المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 عظمة القرآن (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

عظمة القرآن (3) Empty
مُساهمةموضوع: عظمة القرآن (3)   عظمة القرآن (3) I_icon_minitimeالإثنين مايو 01, 2023 3:27 am

عظمة القرآن (3)


الحمد لله منزل الكتاب، والصلاة والسلام على صاحب الرشد والصواب، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أولي النهى والألباب ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآب، أما بعد.


فما تكلمت الأفواه بخير من كتاب الله، ولا سمِعت الآذان أحسن من كلام الله، إنه خير منطوق وأحسن مسموع، من قرأه بتدبر فهو به عالم، ومن كان به عالما كان من الخاشعين.




{أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}


سمى الله كتابه بأنه أحسن الحديث، قال الله تعالى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر]، قال البغوي: "يشبه بعضه بعضًا في الحسن، ويصدق بعضه بعضًا ليس فيه تناقض ولا اختلاف، {مَثَانِيَ} يثنى فيه ذكر الوعد والوعيد، والأمر والنهي، والأخبار والأحكام" [التفسير]، وكان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) [مسلم].




{لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}


والقرآن هو العلم، وهو أصل العلوم ومنبعها، وقد قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل]، وقال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل] قال ابن كثير: "من ربهم، أي: لعلمك بمعنى ما أنزل عليك، وحرصك عليه، واتباعك له، ولعلمنا بأنك أفضل الخلائق وسيد ولد آدم، فتفصل لهم ما أجمل، وتبين لهم ما أشكل: {وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} أي: ينظرون لأنفسهم فيهتدون، فيفوزون بالنجاة في الدارين" [التفسير]


وقال جل وعلا يصف القرآن بأنه علم: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}، وقال سبحانه: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران]، وهذا العلم يحفظه عن ظهر غيب أهل العلم من هذه الأمة، قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت].


وكل العلوم الشرعية خادمة للقرآن ومُعينة على فهمه واستنباط معانيه، والقرآن لها تاج مُعلّى.
وكما قيل:


كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وإلا الفقه في الدين


والعالم هو العالم بكتاب الله والعامل به، وكل شيء سُمّي عند الناس علما وهو يخالف القرآن فهو في الحقيقة جهل.


ومن أراد العلم فهذا كتاب الله، وكل التوفيق والنور في العلم بالأخذ بهذا القرآن وأحكامه ودلالاته، فإنّ بحث العلم في غير كلام الله ومتعلقاته ضياع للأعمار والجهود، حتى ندم بعض أهل العلم آخر حياته على اشتغاله بعلوم سوى القرآن -مع ما قد نفع الله به بتلك العلوم في الرد على أهل البدع- إلا أنه أدرك أن العلم بالاشتغال بالقرآن.


وإذا علم المرء ما في القرآن تدبّره، فإنما أنزل هذا القرآن للتدبر، ولا يكون التدبر إلا بفهم معانيه وصحة قراءته، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص]، قال الطبري: "يقول: ليتدبَّروا حُجَج الله التي فيه، وما شرع فيه من شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به" [التفسير]، وقال ابن كثير: "أي: ذوو العقول وهي الألباب، جمع لب، وهو العقل، قال الحسن البصري: والله ما تَدَبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خلق ولا عمل. رواه ابن أبي حاتم" 
[التفسير].




{مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}


وإن كان العلم نورا، فإن القرآن هو النور وبه المخرج من الظلمات إلى النور، قال الله عز شأنه: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة]، قال الطبري: "حرسه بعين منه لَا تنام، وحاطه برُكن منه لا يضام، لا تَهِي على الأيام دعائمه، ولا تبيد على طول الأزمان معالمه، ولا يجوز عن قصد المحجَّة تابعه ولا يضل عن سُبُل الهدى مُصَاحبه. من اتبعه فاز وهُدِي، ومن حاد عنه ضلَّ وغَوَى، فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يَئِلون، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعقلون وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون، وفصْل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون، وعن الرضى به يصدرون، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون" [التفسير].


وقال جل وعلا: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم]، وقال سبحانه: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق]




{فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ}


ونهى الله عن التحرّج من شيء منه، قال سبحانه: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} [الأعراف]. قال أبو جعفر: "يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فلا يضق صدرك، يا محمد، من الإنذار به مَنْ أرسلتك لإنذاره به، وإبلاغه مَنْ أمرتك بإبلاغه إياه، ولا تشك في أنه من عندي، واصبر للمضيّ لأمر الله واتباع طاعته فيما كلفك وحملك من عبء أثقال النبوة، كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن الله معك" [التفسير]. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [هود].


وأمر الله أن نتبع ما جاء فيه وألا نتبع سواه، فقال سبحانه: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف]، قال ابن كثير: "ثم قال تعالى مخاطبًا للعالم: {اتَّبِعُوا مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كلّ شيء ومليكه، {وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} أي: لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره" [التفسير].




{جِهَادًا كَبِيرًا}


وفي القرآن آيات تخيف الكافرين وتتوعدهم، حتى سأل الكفارُ النبيَ صلى الله عليه وسلم تبديل بعض آياته التي لا تناسبهم، قال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس]، وقال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس]، قال الطبري: "عن قتادة {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا}: حي القلب، حي البصر، قوله: {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} يقول: ويحق العذاب على أهل الكفر بالله، المولِّين عن اتباعه، المعرضين عما أتاهم به من عند الله." [التفسير]


والقيام به ونشره والجهر بأحكامه جهاد للكافرين، قال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان]، قال ابن جرير: "قال ابن زيد، في قوله: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} قال: الإسلام. وقرأ {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} وقرأ {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} وقال: هذا الجهاد الكبير" [التفسير]


وهذا القرآن هو المحرّض على قتال الكافرين والتشريد بهم والتنكيل وهو مصدر قوة وعزيمة المجاهدين وفيه سورة القتال والتوبة والأنفال، فالعمل بها -بعد تحقيق التوحيد- هو الجهاد بالقرآن الذي أمر الله به، وقد كان السلف من هذه الأمة في الجهاد يبعث أمراؤهم القراء يقرؤون على المجاهدين سور الجهاد كالتوبة والأنفال؛ لتزيد من حماسة المجاهدين وتحثهم على التضحية والشهادة في سبيل الله تعالى.


قال ابن كثير في معركة اليرموك: "وقارئهم الذي يدور على الناس فيقرأ سورة الأنفال وآيات الجهاد المقداد بن الأسود" [البداية والنهاية]، وقال ابن الأثير في معركة القادسية: "وأمر سعد الناس بقراءة سورة الجهاد، وهي الأنفال، فلما قرئت هشت قلوب الناس وعيونهم وعرفوا السكينة مع قراءتها" [الكامل في التاريخ].




 كيف كانوا يعظمون آيات الله؟


وأكثر الناس معرفة بهذا القرآن هم أشدهم خشية وخوفا من الله تعالى كما قال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر]، قال ابن كثير: "أي: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتمّ والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير" [التفسير]


لذلك كان أهل العلم بكتاب الله تعالى يعظمون القرآن أشد التعظيم ويقفون عند عجائبه وتخشع له قلوبهم وجلودهم، قال الله تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ} [الزمر]، قال ابن كثير: "أي هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد، تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف، {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ} لما يرجون ويُؤمِّلون من رحمته ولطفه، فهم مخالفون لغيرهم من الكفار من وجوه:


أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نَغَمات لأبيات، من أصوات القَيْنات.


الثاني: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا، بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم وعلم، كما قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان] أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها، بل مصغين إليها، فاهمين بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها عن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم أي يرون غيرهم قد سجد فيسجدون تبعا له.


الثالث: أنهم يلزمون الأدب عند سماعها، كما كان الصحابة، رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله، لم يكونوا يتصارخُون ولا يتكلّفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك؛ ولهذا فازوا بالقِدح المُعَلّى في الدنيا والآخرة" [التفسير]


ووصفهم الله أيضا بقوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم]، قال ابن كثير: "أي: إذا سمعوا كلام الله المتضمن حُجَجه ودلائله وبراهينه، سجدوا لربهم خضوعًا واستكانة، وحمدًا وشكرًا على ما هم فيه من النعم العظيمة، "والبُكِيّ": جمع باك، فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا، اقتداء بهم، واتباعًا لمنوالهم قال سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي مَعْمَر قال: قرأ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سورة مريم، فسجد وقال: هذا السجود، فأين البكي؟ يريد البكاء" [التفسير]


وقال تعالى أيضا: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء]، قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: ويخرّ هؤلاء الذين أوتوا العلم من مؤمني أهل الكتابين من قبل نزول الفرقان، إذا يُتْلَى عليهم القرآن لأذقانهم يبكون، ويزيدهم ما في القرآن من المواعظ والعبر خشوعا، يعني خضوعا لأمر الله وطاعته، واستكانة له" [التفسير].


وهكذا يغيّر القرآن في خُلُق أهله وهديِهم ويؤثّر في قلوبهم فتكون خاشعة خاضعة معظِّمة، وجوارحهم به عاملة منقادة.


اللهم اجعل القرآن حجة لنا لا علينا واجعلنا لآياته آناء الليل وأطراف النهار تالين وبها قائمين، ولأحكامه منفّذين، ولأعدائه مقاتلين، واجعله شفيعا وحجة لنا يوم الدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (386)
الخميس 22 رمضان 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عظمة القرآن (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» " عظمة القرآن "
» عظمة القرآن (2)
» عظمة القرآن (4)
» هجر القرآن
» ( معاني آيات القرآن )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة الشرعية :: قسم القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: