المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 خصال المجاهدين (5)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

خصال المجاهدين (5) Empty
مُساهمةموضوع: خصال المجاهدين (5)   خصال المجاهدين (5) I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2022 4:38 pm

خصال المجاهدين (5)


الحمد لله رب العالمين، وليّ المتقين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وخاتم المرسلين، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.


فهذه آخر محطاتنا في بساتين خصال المجاهدين والتي استقيناها من نصوص الوحي المنزّل، نمرُّ بها ونطوف بين أشجارها لنقطف ثمارها راجين من الله أن ينفعنا بها، ويجعلنا من العاملين بعلمنا، فإلى تلك الخصال:




الصدق مع الله


الخصلة العشرون: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة]، فالصدق من أخصّ خصال المجاهدين، الصدق مع الله في النية والقصد وأن لا يريد المجاهد بجهاده إلا وجه الله وإعلاء كلمته، لا يريد الدنيا ولا مناصبها ولا ترابها وكنوزها، يبتغي بجهاده الجنة وحسب، ومن الصدق الهجرة في سبيل الله تعالى، لقوله سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر].


وإنّ من علامات صدق المؤمن؛ الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات].


ولا شك أن الصدق باب واسع، يشمل الصدق مع الله تعالى ويكون بإخلاص العمل له، والصدق مع عباده في الأقوال والمعاملات والمعاشرات، وكفى في الحث والتشجيع على الصدق أنْ تتأمل قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة].


فحري بالمجاهد أن يكون صادقا مع ربه سبحانه ومع إخوانه، فالصدق منجاة في الدارين والكلام في ذلك يطول.




أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين


الخصلة الحادية والعشرون: قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة]، وهاتان صفتان متلازمتان، وهما دليل محبة الله للعبد لقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهي دليل صدق الولاء والبراء، فأما الذلة للمؤمنين فبالتلطف بهم واللين في القول والمعاشرة، والعفو عن الزلة والإعذار، والدعاء بالمغفرة والمشاورة، قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في ثنايا آيات الجهاد: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وهذا هو الأصل في التعامل مع المسلمين، فبذلك تحلّ الرحمة من الله، وتذلُّلُك لأخيك وتواضعك له رفعة عند الله، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ) [مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: (وإنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد) [مسلم]، ولو تأمل المجاهد في إخوانه وعرف قدرهم لوجد أنهم أولى الناس بالإكرام والتذلل، كيف لا؟ وهم من يُصيغون مجد أمتهم بدمائهم الطاهرة، وهم بين وليٍّ وشهيدٍ كما نحسبهم والله حسيبهم.


أما العزة على الكافرين فهي الشدة عليهم والغلظة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة]، ومن ذلك قوة العمليات وإحكامها في الميدان، بإتقان العبوات والتأكد من الرصد والحرص على الفتك والإثخان، وألا تدع فرصة للعدو إلا اغتنمتها، وطلبهم في كل مكان والتضييق عليهم، قال الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ} [النساء]، وكذلك لأهل النفاق والإرجاف الذين يطعنون في المجاهدين ويستغلون زلاتهم، أن يُوَبّخوا ويُشنّع عليهم؛ حماية وصونا لدين الله والقائمين به.


وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا مثلا وقدوة في ذلك لقوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، فكان أحدهم أحنّ لأخيه في الله مِن قريبه، مُقدِّما حقّ أخيه على حقه مُؤْثِرا له في كل شيء، ولا أحد أشد منهم في قتال الكفار والمرتدين.




لا يخافون في الله لومة لائم


الخصلة الثانية والعشرون: قوله تعالى: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة]، قال ابن كثير: "أي: لا يردهم عما هم فيه من طاعة الله، وقتال أعدائه، وإقامة الحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يردهم عن ذلك راد، ولا يصدهم عنه صاد، ولا يحيك فيهم لوم لائم ولا عذل عاذل" [التفسير]، فما هم بهيّابين لأقاويل الناس ولومهم ولمزهم، فمن كان يخشى الله فإنه لا يبالي أسَخِط الناس أو رضوا، وهذه صفة مهمة لكل من يريد رضى الله، فإن مما يفتن الله به المؤمنين أن يجدوا الصد والتشويه، فمن صبر على ذلك وخالف أهواء الناس وانتصر في معركة إرضاء الله تعالى على حساب الغثاء صار من أولياء الله وأحبابه، ومن ظن أنه سيظهر دين الله بلا ملامة ولا أذى فقد أخطأ، قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} [غافر].


والتخويف من أهل الكفر هو من الشيطان، قال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: يخوفكم بأوليائه {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقد قال الله للمؤمنين: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.


فلا تخشوا في الله أحدا يا معشر المجاهدين ولو اجتمع عليكم الثقلان، ولو جاؤوا بكل ما يملكون، وشوهوا في جهادكم بكل ما يستطيعون، فإن الله أكبر وهو أعلى وأقدر.




التسليم لأمر الله


الخصلة الثالثة والعشرون: قال تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} [الفتح]، قال الطبري: "مِن صِدق النية، والوفاء بما يبايعونك عليه، والصبر معك" [التفسير]، ومما يجب على المجاهد أنْ يدركه أنّ الله يريد منه التسليم لأمره وخاصة فيما كرهته النفس وظهرت مشقته ابتداء، فما يريد الله منك إلا التسليم، وسيرفع عنك الحرج والمشقة، وهنا يكمُن سر الجهاد والتضحيات، فالاختبارات والابتلاءات في الجهاد كثيرة يتقلب فيها المؤمن حتى يدخل الجنة إن شاء الله.


ولنا أسوة بأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد معركة أُحُد، لما سمعوا أنّ أبا سفيان جمع لهم ليغزوهم، سلّموا لأمر الله وقالوا: (حسبنا الله ونعم الوكيل) وخرجوا بجراحاتهم، فلما علم الله صدقهم، صرف عنهم ما يشقّ عليهم، وقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك في شدة وعسرة وبلاء للمؤمنين، فصرف عنهم القتال، إلا سرايا من الجيش أظفرها الله بالعدو، والأمثلة في هذا كثيرة.


ومن التسليم ألا يسخط المجاهد إذا قُتل أخوه أو أميره أو أي من رفاقه، فإن الله نهى المؤمنين عن هذا فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران]، فالقتل في سبيل الله فوز وفرحة للشهيد.


ومن التسليم أيضا أن يرضى المجاهد بأقدار الله تعالى في الشدة أو الضيق أو العسر أو المحنة التي ترافق الجهاد، وما سُمي الجهاد جهادا إلا لما فيه من بذل الجهد والمكابدة.




الصبر والمصابرة


الخصلة الرابعة والعشرون: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران]، والصبر درع المجاهد الحصين، فمن فقد الصبر أُصيبت مقاتِلُه، والصبر شرط في حصول المدد الإلهي والكرامات من الله تعالى، قال سبحانه: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران].


وقد كانت المصابرة في بداية الإسلام واجبة على المسلم الواحد أمام عشرة كفار لا يفر منهم، ثم خُفِفَت فصارت أمام الاثنين قال عز وجل: {الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال]، فأبشر أيها الصابر على طريق الجهاد وأشواكه وبلائه بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة]، وإن كان أهل الباطل يصبرون على باطلهم فالمجاهدون أولى بذلك وأقدر، قال تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص]، وقال أبو عبيدة رضي الله عنه يوم اليرموك: "يا معاشر المسلمين اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومدحضة للعار" [البداية والنهاية].


ومن حِكم الصبر أن كل شيء له أجل، ولله الحكمة البالغة في تحديد أوقات النصر وإنزال العذاب على الكافرين، وهو أحكم الحاكمين وعلّام الغيوب.




القوة والاستعانة بالله


الخصلة الخامسة والعشرون: قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال]، فالقوة وإرهاب العدو من صفات أهل الحق وخصالهم التي تميّزهم عن غيرهم إذا اشتبهت عليك السُّبُل، وذلك بالضربات الموجعة؛ لكسر فِقار الأعداء وقتل أئمة الكفر، وأظهر علامات القوة أن يكون الجهاد قائما بالاستطاعة، ولا يتوقف، أو يشترط له ما يعطّله، كعدة مثل عدة العدو أو عدد يُقارب عدد العدو أو حالة معيّنة تصل لها الأمة، أو غيرها مما يعطل الجهاد في الحقيقة؛ فكل ذلك من التكليف بما لا يُطاق، وقد نصت الآية على الاستطاعة {مَا اسْتَطَعْتُمْ}، ولو كنت وحدك لوجب عليك الجهاد كما في قول القوي العزيز: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء]؛ وذلك لأن الله تكفل بنصرة دينه، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج].


ومن القوة العزيمة وعدم التردد والتوكل على الله، قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران]، والاستعانة بالله، فمن استعان بغير الله أصابه الضعف والعجز.


من استعان بغير الله في طلب
فإن ناصره عجز وخذلان


ومن القوة شحذ همم المؤمنين وتحريضهم على القتال والثبات والعزيمة، قال سبحانه: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء]، ومن القوة إتقان متطلبات الثغر الذي فيه المجاهد، والتركيز فيما كُلّف فيه من عمل في الجهاد، وألا يستصغر مقامه فهو في سبيل الله.


فكن قويا وذا عزم وهمة يا جندي الخلافة، واعلم أن القوة لله جميعا، وما أمامك إلا كرامتان لا خسارة فيهما، قال الله سبحانه: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء]، قاتل على هذا الدين فإن عشت عشت حميدا، وإن متّ متّ شهيدا.


اللهم امض لأجناد الخلافة هجرتهم وتقبّل منهم جهادهم وأنزل عليهم نصرك الذي وعدت، اللهم اشدد وطأتك على اليهود والصليبيين وأعوانهم وأشياعهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (370)
الخميس 28 جمادى الأولى 1444 هـ
التفريغ من إعداد :  موقع إعلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصال المجاهدين (5)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» " خصال المجاهدين "
» خصال المجاهدين (2)
» خصال المجاهدين (3)
» خصال المجاهدين (4)
» " خصال المجاهدين (1) "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: