المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها Empty
مُساهمةموضوع: النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها   النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 08, 2023 8:08 pm

النعيم المقيم (3) 
درجات الجنة ومساكنها


الحمد لله الذي جعل الجنة أجرا للعاملين ودارا للمتقين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجّلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.


فتلك الجنة التي أعدها الله لعباده المؤمنين، درجاتٌ بينها مفاوز، ومساكنُ لن تبلغها عقول العباد حتى تطأها أقدامُهم، إنها أُنشِئت للمحسنين، خَلْقُها بهي عظيم، وفُرُشها فرش النعيم، فلا تسل عن علوها وفخامتها ونعومتها، ولا عن فرح أهلها المستديم، ولا عن آنيتها الناصعة وعددها الوفير، فهو النعيم الأبقى، لينعم أهلها نعيما سرمديا لا يفنى، عن تلكم الأخبار نتكلم في هذا المقال إن شاء الله تعالى.




درجات الجنة


قال ربنا الكريم سبحانه: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [آل عمران]، وقال تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال]، فللجنة درجات عاليات متفاوتات بينها مفاوز بعيدة جدا، وهذا من فضل الله، وهذا التفاوت في الدرجات قائم على التفاوت مع الأعمال والطاعات، قال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء]، قال الطبري: "يقول: وفريق مريد الآخرة أكبر في الدار الآخرة درجات بعضهم على بعض لتفاوت منازلهم بأعمالهم في الجنة، وأكبر تفضيلا بتفضيل الله بعضهم على بعض من هؤلاء الفريق الآخرين في الدنيا فيما بسطنا لهم فيها" [التفسير].


وهي جنان عديدة فهذه جنة عدن وتلك جنة الفردوس وأخرى جنة النعيم، وهي أيضا على منازل كلما ارتفعت وعلت كانت أعظم نعيما وأوسع فضلا، فأعلاها منزلة الوسيلة، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (…ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) [مسلم]، ثم بعدها الفردوس يدخلها الوارثون، قال تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون]، وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) [البخاري]


وتفاضُل أهل الجنة عظيم جدا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [متفق عليه].




جنان الذهب والفضة


هل تفكّرت أخي المسلم أن تعيش في بيت كل ما فيه ذهب يتلألأ ويُبرِق، سقفه وأبوابه وكل شيء فيه، ذهب عن يمين وشمال؟ ومثله بيت فضة تدخل في فضة وتخرج في فضة؟! فكيف لك بملك عظيم كله كذلك؟! قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن). [متفق عليه] اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم.


ولأهل الخشية من الله تعالى جنتان عاليتان، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن]، وأقل منهما جنتان لمن هم أدنى منزلة في أنهارها وأشجارها وفواكهها وفرشها، قال ابن كثير: "وقال أبو موسى: جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من فضة لأصحاب اليمين". [التفسير]


وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سأل موسى ربّه، ما أدنى أهل الجنّة منزلة، قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنّة الجنّة، فيقال له: ادخل الجنّة، فيقول: أي ربّ، كيف وقد نزل النّاس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدّنيا؟ فيقول: رضيت ربّ، فيقول: لك ذلك، ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت ربّ، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك، فيقول: رضيت ربّ، قال: ربّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الّذين أردت غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، قال: ومصداقه في كتاب الله عزّ وجلّ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين}). [مسلم] ومثله حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّي لأعلم آخر أهل النّار خروجا منها، وآخر أهل الجنّة دخولا الجنّة، رجل يخرج من النّار حبوا، فيقول اللّه تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنّة، فيأتيها فيخيّل إليه أنّها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربّ، وجدتها ملأى، فيقول اللّه تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنّة، قال: فيأتيها، فيخيّل إليه أنّها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربّ، وجدتها ملأى، فيقول اللّه له: اذهب فادخل الجنّة، فإنّ لك مثل الدّنيا وعشرة أمثالها، أو إنّ لك عشرة أمثال الدّنيا، قال: فيقول: أتسخر بي، أو أتضحك بي، وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتّى بدت نواجذه. قال: فكان يقال: ذاك أدنى أهل الجنّة منزلة) [متفق عليه]




فرحة لا تزول أبدا


وأما عن فرحة أهل الجنة وسعادتهم، فقد قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود] قال المفسرون: (سُعِدُوا) أي: رُزقوا السعادة التي لا تنقطع ولا تنتهي، و(عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) أي: أن ذلك العطاء من النعيم والسرور مستمر غير مقطوع.


وقال الله تعالى في حق الشهداء: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران]، قال ابن كثير في تفسيره: "أي: الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند الله، وهم فرحون مما هم فيه من النعمة والغبطة".


فمن عجيب نعيم الجنة أن الفرح وشعوره لن يزول أبدا من قلب المؤمن، وقد جاء عن بعض السلف: "أنّ الرّجل إذا دخل الجنّة صوّر صورة أهل الجنّة، وألبس لباسهم، وحلّي حليتهم، وأري أزواجه، وخدمه، يأخذه سوار فرح، لو كان ينبغي له أن يموت لمات من سوار فرحه، فيقال له: أرأيت سوار فرحتك هذه، فإنّها قائمة لك أبدا". فهذا السرور مع قوته يظل مع المؤمن إلى الأبد فلا ينغصه منغص ولا يكدره مكدّر.




مساكنها وبيوتها وأثاثها


أما مساكن الجنة وبيوتها وصفها الله تعالى بأنها طيبة فقال سبحانه: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة]، قال ابن كثير: "أي: حسنة البناء، طيبة القرار" [التفسير]، إنها مساكن حياة الأبد فحدّث أنّى شئت عن جمالها، غرفٌ من الدرّ وخيامٌ من اللؤلؤ وقصورٌ شامخة ومنابرُ من نور، حدّث عن أنوارها وأضوائها وأشعّتها التي من كل مكان، وفرشها التي من أنواع الحرير وجواهرها الباهرة وقبابها التي من اللؤلؤ، وبروجها التي من المرجان، ونعيم يحيّر الأذهان، إنه النعيم المقيم.


وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واصفا خيام أهل الجنة: (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا) [مسلم]


ولهم سرر فاخرة عظيمة يتكئون عليها وهم في قمة سعادتهم وفرحهم بما هم فيه من نعيم، قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} وقال تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ}، قال ابن كثير: "وقوله: {على سرر موضونة} قال ابن عباس: أي مرمولة بالذهب، يعني: منسوجة به، وقال السدي: مرمولة بالذهب واللؤلؤ. وقال عكرمة: مشبكة بالدر والياقوت"، وقوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة] قال ابن كثير: "أي: عالية وطيئة ناعمة". [التفسير]


وقال تعالى يصف هذه الفرش: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن]، قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: بطائن هذه الفرش من غليظ الديباج. وذكر عن ابن مسعود قال: قد أخبرتم بالبطائن، فكيف لو أخبرتم بالظواهر؟" [التفسير]، وقال ابن كثير: "قال أبو عمران الجوني: هو الديباج المغري بالذهب، قال: وقال مالك بن دينار: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من نور" [التفسير].


وقال أيضا سبحانه: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن]، قال الطبري: "عن سعيد بن جبير قال: الرفرف: رياض الجنة، وعن قتادة قال، قال الحسن: الرفرف: مرافق خُضْر". [التفسير]
وأما العبقريّ: فهي الفرش المبسوطة المنقوشة الجميلة.


وذكر جل وعلا مبينا بعض ما في الجنة من أثاث: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية] قال الطبري: "وقوله: (فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) والسرر: جمع سرير، مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوّله ربه من النعيم والملك فيها، ويلحق جميع ذلك بصره، قوله: (وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ) وهي جمع كوب، وهي الأباريق التي لا آذان لها، وَعُنِي بقوله: (مَوْضُوعَةٌ): أنها موضوعة على حافة العين الجارية، كلما أرادوا الشرب وجدوها ملأى من الشراب، وقوله: (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ) يعني بالنمارق: الوسائد والمرافق" [التفسير].


ومن آنيتهم أيضا الصحاف التي من ذهب، قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف] قال الطبري: "عن السديّ قال: القصاع، وروى بسنده عن شعبة، قال: إنّ أدنى أهل الجنة منزلة مَن له قصر فيه سبعون ألف خادم، في يد كل خادم صحفة سوى ما في يد صاحبها، لو فتح بابه فضافه أهل الدنيا لأوسعهم" [التفسير].


ومن نعيمهم أن لهم أبوابا تفهم حين يُتكلم معها، قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص] قال الطبري: "عن الحسن، في قوله (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ) قال: أبواب تكلم، فتكلم: انفتحي، انغلقي". [التفسير]، وقال ابن القيم: "وتفتّح أبوابها تأمل قوله سبحانه: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} كيف تجد تحته معنى بديعا وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي،… وعن قتادة قال: أبواب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها تتكلم وتكلم وتفهم ما يقال لها انفتحي انغلقي" [حادي الأرواح].


هذا بعض النعيم الذي وعدنا الله به في الجنة، وجاء وصفه في الكتاب وصحيح السنة، والمؤمن اللبيب من لا يستطيل طريق الآخرة أو يملّ، بل يدرك أنه في دار عمل واختبار، فيستسهل كل صعب ليدخل هذه الجنة وينال ما فيها من نعيم مقيم، ولكل مجتهد نصيب، فاللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (376)
الخميس 11 رجب 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النعيم المقيم (3)- درجات الجنة ومساكنها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النعيم المقيم (5) -صفة أهل الجنة وكسوتهم-
»  النعيم المقيم (7) - نساء أهل الجنة -
» النعيم المقيم (6) -طعام أهل الجنة وشرابهم-
» النعيم المقيم (8) -أعظم نعيم الجنة-
» النعيم المقيم (4)- أشجار الجنة وأنهارها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: