بسم الله الرحمـن الرحيم
عدمُ التعارضِ بينَ القتالِ لإعلاءِ كلمةِ الله معَ
قولهِ تعالى: { لا إكراه في الدِّين }
القتال لأجل علو الكلمة هو أن يكون السلطان والهيمنة لدين الإسلام، فلا ينازع سلطانه أي دين أو أي رأي، وهذا الذي تلخص في وصايا النبي لأصحابه، فإذا زال كل سلطان مؤثر ومانع عن ظهور دعوة الإسلام فعندها من أراد أن يدخل في الإسلام فدخوله عن قناعة تامة وبدون أي إكراه، ومن أراد أن يبقى على دينه فله ذلك مع دفعه الجزية وخضوعه لأحكام الإسلام، وبذلك تزداد كمال الحجة على الناس .
وقد أثار البعض شبهة أن الجهاد يعارض
آية {لا إكراه في الدين}، إذ يقولون أن الجهاد لا يُشرع إلا في حالة جهاد الدفع؛ بل الأصل هو جهاد الطلب، ولأجله غزا النبي جزيرة العرب وفتح مكة، وامتدت من بعده فتوحات الصحابة إلى أن وصلت الدعوة الإسلامية مشارق الأرض ومغاربها، فالشاهد أن الذي قال:
{ لا إكراه في الدين } هو الذي قال:
{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }
والفتنة هي علو كلمة الشرك ووجود سلطانها، ومن تأمل الشروط العمرية التي ألزمها الفاروق للمشركين، علم أن من أعظم حِكمها هو علو دين الإسلام وكسر سلطان الشرك، وأما حديث:
{ من بدل دينه فاقتلوه }
من حديث ابن عباس في البخاري فهو يوضح قضية مهمة جدا في الحفاظ على ضرورة الدين وأنه لو سمح لمن دخل في الإسلام أن يخرج منه متى شاء؛ لأدى ذلك لضياع حرمة هذا الدين وفتح أبواب الزندقة .
#كـتيبة_الزرقاوي
#واصلوا_تحريضكم