إعلان الأمريكان عن مقتل الظواهري يأتي كحدث إعلامي أكثر منه حدث عملي له تأثيره على الواقع لأن الرجل وتنظيمه قد فقدا كثيرًا من الزخم والتأثير الذي كان أيام الشيخ أسامة وتمت تعريته تماما بعد دخول دولة الإسلام من العراق للشام بشكلها المعلن ثم إعلان الخلافة
فالظواهري(بغض النظر عن انحرافاته العقدية) كان قد أقرَّ بمشروعية دولة العراق الإسلامية وانتهاء تنظيم القاعدة فيها بعد دمجه مع عدة جماعات وتشكيل دولة العراق الإسلامية
عاد ليصف الدولة بأنهم خوارج بعد دخولهم الشام وكأن شرعية الجماعة بحسب التزامها بحدود سايكس بيكو الوثنية
ثم قبل بيعة الجولاني ليشق صف المجاهدين الذين غرَّتهم خطاباته وخطابات مرتزقة من يسمون بمنظري التيار الجهادي
لينقلب عليه صبيه الجولاني ويخلعه كما نكث بيعة أميره الكرار تقبله الله من قبله
فكيف أمن هذا الخرف لهذا الناكث الذي لو كان فيه خير لما انقلب على الرجل الذي لولاه بعد الله ما عرفه أحد
ثم بايع طالبان التي باعته تنفيذًا لاتفاق الدوحة الذي يقضي بتعهد طالبان بمحاربة ما يسمى الإرهاب ومحاربة كل من يهدد أمن الغرب ومصالحه
مقتل الظواهري يأتي ليسقط آخر قناع كانت تتستَّر به طالبان وليكشف دور الحركة الجديد كأداة وظيفية لا تختلف عن بقية أنظمة المنطقة القائمة على معادلة الحكم والسلطة مقابل حماية مصالح الغرب وحرب من يخرج على الإرادة الدولية
كذلك سقط آخر قناع أمام المخدوعين من أتباع القاعدة التي انحاز قادتها لصف هذه الحركة الوظيفية المنحرفة عقديًا وسلوكيًا
ولعل هذه الحادثة أن تكون سببًا في يقظة وتوبة الكثير من هؤلاء
كما كان اتفاق الدوحة سببًا في التحاق الكثير من المجاهدين بولاية خراسان كما جاء في تقرير صدر مؤخرًا للجنة مكافحة ما يسمى الإرهاب التابعة للأمم المتحدة بأن "تنظيم" ولاية خراسان قد ازداد ثلاثة أضعاف منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ..
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
أبو النصر الشامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( قناة الفرقان )