المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

  النعيم المقيم (7) - نساء أهل الجنة -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الغريب

الغريب


تاريخ التسجيل : 18/06/2021

 النعيم المقيم (7)  - نساء أهل الجنة - Empty
مُساهمةموضوع: النعيم المقيم (7) - نساء أهل الجنة -    النعيم المقيم (7)  - نساء أهل الجنة - I_icon_minitimeالخميس مارس 09, 2023 8:15 am

 النعيم المقيم (7)
-نساء أهل الجنة-


الحمد لله الذي جعل الجنة أجرا للعاملين ودارا للمتقين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجّلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.


قضى الله تعالى أن تكون الجنة دارا للمتقين، كل ما فيها نعمة ونعومة ونعيم؛ طعامها وفرشها وحورها، وهذه الحور أحارت العقول، بجمالها الذي يبقى ولا يفنى ويدوم فلا يبلى، تتحبّب لزوجها وتصارحه بألطف الكلام، عيناء حسناء ذات بهاء وصفاء، فطوبى للساعين لخطبها بمرضاة الله تعالى، بالجهاد بالصيام بالقيام بالإنفاق ويا حسرة الثقالى والكسالى.


رُفعت لهم في السير أعلامُ الوصال
فشمّروا يا خيبة الكسلان


وفي هذا المقال نتناول شيئا من ذكر نساء الجنة كما جاء في نصوص الوحيين.




(وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)


قال ربنا الرحمن سبحانه: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان]، قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: كما أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة بإدخالهم الجنات، وألبسناهم فيها السندس والإستبرق، كذلك أكرمناهم بأن زوّجناهم أيضا فيها حورا من النساء، وهن النقيات البياض، واحدتهنّ: حَوْراء" [التفسير].


وقال ابن القيم: "الحور جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين، وقال زيد بن أسلم: الحوراء التي يحار فيها الطرف، وعِين: حسان الأعين، وقال الحسن الحوراء: شديدة بياض العين شديدة سواد العين" [حادي الأرواح]


وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة]، قال ابن القيم: "فتأمل جلالة المبشّر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة، وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره، وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار، ونعيم النفس بالأزواج المطهرة، ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه" [حادي الأرواح].


وقد شبّه الله جمالهن بالبيض المخبوء المدّخر فقال تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات] قال الطبري: “وقوله (عِينٌ) يعني بالعين: النُّجْلَ العيون عِظامها، وهي جمع عيناء، والعيناء: المرأة الواسعة العين عظيمتها، وهي أحسن ما تكون من العيون." وقال: “البيض بهذا القول، فقال بعضهم: شبهّن ببطن البيض في البياض، وهو الذي داخل القِشْر، وذلك أن ذلك لم يمسه شيء". [التفسير]


وإن الحورية مثل الجوهرة في جمالها وصفاتها وصفائها، فقد قال الله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة] قال ابن كثير: "أي: كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه" [التفسير]


وقال الله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِّ} [الواقعة]، قال البغوي: "وقيل أراد بالفرش النساء، والعرب تسمى المرأة فراشا ولباسا على الاستعارة "مرفوعة" رفعن بالجمال والفضل على نساء الدنيا دليل هذا التأويل قوله في عقبه: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً}، خلقناهن خلقًا جديدًا قال ابن عباس: يعني الآدميات العجز الشمط، يقول خلقناهن بعد الهرم خلقا آخر. {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} عذارى". [التفسير]، وقال ابن كثير: "قوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ} أي: أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كُنَّ عجائز رُمْصًا، صرن أبكارًا عربًا، أي: بعد الثّيوبة عُدْن أبكارًا عُرُبًا، أي: متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة" [التفسير].


وبيّن الله طهارة نساء الجنة من كل نقص يعتري نساء الدنيا؛ لتكتمل اللذة بهن والسعادة الأبدية معهن، قال الله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء] وقال سبحانه: {خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [آل عمران] قال ابن كثير: "وقوله: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} أي: من الحيض والنفاس والأذى، والأخلاق الرذيلة، والصفات الناقصة، كما قال ابن عباس: مطهرة من الأقذار والأذى.." [التفسير].


(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)


وهنّ نساء قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن، لم يرهنّ أحدٌ ولم يلمسهن أحدٌ من قبل، فهنّ مخبّآت لأزواجهن، متشوّقات لمجيئهم بلهفة وتوق، قال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن]، قال ابن كثير: "ولما ذكر الفرش وعظمتها قال بعد ذلك: {فِيهِنَّ} أي: في الفرش {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي غضيضات عن غير أزواجهن، فلا يرين شيئا أحسن في الجنة من أزواجهن. قاله ابن عباس، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن زيد، وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها: والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك، ولا في الجنة شيء أحب إلي منك، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} أي: بل هن أبكار عرب أتراب، لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن" [التفسير].


وقال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن]، قال الطبري: "أما قوله: (مَقْصُورَاتٌ)، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: تأويله؛ أنهنّ قُصِرْن على أزواجهنّ، فلا يبغين بهم بدلا ولا يرفعن أطرافهن إلى غيرهم من الرجال" [التفسير].



(كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)


وهنّ خلق عجيب في صفائهن وجمالهن، قال ابن القيم: "قوله: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} قال الحسن وعامة المفسرين: أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان، شبههن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان، ويدل عليه ما قاله عبد الله: إن المرأة من نساء أهل الجنة لتلبس عليها سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها من ورائهن ذلك بأن الله يقول: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}، ألا وإن الياقوت حجر لو جعلت فيه سلكا ثم استصفيته نظرت إلى السلك من وراء الحجر" [حادي الأرواح]


أما ريحها وضوءها فإنْ ظهر على أهل الدنيا لغيّرها كلها، كما أخبرت بذلك الأحاديث الصحاح، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها). [البخاري]، ومما جاء في وصف صفائها وجمالها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن) [متفق عليه]، إنه صفاء على صفاء ونور على نور، فأين الخاطبون لهذا النعيم؟!



(فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ)


وأما الاستمتاع بنساء الجنة فقد أخبرنا الله عنه فقال: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} قال ابن جرير: "عن عبد الله بن مسعود، في قوله (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) قال: شغلهم افتضاض العذارى، وقال أيضا: عن ابن عباس (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) قال: افتضاض الأبكار، وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله جلّ ثناؤه (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) وهم أهلها (فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) بنعم تأتيهم في شغل، وذلك الشغل الذي هم فيه نعمة، وافتضاض أبكار، ولهو ولذة، وشغل عما يلقى أهل النار" [التفسير]


وللمؤمن خيمة عظيمة يمرّ فيها على أزواجه من الحور، كما قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ في الجَنَّةِ خَيْمَةً مِن لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُها سِتُّونَ مِيلًا، في كُلِّ زاوِيَةٍ مِنْها أهْلٌ، ما يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عليهمُ المُؤْمِنُونَ) [صحيح البخاري]



تنويه

وبقي أن ننوه إلى أمر يتبادر إلى الأذهان كثيرا في مثل هذه المواطن، وهي مسألة التفاضل بين نساء الدنيا الصالحات، ونساء الجنة من الحور، فغالب الأحاديث حول ذلك متكلَّم فيها، إلا أن بعض العلماء مالوا إلى تفضيل المسلمة الصالحة على الحور وعللوا ذلك بأن المرأة المسلمة مكلّفة من الله تعالى، بينما الحوراء غير مكلّفة وإنما هي نعيم من سائر نعيم الجنة، والذي ينشرح إليه الصدر في هذه المسألة بأنّ الله تعالى لم يدعُ عباده رجالا ونساء إلى التنافس سوى في باب واحد هو باب الطاعات والقربات والمسارعة بالخيرات، وعليه رتّب التفاضل بين سائر العباد، ولم يأمرنا الشارع الحكيم ببحث التفاضل بين نساء الدنيا والحور، ومعلوم أن الله تعالى عدل لطيف في حكمه.

والمرأة المسلمة مأمورة أن تكون عونًا لزوجها على تكاليف التوحيد والجهاد، فتكون سرّه وستره وردءه، وأن تصبر وتحتسب فتنال بذلك أعلى الدرجات في أعلى الجنات بإذن الله تعالى، وإن من أخبار نساء المجاهدين وعوائلهم في الصبر والثبات ما يفاخر به المرؤ الثقلين إنسا وجنا، وليس المقام لسرده ولكن اقتضى المقال التنويه تذكيرا.

وعودا على بدء، فقد بان للمسلم نعيم الجنة بما فيه، فأين المشمر لهذا النعيم المقيم وذاك الجمال العظيم وتلك السعادة الأبدية؟! فأسرِع أُخَيَّ واستعذب كل مشقة في هذه الدار لتكون من الفائزين في دار القرار، والله تعالى نسأل أن يتوفانا على الإيمان ويدخلنا الجنان، والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (380)
الخميس 10 شعبان 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النعيم المقيم (7) - نساء أهل الجنة -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النعيم المقيم (5) -صفة أهل الجنة وكسوتهم-
» النعيم المقيم (6) -طعام أهل الجنة وشرابهم-
» النعيم المقيم (8) -أعظم نعيم الجنة-
» النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها
» النعيم المقيم (4)- أشجار الجنة وأنهارها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: