المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 ما أصابك فمن نفسك!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

ما أصابك فمن نفسك! Empty
مُساهمةموضوع: ما أصابك فمن نفسك!   ما أصابك فمن نفسك! I_icon_minitimeالإثنين يناير 16, 2023 4:08 pm

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
***


ما أصابك فمن نفسك!

من محبة الله تعالى لأهل الإيمان أن يقدّر عليهم من الابتلاءات والمصائب ما ينقّيهم بها من ذنوبهم، فيطهّرهم منها في الدنيا؛ ليُقبلوا عليه يوم الحساب وقد غسلتهم المصائب من الذنوب، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالى وما عليه خطيئة) [الترمذي]، فكثير من المصائب هي نتيجة للذنوب وهي علاج لها كذلك، وينبغي أن ندرك هذه الحقيقة ونتذكرها عند كل ابتلاء، وندرك أيضا أن المصائب ليست بسبب طريق الحق الذي نسير عليه، وإنما هو كما قال ربنا سبحانه: {وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ..} [النساء]، إذن، لا بد أن نحاسب أنفسنا، ولا بد أن نعالج ذنوبنا، بالتوبة والاستغفار وإتباعها بالحسنات، ولا بد أن نحمل أنفسنا على ما تكره من اجتناب هذه الذنوب المهلكة والالتزام بالطاعات المنْجية، نسأل الله أن يعيننا على طاعته واجتناب معاصيه..




(قل هو من عند أنفسكم)


قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران]، قال الطبري -رحمه الله-: "أوَحين أصابتكم، أيها المؤمنون، {مُّصِيبَةٌ} وهي القتلى الذين قُتلوا منهم يوم أحُد، والجرحى الذين جرحوا منهم بأحُد، وكان المشركون قتلوا منهم يومئذ سبعين نفرًا، {قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا} يقول: قد أصبتم، أنتم أيها المؤمنون، من المشركين مثلَيْ هذه المصيبة التي أصابوا هم منكم، وهي المصيبة التي أصابها المسلمون من المشركين ببدر، وذلك أنهم قتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين، {قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا}، يعني: قلتم لما أصابتكم مصيبتكم بأحد: {أنى هذا؟}، من أيِّ وجه هذا؟ ومن أين أصابنا هذا الذي أصابنا؟ ونحن مسلمون وهم مشركون، وفينا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيه الوحي من السماء، وعدوُّنا أهل كفر بالله وشرك؟ {قُلْ} يا محمد للمؤمنين بك من أصحابك: {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} يقول: قل لهم: أصابكم هذا الذي أصابكم من عند أنفسكم، بخلافكم أمري وترككم طاعتي، لا من عند غيركم، ولا من قبل أحد سواكم"[التفسير]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى]، قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي: مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم {وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} أي: من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها" [التفسير]، والحاصل هو أن الإصابة بما تكرهه النفوس، كالقتل والأسر والكسر والبتر والجوع والخوف والأوجاع والأسقام ونقص الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك من الابتلاءات، هي نتيجة ذنوب ومعاصٍ كسبتها أيدي المؤمنين، ومع هذا فإن الله تعالى يعفو عن كثير منها فلا يعاقبهم عليها كلها بالمصائب في هذه الدنيا، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يرحمنا ويعافينا.




الطاعة ليست سببا للمصائب


وعلى المسلمين عموما، والمجاهدين خصوصا، أن يدركوا أنّ ما أصابهم في هذه الدنيا من ابتلاءات هو ليس بسبب التزامهم بأمر الله تعالى، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وغير ذلك مما التزموا به من طاعة الله، بل لا بد أن يعتقدوا أن هذا الالتزام بأوامر الشرع الحنيف هو خيرٌ كلّه، في الدنيا والآخرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "والمقصود أن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس سبباً لشيء من المصائب، ولا تكون طاعة الله ورسوله قط سبباً لمصيبة، بل طاعة الله والرسول لا تقتضي إلا جزاء أصحابها بخيري الدنيا والآخرة، ولكن قد تصيب المؤمنين بالله ورسوله مصائب بسبب ذنوبهم، لا بما أطاعوا فيه الله والرسول، كما لحقهم يوم أحُد بسبب ذنوبهم، لا بسبب طاعتهم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك ما ابتلوا به في السراء والضراء والزلزال، ليس هو بسبب نفس إيمانهم وطاعتهم، لكن امتحنوا به؛ ليتخلصوا مما فيهم من الشر وفُتنوا به كما يُفتن الذهب بالنار؛ ليتميّز طيبُه من خبيثِه، والنفوس فيها شر، والامتحان يمحّص المؤمن من ذلك الشر الذي في نفسه، قال تعالى: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران]، وقال تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} [آل عمران]؛ ولهذا قال صالح عليه السلام لقومه: {طَائِرُكُمْ عِندَ اللهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل]؛ ولهذا كانت المصائب تكفر سيئات المؤمنين وبالصبر عليها ترتفع درجاتهم، وما أصابهم في الجهاد من مصائب بأيدي العدو، فإنه يعظم أجرهم بالصبر عليها، وفى الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من غازية يغزون في سبيل الله، فيسلمون ويغنمون إلا تعجّلوا ثلثي أجرهم، وإن أصيبوا وأخفقوا تم لهم أجرهم)، وأمّا ما يلحقهم من الجوع والعطش والتعب، فذاك يكتب لهم به عملٌ صالح، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة]" [الحسنة والسيئة].




حاسب ولُمْ نفسك


من أجل ذلك؛ ينبغي للمسلم، وهو يرى المصائب من حوله، أن يحاسب نفسه باستمرار ويتّهِمَها، ويلومها على ارتكاب المعصية أو التقصير في الطاعة، ويضع نصب عينيه أنه تحت سمع الله تعالى وبصره، فلا يغفل عن نفسه ويترك حبلها على الغارب، بل يأخذ بلجامها ويحاسبها في الدنيا؛ لينجو من آثار المعاصي في الدنيا والآخرة، كما جاء عن الحسن البصري أنه قال: "إن المؤمن قوّامٌ على نفسه، يحاسب نفسَه لله عز وجل، وإنما خفّ الحسابُ يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبُه، فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكنْ والله ما من صلةٍ إليك، هيهات هيهات! حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسِه، فيقول: ما أردتُ إلى هذا؟ ما لي ولهذا؟! والله لا أعود إلى هذا أبدا إن شاء الله، إن المؤمنين قومٌ أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبين هلَكتِهم، إنّ المؤمن أسيرٌ في الدنيا يسعى في فكاك رقبتِه، لا يأمن شيئا حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذٌ عليه في سمعِه، في بصرِه، في لسانِه، في جوارحه، يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كلِّه" [الزهد لابن المبارك]، وجاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}" [الزهد للإمام أحمد].




أتْبعِ السيئةَ الحسنةَ


وإن عرف المسلم أنه تورّط بمعصية، فعليه أن يجتهد في أن يعمل بعدها من الأعمال الصالحة ما لعل الله تعالى يغفر له بها معصيته تلك، وقد جاء في صلح الحديبة، قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "..فأتيت نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ألستَ نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: إني رسول الله، ولستُ أعصيه، وهو ناصري، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال: قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنيةَ في دينِنا إذا؟ قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه؛ فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا.." [أخرجه البخاري]، والشاهد منه قوله -رضي الله عنه-: "فعملت لذلك أعمالا"، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء، وقد ورد عن عمر -رضي الله عنه- التصريح بمراده بقوله: أعمالا، ففي رواية ابن إسحاق وكان عمر-رضي الله عنه- يقول: "ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق مِن الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به"، وعند الواقدي من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال عمر-رضي الله عنه-: لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا وصمت دهرا" [فتح الباري]، ومن ذلك أيضا ما جاء في صحيح البخاري وغيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- لمّا خاصمت عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- فنذرت أنها لا تكلمه أبدا، ثم إنه دخل عليها بعد ذلك وطفق يناشدها ويبكي، وطفقت تبكي وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزل بها حتى كلمته، ثم أعتقت عن نذرها ذلك أربعين رقبة، ثم كانت تذكر نذرها ذلك بعدما أعتقت أربعين رقبة فتبكي حتى تبل دموعُها خمارَها، فتأمّل حرص أم المؤمنين على دفع ما فعلت بهذه الصدقات الكثيرة، أملا بمغفرة الله تعالى لها ما كان من أمر نذرها، والحاصل هو أن المسلم إن عمل معصية فعليه بالتوبة والندم ثم العمل مقابلها أعمالا تذهبها، كما قال تعالى: {إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..} [هود]، قال الطبري -رحمه الله-: "يقول تعالى ذكره: إنّ الإنابة إلى طاعة الله والعمل بما يرضيه، يُذهب آثام معصية الله، ويكفّر الذنوب" [التفسير].




احمل نفسك على المكاره


إن النفوس مجبولة على حُبّ الملذات والشهوات كما أنها مجبولة على كره المشاق والمؤذيات، وإنّ حمل النفس على المكاره سبب لحصول الخيرات، كما قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة]، ويوضح ذلك ما جاء في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم-: (حُفّتْ الجنةُ بالمكاره وحُفّتْ النارُ بالشهوات) [متفق عليه]، قال النووي -رحمه الله-: "قال العلماء: هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها -صلى الله عليه وسلم- من التمثيل الحسن ومعناه لا يوصل الجنةَ إلا بارتكاب المكاره، والنارَ بالشهوات، وكذلك هما محجوبتان بهما فمن هتك الحجابَ وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات ونحو ذلك، وأما الشهوات التي النار محفوفة بها فالظاهر أنها الشهوات المحرمة كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية والغيبة واستعمال الملاهي ونحو ذلك، وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه لكن يكره الإكثار منها مخافة أن يجر إلى المحرمة أو يقسي القلب أو يشغل عن الطاعات أو يحوج إلى الاعتناء بتحصيل الدنيا" [شرح مسلم]، وقال ابن القيم -رحمه الله-: "الْمصَالح والخيرات وَاللَّذَّات والكمالات كلهَا لَا تُنَال إِلَّا بحظ من الْمَشَقَّة وَلَا يُعبر إِلَيْهَا إِلَّا على جسر من التَّعَب وَقد أجمع عقلاء كل أمة على أَن النَّعيم لَا يُدْرك بالنعيم، وَإِن من آثر الرَّاحَة فَاتَتْهُ الرَّاحَة ،وَإِن بِحَسب ركُوب الْأَهْوَال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فَلَا فرحة لمن لَا هم لَهُ وَلَا لَذَّة لمن لَا صَبر لَهُ وَلَا نعيم لمن لَا شقاء لَهُ وَلَا رَاحَة لمن لَا تَعب لَهُ بل إِذا تَعب العَبْد قَلِيلا استراح طَويلا وَإِذا تحمل مشقة الصَّبْر سَاعَة قَادَهُ لحياة الْأَبَد، وكل مَا فِيهِ أهل النَّعيم الْمُقِيم فَهُوَ صَبر سَاعَة وَالله الْمُسْتَعَان وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله وَكلما كَانَت النُّفُوس أشرف والهمة أعلا كَانَ تَعب الْبدن أوفر وحظه من الرَّاحَة أقلّ" [مفتاح دار السعادة]. والحاصل هو أن يحمل المسلم نفسه على المكاره في سبيل تحصيل الغايات الرفيعة، وأرفع تلك الغايات هي رضا الله تعالى والجنة، فلا ينبغي له أن يتكاسل من أجل أن الطريق إليها موحشة صعبة، وأن فيها من المشاق وفراق الأحبة والابتلاءات بالنفس والمال والولد ما فيها، بل يحفّزه نداء الله الحكيم له: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة].


نسأل الله الكريم أن يعينَنا على طاعته واجتناب معصيته، وأن يجنّبنا الفتنَ ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع قريب مجيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (373)
الخميس 19 جمادى الآخرة 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما أصابك فمن نفسك!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف ترقي نفسك ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: