المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 هكذا نستقبل رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

هكذا نستقبل رمضان Empty
مُساهمةموضوع: هكذا نستقبل رمضان   هكذا نستقبل رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 21, 2023 8:02 pm

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
***


هكذا نستقبل رمضان


حين يقبل رمضان، يفرح به المؤمنون ويستبشرون، فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفّد الشياطين، كما قال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) [متفق عليه]، وهو فرصة لمن أراد مضاعفة حسناته والاغتسال من أدران ذنوبه والنجاة يوم الحساب، من أجل ذلك، لا بد أن يستعدّ له العبد الحريص على آخرته، ويُحسن استقباله، ويُهيئ لذلك قلبه وجوارحه، وسنذكر هنا بعضا مما يُستقبل به رمضان، إن شاء الله تعالى.




التوبة النصوح


إن خير ما يستقبل العبد به شهر رمضان هو التوبة من الذنوب، فيعزم عزمة صادقة على توبةٍ نصوح لا عودة فيها للذنوب مرة أخرى، ويستجيب لأمر الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم]، قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله (تُوبُوا إِلَى اللهِ) يقول: ارجعوا من ذنوبكم إلى طاعة الله، وإلى ما يرضيه عنكم (تَوْبَةً نَصُوحًا) يقول: رجوعا لا تعودون فيها أبدا" [التفسير]، فالعبد يسعى بهذه التوبة النصوح الصادقة أن يكفّر الله عنه ما كان من سيئاته، ويطمع بعد ذلك أن يكون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، ومع الثلة المؤمنة التي معه، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، نسأل الله الكريم أن يجعلنا منهم.




الدعاء


وينبغي للعبد كذلك، أن يسأل الله تعالى أن يعينه على طاعته في هذا الشهر الفضيل، فالطاعة هي توفيق من الله تعالى، يوفّق إليها من أراد به خيرا من عباده، ولا ينبغي أن يعزم العبد على الطاعة معتمدا على نفسه، بل يتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله تعالى وقوته، وأن يكثر من سؤال الله تعالى أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فإن القلوب تتقلب أحوالها، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل الله أن يصرف قلبه إلى طاعته، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) [مسلم].




التحلل من المظالم


كما ينبغي للعبد وهو يستقبل شهر رمضان أن يتحلل من المظالم التي بينه وبين عباد الله، كالغيبة والسرقة والغلول وغصب الحقوق وغيرها، فإنّ الذنوب المتعلقة بالعباد تبقى معلّقة ما لم ترجع الحقوق لأهلها أو يعفوا عنها، وليبادر العبد للتخلص من هذه المظالم قبل أن يأتي يوم القيامة ولا يستطيع أن يفكّ نفسه، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلّله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيّئات صاحبه فحمل عليه) [البخاري].




النية والعزم


ومما يحسن أن يستعد به العبد لهذا الشهر المبارك، هو أن يستحضر النية على استغلال كل أوقاته ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فهذا الشهر هو فرصة متاحة بين يديه، قد يسبقه أجلُه ولا يحصّلها في عامه القادم، ويفوته بذلك ما فيها من خير، والعاقل من انتهز الفرص وأحسن استغلالها، قبل أن يندم على فواتها ويتحسر على انقضائها، واستحضار النية لاستغلال هذا الشهر الكريم يكون مصحوبا بعزيمة صادقة على العمل، حيث يبدأ بقطع الشواغل والتفرّغ من أمور الدنيا لأمور الآخرة، فإن الآخرة هي الأصل، والدنيا وسيلة لها، كما قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا..} [القصص]، 


ويصاحب هذه العزيمة الصادقة على الطاعات عزيمةٌ على ترك المعاصي والمنكرات، فالصيام ليس تركا للطعام والشراب وحسب، بل هو صوم الجوارح عن المعاصي أيضا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزّور والعمل به، فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [البخاري].




التخطيط وتنظيم الأوقات


ومن حسن استقبال رمضان هو التخطيط الجيد لأوقاته، من حيث تقسيم العبادات على الأيام، وتوزيع الأوراد على ساعاتها، ومما يجدر التذكير به في هذا المقام، هو أن يحرص العبد على تنويع الطاعات، والتركيز على أفضلها وأكثرها أجرا، ومن ذلك، الغزو في سبيل الله وقيام الليل وقراءة القرآن وكثرة الصدقات، وخصوصا في العشر الأواخر منه، فيهتم المسلم بتنظيم أوقاته وصرف شواغل الدنيا، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"[البخاري]، مع استحضار الإخلاص في ذلك كله، فإنما الأعمال بالنيات، ولا يقبل الله تعالى من العبد ما دخل الرياء فيه، نسأل الله الإخلاص في الأقوال والأعمال.




التفقه في أحكامه


ومما يستعد به العبد لاستقبال رمضان، هو التفقّه في أحكامه، وتعلّم ما يجهل منها، كي يعبد الله تعالى على علم وبصيرة من أمره، ويجب على المسلم أن يتعلم ما يحتاجه من أحكام الصيام من المفطرات والمباحات وغيرها على حسب حاله وحاجته، ويتأكد هذا بحقّ المجاهد، فإنه يتعرض لمشقّة الجهاد التي تضطره أحيانا للإفطار، ومما ينبغي للمسلم أن يعرفه أيضا هو فضائل هذا الشهر الكريم، فإن علمه بها هو حافز له على العمل، فيطلع على فضل الصيام والقيام وقراءة القرآن والجهاد وغيرها من العبادات في هذا الشهر الكريم، ومما يعين على هذا هو معرفة هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والاطلاع على أحول السابقين من السلف والتأسّي بهم.




تفقُّد المسلمين


وينبغي للمسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يتفقد أحوال المسلمين المستضعفين، وخصوصا عوائل الشهداء والأسرى والمجاهدين، فإن لهم حقّا على كل مسلم، وهم يستقبلون رمضان وذووهم غائبون عنهم، وفي السعي لسدّ حاجاتهم أجر عظيم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)، وأحسبه قال: (وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر) [متفق عليه]، وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "(أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا) وأشار بالسّبّابة والوسطى، وفرّج بينهما" [رواه البخاري].


نسأل الله الكريم أن يبارك لنا في أيام شعبان، وأن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه سميع مجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (382)
الخميس 24 شعبان 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هكذا نستقبل رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» " رمضان.. خير زائر "
» ~.. رمضان مبـارك .. ~
» " رمضان بين الماضي والحاضر "
» معاودة الصيام بعد رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: