور العظمة، فماتت شهوات النّفس للخوف والوقار الّذي حشي به وخمدت الجوارح، وتوقر القلب واطمأنّ إلى الله وذكره بالسّكينة الّتي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له، والمخبت المطمئن، فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء فكذلك القلب المخبت قد خشع واطمأنّ كالبقعة المطمئنة من الأرض الّتي يجري إليها الماء فيستقر فيها، وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالا وذلا وانكسارا بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتّى يلقاه، وأما القلب المتكبر فإنّه قد اهتز بتكبره وربا فهو كبقعة رابية من الأرض لا يستقرّ عليها الماء، فهذا خشوع الإيمان، وأما التماوت وخشوع النّفاق فهو حال عند تكلّف إسكان الجوارح تصنعا ومراءاة، ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات وإرادات، فهو يخشع في الظّاهر وحية الوادي وأسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة!".




أسباب عدم الخشوع


وقد شاع في هذا الزمان عدم الخشوع وقسوة القلوب، حتى إنّ آيات الله العظيمة تمرّ على أكثر الناس فلا تحرك فيهم ساكنا، ويسمعون الوعيد الشديد فلا يجاوز آذانهم إلى قلوبهم، وما ذاك إلا حصاد زمن طويل من الشهوات والفتن، التي أُشرِبتها القلوب فغلّفتْها بالران، وصارت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما أشربت من أهوائها، وميزان القرآن واضح لمن يريد أن يعرف حاله في هذا، فقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا..}، فمن لم يوجل قلبه ويخشع لذكر الله تعالى والتذكير به، فليراجع نفسه، فإن على قلبه أدرانا من الذنوب منعت وصول تأثير التذكير إليه، كما قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين]، قال الحسن البصري في تفسيرها: "هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت!" [تفسير ابن كثير]


ومن أسباب عدم الخشوع تضييع الفرائض والتساهل فيها، فقد لعن الله بني إسرائيل وسلبهم الخشوع وابتلاهم بقسوة القلوب لمّا ضيعوا ما أمرهم به سبحانه من الإيمان به حق الإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً..} [المائدة]، فالإعراض عن أوامر الله وإهمالها يقسّي القلوب ويسلب الخشوع، قال ابن القيم موضّحا هذا الداء ودواءه: "وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر، فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل، لأنه لمّا تراكم عليه الصدأ؛ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسودّ وركبه الران؛ فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا، وهذا أعظم عقوبات القلب، وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا}". [الوابل الصيب]


ومن أسبابه التي لا يُتفطن لها: الإسراف في المباحات، ككثرة الأكل والنوم والضحك والملذات، فإن الإسراف فيها يثقل النفس بشؤون الدنيا ويلهيها عن شؤون الآخرة، فيقلّ خشوع القلب وتثقل على الجوارح العبادات، والناس في هذا ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات بإذن الله.


وبالجملة، فإن أكثر أسباب فقدان الخشوع هي الدنيا وشهواتها ومعاصيها وكل ما يتعلق بذلك فلن يخشع المرء في صلاته حتى يخشع خارجها طاعةً وتوبةً إلى الله تعالى.




مما يعين على الخشوع


ومما يعين على الخشوع: التجهز للصلاة قبل الشروع فيها، كإسباغ الوضوء والترديد مع المؤذن وقراءة الدعاء الوارد بعده، ولبس الثياب المناسبة، والتطيّب والتسوّك، والتفرّغ من شواغل الدنيا ذهنيا، أما داخل الصلاة، فبالطمأنينة في أدائها كما في حديث الرجل المسيء صلاته، فقد قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قمت إلى الصلاة، فكبّر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) [متفق عليه]، ويدخل في ذلك، عدم الالتفات في الصلاة، لحديث عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت: سألت النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الالتفات في الصّلاة؟ فقال: (هو اختلاس يختلسه الشّيطان من صلاة العبد). [البخاري]


ومما يعين على الخشوع: ترتيل آيات القرآن والتفكر في معانيها، فإن أهل الإيمان تخشع قلوبهم لآيات الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال].


ومنه أيضا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حين يورد على العبد ما يشغله عن التركيز في صلاته، كما في حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه "أتى النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّ الشّيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي؛ يلبسها عليّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوّذ باللّه منه، واتفل على يسارك ثلاثا)، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه اللّه عنّي". [مسلم]


ومن ذلك أيضا: الصلاة في مكان ليس فيه ما يشغل عن الصلاة، كالرسوم والزخارف الكثيرة التي تلهي المصلي بالنظر إليها، وقد جاء في صحيح البخاري أنه كان لعائشة رضي الله عنها قرامٌ (وهو قطعة من قماش) فيه نقوش وألوان سترت به جانبا من حجرتها، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أميطي عنّا قرامك هذا، فإنّه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي).


ومما يعين على الخشوع أيضا: عدم الصلاة بحضرة الطعام ولا أثناء مدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان) [مسلم]


ومنه أيضا: عدم ترديد نفس الآيات والسور بحيث يعتادها العقل ولا يتفكر فيها القلب، ومما يرقق القلب ويعين على الخشوع زيارة المقابر والتفكر بحقارة الدنيا وعِظَم الآخرة، فإن حضر هذا المعنى في القلب طرد شواغل الدنيا منه، وتصير كل شواغل الدنيا أحقر عنده مما ينشغل بها عن صلاته وفوات أجرها، ومن أعظم ما يعين على الخشوع هو استحضار أنك بين يدي الله تعالى، والله يراك ويسمعك، فإن استشعرت هذا واستحضرته خشع قلبك وجوارحك، وانصرفت عن شواغل الدنيا ووساوس الشياطين، والموفق من وفقه الله تعالى لهذا، وبقدر اهتمامك بهذا الباب بقدر ما تنال منه، فالخشوع درجات ومنازل ولكل مجتهد نصيب.


نسأل الله أن يجعل قلوبنا خاشعة، ونفوسنا قانعة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا لما يرضيه عنا، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (386)
الخميس 22 رمضان 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: