المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 || مُقتطفـات نفيـسَة ||

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالخميس يناير 20, 2022 10:32 pm

بِسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه ..


(( مقتطفـات نفيسة ))  (31)

من كلام أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي - تقبله الله تعالى-
***
واعلموا يا بناة الخلافة وحماة الإسلام 

 أن ثمة قضايا مهمة، ونوازل ملمة، لا بد أن نجعلها نصب الأعين في كل حال وحين، وهي مما لا يخفى ولا يُنسى، ولكن حسبنا التنبيه عليها والتذكير بها، کي نوليها اهتماما أكثر وجهدا أكبر، فأولى هذه القضايا:


 دعوة الناس وعوام أهل السنة خاصة، والترفق بهم، فليس يخفى عليكم الجهل المدقع الذي عصف بالأمة، واندراس العلم في كثير من أرجائها، فأنتج بعدا عن أصل دينها، وانتشارا للشرك والبدع والخرافات وما لم ينزل الله به من سلطان، حتى غدت هذه المحدَثات الشِّركية وبشتى صورها، وبتزيين أحبار السوء عند كثير ممن ينتسبون للإسلام: أنها الدين الذي بعث به خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، ويحسبون أنهم على شيء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 فأقيموا الحجة على الناس بدعوتهم إلى التوحيد الخالص، والتمسك بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم بفهم سلف هذه الأمة الأخيار من القرون المفضلة، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، ودلالتهم أنه لا سبيل ولا وسيلة لخلع الطواغيت إلا بالسبيل الذي دلنا الله عليه وأرشدنا إليه في كتابه، وهو الجهاد في سبيله، وما عدا ذلك فليس إلا أوهام وسراب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالسبت فبراير 19, 2022 6:05 pm

مقتطفات نفيسة (32) 
 من كلام الشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي (تقبله الله تعالی)



"هكذا يضغط الواقع على الكثيرين ممّن يسعون للقيام بأمر الله "


حيث يشعر هؤلاء أنّ كل مَن حولهم يخالفهم في ماهم عليه، بل وينابذهم على ذلك بكل ما يستطيع، فهم يسيرون في طريق موحشة، لا مُعين فيها ولا أنيس، والجميع حولهم يدعونهم ليسالموا أو يداهنوا أو يقفوا موقفا وسطا، ويلتقوا مع الجاهلية في منتصف الطريق! بدعاوی وشعارات معلومة مشهورة.


وتزداد الفتنة وتعظم البلية، عند صبغ هذه الدعاوی بصبغةٍ شرعية، وتخريجها تخريجا فقهيا، يعتمد الوسطية وينبذ ويحارب التشدد، فتنهال الاتهامات مِن مختلف المستويات على مَن يريد القيام بأمر اللّٰه، متهمين إيّاه بالتطرف والغلو! بل والإرهاب فضلا عن الخارجية، ليجد العبدُ نفسه محاصرًا بدائرة محكمة مِن الاتهامات والإدانات، والتي لا ينقصها التدليل الشرعي، تصمُّ مسامعه صيحاتها، مِن كل حدب وصوب منادية عليه ببطلان ما هو عليه، ومروقه عن الطريق القويم، وحيدته عن الصراط المستقيم، وبُعده عن الدين، ومخالفته للعالمين أجمعين!!


والهدف هو الضغط على العبد ليتجنب الانتساب إلى الحق في خاصة نفسه، فضلا عن دعوة الآخرين إليه، ومِن ثمّ التنازل والتراجع والنكول والنكوص عن أمر اللّٰه، ومسايرة الواقع القائم."




صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (326)
الخميس 16 رجب 1443هـ.
ــــــــــــــــــــــــــ 
تفريغ: قناة التمكين نيوز

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالجمعة مارس 04, 2022 6:17 am

مقتطف من كلمة
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ"
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر -تقبله الله تعالى-




صبر وثبات ويقين بوعد الله، رغم المحن والصعاب، رغم تكالب الأحزاب، رغم هدير الراجمات وقصف الطائرات، يقف الواثقون الموقنون بنصر ربهم، صامدين صابرين محتسبين مقبلين غير مدبرين، لم توهنهم الزلازل فيقفوا عاجزين حائرين أو تائهين خائرين، بل أسرجوا في ليل الظلمة نور الحق وأوقدوا بدمائهم مشاعل الهداية وجانبوا سبل الغواية، من كتاب ربهم نهلوا، وبسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ساروا وعملوا، علموا أن النصر من عند الله وما كان يوما بكثرة عَدد ولا عُدد، لأن الله عزيز لا يغالبه مغالب، بل هو القهار الذي يخذل من بلغوا من الكثرة وقوة العُدد ما بلغوا، حكيمٌ حيث قدَّر الأمور بأسبابها ووضع الأشياء مواضعها، حكيمٌ في تدبيره ونَصْرِهِ مَنْ نَصَرَ وخذلانه مَنْ خَذَل من خلقه، لا يدخل تدبيرَه وهنٌ ولا خللٌ، قال وقوله الفصل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].




نعم، إنه وعد الله الحق وأمره لعباده المؤمنين، فسنته وحكمته في خلقه ماضية، يُنزل البلاء متى شاء ويرفعه متى شاء، عليمٌ حكيمٌ لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، قال وقوله الحق: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].




وإن سنة الله اقتضت، أن النصر لا يتحقق بدون استقامة على أمره -سبحانه- وعودة صادقة إليه، فمن كان أنصر لدين الله وأعظم جهادا لأعدائه وأقوم بطاعة الله ورسوله، كان أعظم نصرة وطاعة وحرمة.




… فالدولة الإسلامية هي من تقارع وتدافع عن دار الإسلام، وتستنهض أهل الإيمان وتشحذ همم أبناء الإسلام للانعتاق من رق العبودية والتبعية لأمم الكفر، وهي تخوض حربا ضروسا طاحنة عن أمتها، التي ما ادخرت جهدا في حربها والصد والتنفير عنها وبكل ما أوتيت من قوة وبشتى الطرق والوسائلّ، ودولة الخلافة -بفضل الله ومَنِّه- ما فتئت تجر المسلمين للعودة لدينهم بالسلاسل، وعلماء الطواغيت وأبواق الشر يصدُّون ويندُّون ويأبون إلا أن يكون أهل الإسلام أذلة صاغرين تسوسهم أمم الصليب وأذنابهم من الحكام المرتدين، إلا أن دولة الخلافة وبتوفيق الله لها، قد أدركت الداء وعلمت الدواء، وهي ماضية على دربها بإذن الله، ولن تأخذها في الله لومة لائم، حتى تُسلِّم الراية إلى عيسى بن مريم، عليه السلام.




أمة الإسلام: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نبتغي العزة بغيره، ولن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وما اعتز بدينه إلا من حقق التوحيد، وأحيا الولاء والبراء وأصبحا سمة ملازمة له في جميع شؤون حياته وتقلب أحواله، في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، عند تكالب الأعداء وتفاقم اللأواء، لا إلى الأستانة يمَّم وجهه ولا إلى الطواغيت فاء، كلا بل لزم غرز الملة السمحاء واقتدى بأبي الأنبياء، وقال لأمم الكفر: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: 4]. هذا سبيل المؤمنين المهتدين وما سواه سبيل الكافرين المعتدين من حرَّفوا وبدَّلوا شرعة رب العالمين.




فيا جنود الخلافة وآساد الإسلام: اعلموا أن رحمة الله وجنته لا تنال بالأماني، ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة إلا الثابتين الصابرين الصادقين المصدِّقين بما وعدهم، أما تتلون قول ربكم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].




وأصل الشراء بين الخلق كما قال القرطبي، رحمه الله: "هو أن يُعوضوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم في النفع، فاشترى الله سبحانه من العباد إتلاف أنفسهم وأموالهم في طاعته وإهلاكها في مرضاته، وأعطاهم سبحانه الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك، وهو عوض عظيم لا يدانيه المُعوَّض ولا يقاس به، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفونه في البيع والشراء، فمن العبد تسليم النفس والمال، ومِن الله الثواب والنوال فسمي هذا شراء".




يا جنود الخلافة: ربح البيع وربِّ الأرض والسماء، وإنا لا نقيل ولا نستقيل بإذن الله، فاصدقوا عند اللقاء، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، فتلك هي التجارة الرابحة التي خصَّ الله بها عباده المؤمنين البائعين نفوسهم رخيصة في سبيله، لإعلاء كلمته وإقامة شرعه، وإن غاية ما يصبو إليه المجاهد في سبيل الله، هو أن ينال رضى ربه وعفوه وإحسانه وتوفيقه وامتنانه، وذلك بامتثال أمره واجتناب نهيه، ومقارعة أعدائه في كل ساح وموطن، حتى يكون الدين كله لله، وأن تُحكم الأرض كل الأرض بشرع الله، فإن عاش، عاش كريما و إن مات مات عزيزا، هكذا كان حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة الأخيار من القرون المفضلة، وهذه بشرى نبيكم صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي، وإيمانا بي، وتصديقا برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يُكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أني أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل) [رواه مسلم].




...فإياكم إياكم يا جنود الخلافة أن تلينوا لعدوكم، فهذا لم نعهده عليكم، وهو عين ما تدركه أمم الكفر وعلى رأسها أمريكا، التي ما حفلت -بفضل الله- بنصر مذ أقحمت نفسها في حرب الإسلام والمسلمين، ونحن اليوم -بفضل الله- بتنا في زمان جديد سما وعلا صرح الخلافة فيه، فمهما أزبد الكفر وأرعد فلن يرى منا إلا ما يسوؤه، بحول الله وقوته، فهو حسبنا ونعم الوكيل، وإن الله ناصرنا عليهم، نعم، إن الله ناصرنا عليهم، وما هذه إلا بارقة الملاحم وأولاها، الغالب فيها من صبر وصدق لا من سبق، وإنما العبرة بالخواتيم".
.....
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (327)
الخميس 23 رجب 1443هـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تفريغ : مؤسسة الخير الإعلامية


عدل سابقا من قبل مسلمة في الجمعة فبراير 03, 2023 4:18 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2022 6:56 am

الشيخ المهاجر أبو حمزة القرشيّ ( تقبله الله تعالى)
من الكلمة الصوتية (دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها).

 " عيونُ أجنادِ الخلافةِ في كلِّ مكانٍ على بيتِ المقدس "



وما نحنُ اليومَ إلاَّ قد بَدَأنا مرحلةً جديدةً في صراعِنا معكم، ولا زالت عيونُ أجنادِ الخلافةِ في كلِّ مكانٍ على بيتِ المقدس، وإنَّ في قادِمِ الأيّامِ بإذنِ اللهِ تعالى ما يَسُوؤكم ويُنسيِكم أهوالَ الذي رأيتُموه، في زمنِ الأئمةِ السابقين، أبي مصعبٍ الزرقاوي وأبي عمرَ وأبي بكرٍ البغداديين تقبلهم اللهُ تعالى جميعا، وسيبقى جهادُنا مستمراً بإذنِه سبحانه، فلقد جاءَكم الشيخُ الفاضلُ المقدامُ، أميرُ المؤمنين وخليفةُ المسلمين، أبو إبراهيمَ الهاشميُّ القرشيُّ (حَفِظَهُ اللهُ وسددَ على الحقِ خُطاه)، ونسألُه تعالى أن يُذيقَكم على يَديه سُوءَ العذاب، وأشدَ الثأرِ والعِقابِ، فلَقَدْ عَزَمَ على نفسِهِ وإخوانِه المجاهدين في سائرِ الولاياتِ، والمسلمينَ في كافةِ البُلدان، على مرحلةٍ جديدةٍ، ألا وهي قتالُ اليهودِ واستردادِ ما سلَبُوه من المسلمينَ، والذي لا يُرَدُ إلا بكتابٍ يهدي وسيفٍ ينصُر وفتحِ بيتِ المقدسِ وتسليمِ الرايةِ لمحمّدِ بنِ عبدِ اللهِ المهديِّ بإذنِ اللهِ تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالسبت مايو 21, 2022 7:26 pm

مقتطف من كلمة
 "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ"
للشيخ المجاهد أبي عمر المهاجر -حفظه الله تعالى- 




أما رسالتنا الثانية: فإلى المنتكسين الذين ساروا في طريق الجهاد وذاقوا حلاوته، وعرفوا المجاهدين وعاشروهم ورأوا الفضائل والكرامات التي يمنّ الله بها عليهم، ثمّ ركنوا إلى الدنيا، أما تخافون من الله بخلعكم يد الطاعة وترككم الجماعة في أحلك الظروف، أما سمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول: (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له)، واعلموا أنكم خذلتم المسلمين في موطن أحبّوا فيه نصرتكم، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خذل مسلما في موضع يحب نصرته فيه خذله اللّه في موضع يحب نصرته فيه)، فما الذي دهاكم هل ضمنتم الجنة فاكتفيتم، أم أن الأرض كلّها قد حكمت بشرع الله ومن الكفار انتهيتم، أم أنه أتعبكم الجهاد وكثرة الجلاد، فهل وجدتم الراحة في مجاورة النساء والأولاد، أم هل عزّت عليكم الحياة وهان عليكم نصر دين الله!، أم أنكم جبنتم وتخاذلتم واختلقتم الأعذار وهربتم، ألا تعلمون أنّ الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واعلموا أن رجوعكم إلى صفوف الجماعة خير لكم من بقائكم أذلة تتقاذفكم الأهواء، وتخافون أن يشار إليكم بأنكم كنتم جنودا في صفوف الدولة الإسلامية لكيلا يفترسكم الأعداء، ولكن إذا آثرتم الحياة الدنيا الفانية، على الدار الآخرة الباقية، فإنّ الله غنيّ عن العالمين، فتوبوا وأوبوا وارجعوا إلى صفوف المجاهدين، وانصروا إخوانكم المسلمين، وقارعوا أعداء الملة والدين فما وضعت الحرب أوزارها فعلام أذلتم خيلكم، ولا يتبادرنّ إلى أذهانكم أنّنا ذكرنا ما ذكرناه لأنّنا نشكو قلّة الرجال كلّا والله، فإننا بخير وإنما تكثر الجنود بالنصر وتقلّ بالخذلان لا بعدد الرجال، ولكن ذكرناه نصيحة وإشفاقا عليكم فأنتم أولى الناس بالنصح، ألا هل بلغت اللهمّ فاشهد.


أما رسالتنا الثالثة: فإلى الأمة الإسلامية وإلى أبنائها القاعدين عن الجهاد الراضين بالذلّ والاستعباد، ها هم حكام بلادكم من الطواغيت يسارعون في استرضاء واستجداء اليهود ويعقدون معهم الاجتماعات والاتفاقيات وليس ذلك بجديد، فعمالتهم لليهود قديمة ولكنّها ظهرت للعلن بعد أن أصبحت الظروف مهيّأة لها، فبعد أن رأى الطواغيت خنوع شعوبهم وتعلّقهم الشديد بالدنيا، أبرزوا أنيابهم وبان زيف ادعاءاتهم، ضاربين بعرض الحائط كلّ الشعارات التي كانوا يمنّونهم بها من معاداتهم لليهود ونصرتهم للفلسطينيين، ألا فليعلم الجميع أنّ بيت المقدس لن يفتح إلا على أيدي الموحدين وعباد الله المجاهدين، لا على أيدي الطواغيت وزبانيتهم من عبيد السياسات والمصالح والأهواء، الذين تتغير مبادئهم وفق ما يمليه عليهم أسيادهم، أمّا الأمر الذي لا يتغير عندهم هو عداوتهم للإسلام والمسلمين وحربهم لعباد الله الموحدين، لأن رجال دولة الإسلام أعزّها الله كشفوا عوارهم وكذبهم وبيّنوا للناس عمالتهم وكفرهم، وأنّهم دمى يحركها الصليبيون واليهود، ولكنّ العجب كيف لأذناب الطواغيت ومؤيّديهم أن يواكبوا كلّ هذه التقلّبات العنيفة في السياسات والمبادئ ويرقّعوها، وهم يميلون بهم من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال فيظنّها الحمقى سياسة وحنكة، ولكنّهم في الحقيقة يفتحون عليهم في كلّ مرة مستعينين ببلاعمتهم ودعاة ضلالهم بابا من أبواب جهنم يدعون الناس إلى الدخول فيها منه، فبالرّغم من كفرهم البواح باستبدالهم لأحكام شرع الله بالقوانين الوضعية التي تفرضها الأمم المتحدة الكافرة والقوانين التي يحكمون بها اليوم المستمدة من أهواء البشر، يحاولون جاهدين جرجرة الناس إلى الكفر يوما بعد يوم، فبعد بدعة حوار الأديان خرجوا عليهم بدين جديد يسمّونه "الدين الإبراهيميّ" فلا ندري أيّ إبراهيم يقصدون، فإن كانوا يقصدون إبراهيم النبيّ عليه السلام، فإننا نشهد أنه بريء منهم ومن كفرهم وشركهم، ولا يطالب بجمع الأديان في دين واحد إلا كلّ عدو لله مكذب لرسوله فلقد قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}، وما دعاهم إلى ذلك الكفر إلا وطنيّتهم وقوميّتهم الشركية التي يؤمنون بها، والتي يصنّفون الناس عليها لا على أساس شرعيّ ودينيّ، بل على أساس مناطقيّ دنيويّ، فيساوون بين المسلم والكافر إن كانوا أبناء بلد واحد، ولهم نفس الحقوق، والله عزّ وجلّ يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} [القلم: 35 - 37]، بل ويشجّعونهم على حبّ بعضهم ونصرة بضعهم لبعض باختلاف أديانهم ولو كان ذلك على مسلم من بلد آخر بدعوى الوطنية ويجعلونها معقدا للولاء والبراء والعياذ بالله، ولقد خرجوا عليهم مؤخرا بدعوى قديمة جديدة، وهي المؤاخاة بين الشيعة الرافضة وأهل السنة وأن الحرب التي اندلعت خلال السنين الماضية كانت بسبب متشددين من الطائفتين (بزعمهم)، وأنهم أبناء دين واحد بمذاهب مختلفة، ألا من زعم أنّ الكفار إخوانه وأنّ الرافضة المشركين الذين لا يخفى شركهم على أحد والذين يجاهرون بالطعن في عرض أمّ المؤمنين وشتم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ أنهم إخوانه في الوطن وشركاؤه، فهم والله إخوانه وهو شريكهم في العذاب في نار جهنم وبئس المصير، ألهذه الدرجة يا أبناء الإسلام يستخفّ الطواغيت بكم وبدينكم، أيّ حال وصلتم إليه وأيّ وهن سكن قلوبكم وإلى أيّ مرحلة وصل حبّ الدنيا حتى آثرتموها على دينكم وأعراضكم وكرامتكم، فو الله إن لم تستفيقوا وترجعوا إلى دينكم ليركبنّكم الكفار والمشركون قتلا وتشريدا، ولسوف يذلّونكم ذلا لا ترفعون بعده رأسا، وهل هناك ذلّ أكبر من أن يغلبكم الطواغيت بتشريعاتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان على النساء بجعلهم لهنّ حقوقا فرضتها الأمم الكافرة تمنعكم من القوامة عليهنّ، فوا أسفاه على أحفاد الفاتحين، ووا أسفاه على أبناء القبائل المسلمة التي أبت الضيم والذلّ وكسرت كسرى وقيصر كيف يستعبدون اليوم من أجل الدنيا وشهواتها، فإلى أبناء الإسلام الرازحين تحت قهر الطواغيت، إنّ في كتاب الله من الثواب على الجهاد ما هو خير لكم من الحياة، وفيه مما ينبغي للمسلم أن يحبّ أن يخصّ به، فهو التجارة الرابحة التي دلّ الله عليها ونجّى بها من الخزي وألحق بها العزّة والكرامة، فانفضوا عنكم غبار الذلّ والهوان واستعينوا بالملك الدّيّان وقاتلوا كل طاغوت جبان، فإن أبيتم فلقد قال ربّنا سبحانه وتعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]


وأما رسالتنا الرابعة: فإلى الكفار والمشركين والملاحدة والمرتدين وكلّ من حارب الله ورسوله وعادى عباده الموحدين وقاتل دولة المسلمين، إلى من كان لديه منكم بقية سمع أو عقل فليراجع نفسه قبل أن يحفر بيديه رمسه، وأما إذا نسيتم فنذكركم، بأنّنا لا نقاتلكم من أجل مال أو سلطة أو جاه أو حفنة تراب أو قومية أو دنيا فانية، إنما نقاتلكم من أجل لا إله إلا الله محمد رسول الله، كلمة التوحيد التي من أجلها قامت السماوات والأرض، نقاتلكم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، حتى نزيل الشرك ونطهّر الأرض منه، وحتى يعبد الله وحده ولا يشرك به، وحتى يحكم بشرع الله بين الناس وتقام الحدود ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتنسف القوانين والدساتير الوضعية التي تتحاكمون إليها، وكلّ البدع والضلالات التي هي من صنع البشر وأهل الأهواء أتباع الشيطان، هذا ما قاتلناكم ونقاتلكم وسنقاتلكم لأجله إن شاء الله، فإمّا أن يتمّ الله لنا هذا الأمر أو نهلك دونه ونقتّل، واعلموا أنّ إسلامكم أحبّ إلينا من قتلكم وتشريدكم، وإنّنا ندعوكم إلى الإسلام قبل القدرة عليكم، فإن أبيتم إلا الكفر والعصيان والبغي والعدوان فليس لكم عندنا إلا السيف مصلتا، والغلظة والشدّة وليس لكم من القتل مناص، ونحن على يقين أنّ الله سبحانه وتعالى سيمكّننا منكم وسينصرنا عليكم بحوله وقوته، وأنّنا سنعيد تحكيم الشريعة الإسلامية في كلّ المناطق التي انحاز المجاهدون منها إن شاء الله (برغم من أنفه لازال في الرّغم).
ــــــــــــــــــــ
مقتطفات - صحيفة النبأ - العدد (339)
التفريغ من إعداد : مؤسسة الخير الإعلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 07, 2022 5:40 pm

مقتطف من كلمة
 (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر -تقبله الله تعالى-


فقتال الكفرة المشركين دين نتعبد الله به، ونتقرب به إليه -سبحانه- ليرضى عنا، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وقال مذكرا ومرغبا عباده في عظيم أجر من جاهد في سبيله لقتال أعدائه: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120]، وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 4]، وإنَّ القتال في سبيل الله لهو التجارة الرابحة التي دلَّ عباده عليها، فقال جلَّ من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف: 10 - 11]، فجعل الثواب والجزاء عظيما جليلا بيَّنه في قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 12 - 13].


قال ابن القيم في مدارجه: "فإن عبودية الجهاد من أحب أنواع العبودية إليه سبحانه، ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية وتوابعها، من الموالاة فيه سبحانه، والمعاداة فيه، والحب فيه والبغض فيه، وبذل النفس له في محاربة عدوه"، إلى أن قال: "ومنها عبوديةُ مخالفةِ عدوِّه، ومراغمته في الله، وإغاظته فيه، وهي من أحب أنواع العبودية إليه، فإنه -سبحانه- يحب من وليِّه أن يغيظ عدوه ويراغمه ويسوءه، وهذه عبودية لا يتفطَّن لها إلا الأكياس" انتهى كلامه رحمه الله.


وفي الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله) [رواه البخاري].


قال إمام الدعوة النجدية -رحمه الله- عندما سئل عن معنى "لا إله إلا الله" فأجاب: "اعلم -رحمك الله- أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام: {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 28]، وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلُّون، ويصومون، ويتصدقون، ولكن المراد معرفتها بالقلب، ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض من خالفها ومعاداته، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله مخلصا) وفي رواية: (صادقا من قلبه) وفي لفظ: (من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله) إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة" انتهى كلامه.


وقال -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]، "أما قولهُ تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}، لئلا يستوحشَ سالكُ الطريقِ مِنْ قلةِ السالكين، {قَانِتًا لِّلهِ} لا للملوكِ ولا للتجارِ المترفين، {حَنِيفًا} لا يميلُ يميناً ولا شمالاً كفعلِ العلماءِ المفتونين، {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} خلافا لمن كثَّر سوادهم وزعم أنه من المسلمين".


فلا إله إلا الله، ما أكثر الناكصين المتنكبين عن كلمة الإخلاص، العاملين بضدها من المنتسبين لهذه الأمة، الهادمين لركنها، المدَّعين نصرتها، الموالين لأعدائها، المحاربين حَمَلَتها والذائدين عنها، و إن حال أهل الإسلام لا يستقيم ولن يستقيم، إلا بكتاب يهدي وسيف ينصر، وإحياء لسنة الصديق -رضي الله عنه- فيمن ارتد وندَّ عن حكم الله وشرعه، وقفز إلى معسكر أهل الكفر ووالى الطواغيت والمشركين والملحدين، و إن صلى وصام وطاف بالبيت الحرام، ففي موقف تجلت رعاية الله وحفظه لهذا الدين -ولا يقوم بمثله إلا ذوو العزمات المسددون الملهمون الموفَّقون من الرجال- قتالُ الصديق -رضي الله عنه- من ارتد من العرب، إذ قمع الله به كل عدو للدين وألف له الأمة وردهم إليه، بعد أن ارتد أكثرهم عن دينه وانقلب الغالب منهم على أعقابهم كافرين، إذ وقف -رضي الله عنه- كالطود الشامخ أمام ريح عاتية وفتنة مدلهمة حتى قال: "والله لأقتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها"، وذلك يوم أن قال له الصحابة -رضي الله عنهم- كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أُمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله) قال عمر -رضي الله عنه- فقلت يا خليفة رسول الله تألَّف الناس وارفق بهم فقال لي: "أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا حي؟". حتى قال الفاروق عمر رضي الله عنه: "والله لقد رجح إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمة جميعا في قتال أهل الردة".


وقال أبو بكر بن عياش: سمعت أبا حصين يقول: "ما ولد بعد النبيين مولود أفضل من أبي بكر رضي الله عنه، لقد قام مقام نبي من الأنبياء في قتال أهل الردة".


قال ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين مع كونهم يصومون ويصلون، ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلا للمسلمين".


بل ونقول في وقتنا هذا: فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله، من الطواغيت المبدِّلين لشرع الله وحكمه، خادما ذليلا مواليا مظاهرا للصليبيين والملحدين، وهو مع ذلك، يزفر غيظا وحنقا على جماعة المسلمين، متمنيا وراجيا زوال حكم الله وشرعه، مباهيا بذلك مستعلنا به محتفيا، كما حدث في الموصل وسرت والرقة وغيرها.


وإن من عجائب الزمان سفاهةَ من استمرأ الكذب والبهتان يشمت بدولة الخلافة، وانحسار نفوذها عن أرض حكمتها بشرع الله، في وقت لا يجد المسلم في الأرض دار إسلام يفيء إليها سوى ما تحت سلطان الخلافة، رغم شدة الحملة الصليبية وشراستها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطفات - صحيفة النبأ - العدد (341)
التفريغ من إعداد : مؤسسة الخير الإعلامية


عدل سابقا من قبل مسلمة في السبت يونيو 11, 2022 9:29 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 9:18 pm

مقتطف من كلمة
 (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)
لأمير المؤمنين الشيخ المجاهد أبي عمر البغدادي -تقبله الله تعالى-




أمّة الإسلام، إن الله لم يفرض الجهاد لأجل تحرير الأرض ليحكمها مرتدّ من جلدتنا، بل لتكون كلمة الله هي العليا، فأوّل مقاصد الشريعة حفظ الدين، قال الآمدي في جامع الإحكام: "المقاصد الخمسة التي لم تخلُ من رعايتها ملّة من الملل ولا شريعة من الشرائع وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فإن حفظ هذه المقاصد الخمسة من الضروريات" انتهى.




ولا خلاف على الحقيقة في تقديم الدين على ما سواه من ضروريات الشريعة حال التعارض، فهو الهدف الذي له خلق الله الإنس والجن، ولأجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب. جاء في التقرير: "ويقدم حفظ الدين من الضروريات على ما عداه عند المعارضة لأنه المقصود الأعظم، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وغيره مقصود من أجله، ولأن ثمرته أكمل الثمرات وهي نيل السعادة الأبدية في جوار ربّ العالمين" انتهى.




وسوف نفصّل بعض الشيء في هذه المسألة لأن كثيراً من الناس اليوم جعل الدين هو البضاعة المزجاة وآخر المقاصد في هذه الحياة الدنيا وجعل همّه أن يحفظ للناس أنفسهم وأموالهم ولو ضحّى هو ومن يتبعه بدينهم، فنراهم يعاونون المحتل الصليبي والمجوسي أو يصيروا أداة في أيادي عملاء اليهود في دول الجوار لدفع ضر عن الأنفس والأموال ويدَّعون كذباً أنه من جلب المصالح ودرء المفاسد، وهل أعظم من الدين مصلحة وأكبر من ضياعه مفسدة؟ فهذه الأصول الخمسة المتقدّمة والتي تسمى الضرورات الخمسة أولها ورأسها الدين وما بعده دونها مرتبة، ولا يحل أن يبذل ما هو أعلى مرتبة لتحصيل ما هو أدنى، وضرورة الحفاظ على النفس والمال لا شك أنها من ضروريات الشريعة الخمس؛ لكنها دون حفظ الدين مرتبة.




والأنفس والمال لا يجوز حفظهما على حساب الدين، ولو كان الحفاظ على النفس والمال مقدّماً فلماذا شرع الله الجهاد وفيه إزهاق الأنفس وتلف الأموال؟ ولماذا شرع قتل المرتد؟ وقد سبق وذكرنا أقوال أهل العلم أن التعامل مع المحتل بأي نوع وتحت أي ذريعة هو كفر وردّة لا إشكال فيها؛ بل إن قوام الدين وحفظه يكون بالجهاد في سبيل الله وهذا محلّ إجماع والحمد لله، جاء في شرح الكوكب المنير: "فأما حفظ الدين فبقتال الكفار، قال الله تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [التوبة: 29]، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله). وقال صلّى الله عليه وسلّم: (من بدّل دينه فاقتلوه)" انتهى.




وهذا صريح القرآن أن الجهاد شرع لحفظ الدين، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}، قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (قال ابن زيد: {حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي: حتى لا يكون كفر، وقرأ {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}، ونقل عن ابن جريج: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} أي: لا يفتن مؤمن عن دينه ويكون التوحيد خالصاً ليس فيه شرك ويخلع ما دونه من أنداد). انتهى.




قال الشنقيطي رحمه الله: (والغاية التي ينتهي إليها قتال الكفّار أن لا يبقى في الأرض مشرك، وبالجهاد في سبيل الله يحفظ الله للناس دينهم ودنياهم).




فبعد احتلال العراق أزهقت الأنفس ونهب المال وأخرج الأمريكان أنفسهم، ولأجل إذلال أمة لا إله إلا الله صوراً يقولون فيها: ها نحن كذلك ننتهك أعراضكم وننشر ذلك على الملأ، وبدلاً من أن تحمرّ أنوف وتهتزّ شوارب؛ هرع من انتهك عرضه إلى حضن المحتل بدلاً من السلاح، وأمعن في الخيانة بديلاً عن الثأر الذي هو من شيم العرب في الجاهلية الأولى فضلاً عن أنه من شرع رب العالمين، وأعجب منه أن يصير من يدافع عن الدين والعرض ويقتحم السجون لفك الأسرى عدوّاً لهم.




فبالجهاد والثبات على أمر الله يحفظ الله للناس دينهم ودنياهم، ومن قتل في الجهاد فشهادة، ومن بقي ففي عز وفخار، وأما المصائب فهي تكفير لسيئات الناس عامّة والمجاهدين خاصة ويتم لهم أجرهم.




قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما من غازية يغزون في سبيل الله فيسلمون ويغنمون إلا تعجّلوا ثلثي أجرهم، وإن أصيبوا وأخفقوا تمّ لهم أجرهم)، والجوع والعطش وقلّة المال وغيره أجر عظيم إذا احتسب المرء وصبر لله، قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.




واعلم أيها المسلم أن الصدق في الإيمان لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأخبر في كتابه أن الصدق في الإيمان لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله، قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}. وأخبر في كتابه بخسران المنقلب على وجهه عند الفتنة... إلى قوله رحمه الله: وأخبر سبحانه أنه مع وجود المرتدّين فلا بد من وجود المجاهدين المحبّين فقال سبحانه: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}).




ومن مقاصد الشريعة حفظ العقل، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.




وقال صلّى الله عليه وسلّم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).




والعقل هو قوام كل فعل يتعلق بالمصلحة وأحد ضروريات الشريعة الخمس، لكن المعتزلين الجدد أطلّوا من جحورهم مرة أخرى من تقديم العقل على النقل، وذهب الجهمية المتكلّمة في أن القرينة الصادقة ممّا دلّ عليه الخطاب هو العقل؛ فالهدى ما اهتدت إليه عقولهم، فكلّما جئتهم بدليل من الشرع بدؤوا يُعملون العقل فإذا هداهم إلى موافقة النقل فعلوه وإلا طرحوه، ولِئن كانت الشريعة حجرت العقل بتحريم كل مسكر فلأنْ تحفظ العقل والدين من تأويلات هؤلاء أولى، وما أحوج هؤلاء إلى عمر رضي الله عنه! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فإنه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} فقال: ما اسمك؟ قال: عبد الله صبيغ، فقال: وأنا عبد الله عمر, وضربه الضرب الشديد، وكان ابن عباس إذا ألح عليه رجل في مسألة من هذا الجنس يقول: ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ) انتهى.




فهذا أمير المؤمنين يحافظ على العقل والدين فيجلد في غير مسكر، فسكرة تأويلات هؤلاء أشد على أنفسهم ومن حولهم وأفتك لدينهم وعقولهم من سكرة الخمر بكثير، فرحم الله الفاروق.




وعقيدتنا عقيدة أهل السنّة أنه إذا تعارض الشرع مع العقل ظاهرياً قدّمنا الشرع، فلا نقدّم على كلام الله ورسوله كلام أحد من الناس كائناً مَن كان، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ}.




وإن الشرع لم يأتِ بما يعجز العقل الصريح عن تقبّله ولا ما ليس في طاقة البشر؛ فالعقل عندنا ليس أصلاً في ثبوت الشرع ولا يزيده صفة لم تكن له، فالعقل يصدِّق النقل في كل ما أخبر به والعكس ليس صحيحاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، ولكن كثيراً من الناس يخلطون إما في هذا وإما في هذا.. إلى قوله: فمن احتج بلفظ ليس ثابتاً عن الرسول أو بلفظ ثابت عن الرسول، وحمله على ما لم يدلّ عليه فإنما أتي من نفسه)، يقول الشاطبي رحمه الله: (إن الله جعل للعقول في إدراكها حداً تنتهي إليه لا تتعداه.. إلى قوله: فإذا كان العقل البشري كما رأيت من الضعف والقصور فكيف يقول عاقل بتقديمه على كلام الله فهذا تقديم الناقص على الكامل) انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطفات - صحيفة النبأ - العدد (342)

التفريغ من إعداد: مؤسسة الخير الإعلامية


عدل سابقا من قبل مسلمة في الجمعة أغسطس 12, 2022 6:00 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2022 6:00 pm



مقتطف من كلمة
 (هل أتاك حديث الرافضة)
للشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله تعالى-


أولا: إنّ الرّفض دين يختلف تماما عن الإسلام الذي جاء به النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا يمكن أن يلتقي معه في كثير من الفروع والأصول، كيف لا وكبار آياتهم وعلمائهم قد قعدوا لهم قاعدة في التّرجيح بين الأدلّة، إذا اختلفت عندهم أو تعارضت، بأنّ ما خالف قول أهل السّنة -ويسمّونهم العامّة-، هو القول الأقرب للصّواب، مستندين على روايات مكذوبة عندهم كأصل لهذه القاعدة التي تدلّ على مخالفة دينهم أصولا وفروعا لدين الإسلام من حيث منهج الحقّ.


ثانيا: إنّ دين الرّفض لم يقم أساسا ومنذ بداية ظهوره، وعلى مرّ الأزمان وحتّى أيّامنا هذه، إلا لغرض هدم الإسلام وبثّ الفتنة والفرقة بين المسلمين وتقويض دولة الإسلام، من خلال محاربة أهل السّنّة والجماعة، أعني بهم الجماعة الأولى التي استثناها الرّسول -صلى الله عليه وسلم- من الثّلاث والسّبعين فرقة بالنّجاة من النّار، ومن سار على نهجهم، وليس هذا كلاما مبالغا أو متوهّما، ولا هو منكرا من القول وزورا، بل هذا ما قرّره علماء السّلف والخلف.


فهو مخطّط دبّر بليل لم يقم من الأساس إلا لغرض هدم الدّين؛ من خلال أمرين هامّين:


الأوّل: التّشكيك في حقيقة هذا الدّين وزعزعة العقيدة، إمّا ببثّ الشبهات على مذهب أهل الحقّ والتي تشكّك في أصول هذا الدّين وتصدّ عنه بالكلّيّة، وإمّا بتحريف كثير من أصوله وفروعه ليكون دينا مسخا.


والأمر الثّاني: يتمثّل في الجانب السّياسيّ وذلك عن طريق زعزعة أركان الدّولة الإسلاميّة من الدّاخل والخارج على السّواء، فأمّا من الدّاخل فمن خلال استثارة الشّعب ولا سيّما ضعاف النّفوس وأصحاب المطامع وتحريضهم على الخروج على خليفة وإمام المسلمين، أو اغتياله بدعاوى وشبهات باطلة أو غير مسوّغة، وأمّا من الخارج فمن خلال التّعاون مع أعداء الدّين والتّحالف معهم، حتّى يتمكّنوا من إسقاط الدّولة الإسلاميّة.


وهذان الأمران هما المنهج والخطّة الأساسيّة التي قام عليهما دين الرّفض منذ بداية نشأته وتأسيسه على يد اليهوديّ المعروف عبد الله بن سبأ الذي لم يجد أفضل ولا أجدى من التّستّر بلباس التّشيّع، والتّشيّع بحبّ آل البيت بعد أن أظهر الإسلام وأبطن الكفر والدّسيسة لهذا الدّين.


ولما وجد أتباع هذا اليهوديّ أنّ هذا المنهج الذي رسمه ابن سبأ قد نجح في استقطاب أصحاب الهوى وتأليب الكثير من ضعاف النّفوس وأصحاب المطامع ضدّ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وأرضاه، ولمّا وجدوه نجح في التّعاون مع أعداء الدّين من خارج عاصمة الخلافة وإثارة الفتن والشّبه حتى قتلوا الخليفة وفتنوا رعيّته.


ولما وجدوه نجح كذلك في التّفريق بين الصّحابة على أساس العصبيّة القبليّة التي جاء الدّين أساسا وقام على هدمها، يرومون فتنة آل البيت وفتنة النّاس بهم، وصدّ النّاس وتشكيكهم في مصداقيّة وأمانة نقلة الكتاب والسّنّة من الصّحابة رضوان الله عليهم، من خلال مناداتهم بموالاة بل بالمغالاة في آل البيت وإدّعاء العصمة فيهم، حتّى تطوّر الأمر فيهم إلى تأليه عليّ رضي الله عنه كما عند السّبئيّة!


أقول لما رأى أتباع ابن سبأ أنّه نجح في ذلك كلّه، استمرّ هؤلاء الأتباع في نفس السّيرة وعلى نفس المنهج الأوّل على مرّ الزّمان وإلى أيامنا هذه، ولقد أفاض علماء السّلف واستفاض في كتبهم بيان حقيقة الرّافضة وحقيقة دينهم.


ومن ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في 
[منهاج السّنّة]: "والرّافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام ونقض عراه وإفساد قواعده".


ثالثا: إنّ جمهرة من علماء السّلف رحمهم الله تعالى بيّنوا لنا القول الفصل في حكم الشّرع على الرّافضة، وهو القول بكفرهم ووجوب قتال من أظهر بدعته منهم خاصّة وإن كان بطائفة ممتنعة منهم، وفي تكفيرهم ووجوب قتالهم أدلّة من الكتاب والسّنّة.


وممّا استفيض من أقوال السّلف في الحكم بكفرهم:


فممّا ورد عن الإمام أحمد رحمه الله، ما روى الخلال عن أبي بكر المروديّ، قال: "سألت أبا عبد الله عمّن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟، قال: "ما أراه على الإسلام"، وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال سمعت أبا عبد الله قال: "من شتم أخاف عليه الكفر مثل الرّوافض"، ثمّ قال: "من شتم أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدّين".


وجاء في كتاب [السّنّة] للإمام أحمد قوله عن الرّافضة، "هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويسبّونهم، وينتقصونهم، ويسبون الأئمّة إلا أربع، عليّا وعمّار والمقداد وسلمان، وليست الرّافضة من الإسلام في شيء".


وقال الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى في [خلق أفعال العباد]: "ما أبالي صلّيت خلف الجهميّ والرّافضيّ أم صلّيت خلف اليهود والنّصارى، ولا يسلّم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهّدون ولا تؤكل ذبائحهم".


وقال الإمام أحمد بن يونس، الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلا: "اخرج إلى أحمد بن يونس فإنّه شيخ الإسلام"، قال -أي الإمام أحمد بن يونس-: "لو أنّ يهوديّا ذبح شاة، وذبح رافضيّ لأكلت ذبيحة اليهوديّ، ولم آكل ذبيحة الرّافضيّ، لأنّه مرتدّ عن الإسلام".


وقال الإمام بن حزم رحمه الله تعالى في ردّه على النّصارى الذين يستدلّون بتحريف القرآن من أقوال الرّافضة: "وأمّا قولهم -يعني النّصارى- في دعوى الرّوافض تبديل القرآن، فإنّ الرّوافض ليسوا من المسلمين".


وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى في الصّارم المسلول: "من زعم أنّ القرءان نقص منه آيات، أو كتمت، أو زعم أنّ له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم، ومن زعم أنّ الصّحابة ارتدّوا بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنّهم فسّقوا عامّتهم، فهذا لا ريب أيضا في كفره، لأنّه مكذّب لما نصّه القرءان في غير موضع من الرّضى عنهم، والثّناء عليهم. بل من يشكّ في كفر مثل هذا فإنّ كفره متعيّن، فإنّ مضمون هذه المقالة أنّ نقلة الكتاب والسّنّة كفّار أو فسّاق، وأنّ هذه الآية التي هي: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ۱۱۰]، وخيرها هو القرن الأوّل كان عامّتهم كفّارا أو فسّاقا، ومضمونها أنّ هذه الأمّة شرّ الأمم، وأنّ سابقي هذه الأمّة هم شرارها، وكفر هذا ممّا يعلم بالاضطرار من دين الإسلام".


وقال أيضا عن الرّافضة: "إنّهم شرّ من عامّة أهل الأهواء، وأحقّ بالقتال من الخوارج".


وقال الإمام السّمعانيّ رحمه الله في الأنساب: "واجتمعت الأمّة على تكفير الإماميّة لأنّهم يعتقدون تضليل الصّحابة، وينكرون إجماعهم، وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ - العدد (351)
التفريغ من إعداد :  مؤسسة الخير الإعلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 05, 2022 6:00 pm

مقتطف من كلمة
 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا)
للشيخ المجاهد أبي عمر المهاجر -حفظه الله تعالى-




وأما النداء الذي نطلقه اليوم فموجه إلى الأمة الإسلامية وأبنائها، ماذا تنتظرون؟ لقد تمايز الكفار فيما بينهم فبين معسكر شرقي شيوعي وبين معسكر غربي رأسمالي، يتناحر الكفار على سيادة العالم، ولقد باتتِ الدولُ الشيوعية صغيرها وكبيرها تتطاول على هبل العصر أمريكا، و والله ما كسرَ شوكتها وأرغمَ أنفها وصغّرها في عيونهم سوى المجاهدينَ في سبيلِ اللهِ، ابتداءً من الشرارة التي انطلقت من العراق إلى يومنا هذا، وها هي غيوم الحرب أبرقت وأرعدت فتارة تمطرُ هنا وتارة تمطر هناك، وعما قريب بإذن الله تسيل وديانُ الدم الصليبي والمجوسي والرافضي وغيرهم من الكفرة في شتى بقاع الأرض، فلا تظنوا بأنكم ستبقوْنَ في منأى عن هذه الحرب، فإن عباد الصليب سيقحمون طواغيت بلادكم فيها شاءَوْا أم أبَوْا فانظروا لأنفسكم واعتبروا بغيركم قال تعالى: {‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}. ولقد روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا القِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ، قَالَ: وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا، فَقَالَ: (‌مَنْ ‌قَاتَلَ ‌لِتَكُونَ ‌كَلِمَةُ ‌اللهِ ‌هِيَ ‌العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ).
وها هي الدولة الإسلامية -أعزها الله-، الدولةُ الوحيدةُ التي تدعوا إلى دين الله وتحكيم شريعته وإعلاء كلمته، بلا تدليسٍ ولا تلبيسٍ ولا مداهنةٍ، تدعوكم للالتحاق بها ونصرتها حتى تكون درعا لكم ولجميع المسلمين وحصنا من الكفر وأهله، فالنجاء النجاء يا أيها العقلاء، وأخصُّ بالذكرِ عمومَ المسلمينَ في شرقِ آسيا في الفلبينَ وسنغافورةَ وماليزيا وإندونيسيا، وفي الهند والبنغال وباكستان، لقد رأينا أنكم مستضعفون ولكن ليس من قلة بكم، فأنتم أمثالُ النجومِ عددا، ولكنكم أقل عزيمة وجلدا، ولقد أكلكم الخوف وعدم الجرأة على نصرة دين الله ومحاربة أعدائه، فدونكم إخوانكم المجاهدين في الدولة الإسلامية فالتحقوا بهم وانصروهم وكونوا عونا لهم في قتالهم للهندوس والشيوعين والكفرة والمرتدين من أبناء جلدتكم، فلقد أكثر أعداؤكم الطعن في دينكم، فإلى متى أنتم تصمتون وفي الذل والهوان تمكثون، فمم تخافون؟ وأنتم برغم صمتكم تقتلون وتعذبون وتهانون، وما نقموا منكم إلا أنكم مسلمون، ولقد أمن جانبكم الهندوس فطعنوا في دينكم وشتموا نبيكم -بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام-، فبأي وجه تلقون الله سبحانه وتعالى وبأي حجة تحتجون؟، أيغار عباد البقر على بقرتهم، وعباد الفئران على فأرتهم، ولا تغارون على دينكم وعرض نبيكم، إنها والله الذلة والهوان وحب الدنيا كما أخبر الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه فقَدْ رَوَى الإمامُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدَيْنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (‌إذَا ‌تَبَايَعْتُمْ ‌بِالْعِينَةِ وَاتَّبَعْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تُرَاجِعُوا دِينَكُمْ). فراجعوا دينكم وانصروا إخوانكم وجاهدوا في سبيل الله تنالوا خيري الدنيا والآخرة بإذن الله.


وإلى أهل السنة في إفريقية، لقد سطعَت عندكم شمسُ الحق واضحةً جليةً، فها هم المجاهدون اليومَ بفضل الله يملؤون أرض إفريقية قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، في توسع وتمدد للمسلمين، وعزةٍ ونصرٍ وتمكينٍ، بفضل من الله وحده، ولقد أَجْلَوْا عن سماء إفريقية غبارَ عقودٍ من الاستعبادِ الصليبي لأبنائها وسرقة خيراتها، فانظروا إلى الذل الذي كنتم فيه وارفعوا أبصاركم إلى العز الذي عليه أبناء الدولة الإسلامية اليوم، فبعد أن كنتم تساقون خدما لاستخراجِ خيراتِ بلادِكم ليأخذَها الصليبيون وبعد أن كان أبناؤكم يقطعون آلاف الأميال وآلاف المخاطر والأهوال ليصلوا إلى أوروبا أذلة ليعملوا مقابل دراهم معدودة، منَّ الله عليكم بأن أخرج منكم رجالا أشداء، أبوا الضيم وحملوا على عاتقهم نصرة دين الله ومحاربة الصليبِ ومن والاه، وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فبتنا بفضل الله نسمعُ اليومَ وبكلِّ فخر عن قتل ونحر وسحق ودحر وتهجير للنصارى وتدمير لجيوش الصليب والردة في إفريقية، فأبشري يا إفريقية لقد عاد أحفاد الصحابة الفاتحين، لإعادة النصر والتمكين، لشريعة رب العالمين، فسارعوا يا أبناء الإسلام، واشحذوا كل مهند صمصام، وقاتلوا أعداء الله اللئام، بانضمامكم اليوم إلى دولة الإسلام، فلقد كان من الأعمال المباركة لجنودها الأبطال الثأرُ لإخوانهم المسلمين الذين قتلهم التحالف الصليبي في سرت والموصل والرقة وغيرها من ولايات الدولة الإسلامية، فقام أسود إفريقية للثأر فقتلوا النصارى وشردوهم وحرقوا وهدموا منازلهم وهذه بتلك ولم ندرك ثأرنا بعد والقادم أدهى وأمرّ وليعيشن النصارى رعبا تنخلع منه قلوبهم وتشيب منه مفارق ولدانهم إن شاء الله؛ وذلك لحربهم على المسلمين وقتالهم لعباد الله المجاهدين، {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (363)
الخميس 9 ربيع الآخر 1444هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 16, 2022 6:14 pm

مقتطفات نفيسة (36) 
من كلام أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي - تقبله الله تعالى -


أيها المسلمون :
من ظن منكم أن بمقدوره أن يسالم اليهود والنصارى والكفار ويسالمونه، فيتعايش معهم ويتعايشون معه، وهو على دينه وتوحيده، فقد كذب صريح قول ربه عز وجل ، الذي يقول : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم).


فهذا حال الكفار مع المسلمين إلى قيام الساعة؛ ( ولن تجد لسنت الله تحويلا)، وإن قتال الكفار والهجرة والجهاد ماض إلى قيام الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)، وقال صلى الله عليه وسلم: ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم)، وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة هذه الأمة).
ـــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (364)
الخميس 16 ربيع الآخر 1444هـ.


عدل سابقا من قبل مسلمة في الأربعاء نوفمبر 23, 2022 3:48 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2022 3:48 pm

مقتطف من كلمة "َوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله تعالى-


يا أهل السنة في جزيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- أين أحفاد الصحابة فيكم، أين غيرتكم على دينكم وأمتكم؟ أين مروءتكم وشهامتكم؟ أما ترون حال أهل السنة في العراق والشام واليمن؟ أو تظنون أنكم بمنأى عما يلاقيه أهل الإسلام من الكرب والبلاء؟ ثبوا من رقادكم وسكرتكم وانفضوا غبار الذل عنكم، فما عاد طغيان وكفر دولة آل سلول قبحهم الله بخاف حتى على صبيانكم، وقد عزموا على تغريبكم وعلمنتكم في حملة ممنهجة سعيا لإكفاركم وتدمير منهج أهل السنة والجماعة على أرضكم، يا أحفاد الفاتحين حطموا حاجز الخوف المتوهم في نفوسكم ولا تعولوا على أشباه الرجال ممن يسمون بالعلماء، فقد باعوا دينهم لهذا الطاغوت وأرخصوا الأعراض إرضاءا لنزواته وشهواته، وخدروكم بدعوى الأمن الزائف على أرضكم وخوف الفتنة والقتل، إن الفتنة الشرك إن الفتنة أن يقتل أبناؤكم على غير ملة الإسلام في سبيل نصرة الطاغوت والوطنية، إن الفتنة أن تنطلق طائرات القتل والدمار من أرضكم يقودها أبناؤكم وبفتاوى القتلة المجرمين بلاعمة العصر لتقصف مدن وبلدات أهل السنة في العراق والشام وتسويها بالأرض، نصرة وإعانة للصليبيين وتمكينا للنصيرية والرافضة وملاحدة الأكراد من رقاب أهل السنة، ومن منا لم يسمع بدعم الملاحدة الأكراد بمئة مليون دولار كما صرحوا بذلك، وبدعمهم اللامحدود لرافضة العراق؟ أما في جزيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- من يقف في وجه هؤلاء المرتدين السفهاء؟ انهضوا يا آساد النزال في الحجاز ونجد والبحرين وأعدوا العدة وجهزوا السرايا وعبئوا الكتائب واستعينوا بالله لخلع هؤلاء المرتدين الخونة أحفاد أبي رغال الذين طال شرهم ومكرهم بأهل السنة في كل مكان، وأبوا إلا أن يكونوا العين الساهرة للصليبيين واليد الباطشة بالمسلمين اليوم، فإنه لا صيانة للدين والعرض من دون دم مهراق وقلب للآخرة تواق.


ويا أهل السنة في الأردن ألأجل رغيف خبز تضجون وحكم الله وشرعه في أرضكم مضيع مبدل قد عفا رسمه فلا يرى، كفاكم جريا خلف السراب واكفروا بالأحزاب فإن صلاح الحال لن يكون إلا بخلع هؤلاء الطواغيت الجاثمين على البلاد وبإقامة شرعة رب العباد، فأقبلوا على ربكم ودينكم أين أصحاب العزمات منكم كفوارس السلط والفحيص وليوث الكرك والزرقاء وإربد ومعان، أين الأنجاد أين أهل الشداد ليفهموا ذنب الروم وكلب اليهود من هم أبناء الإسلام من هم المجاهدون، فإن للموحدين ثأرا قد أقسموا برب البيت أن لا يضيعوه وإن غدا لناظره لقريب، واعلموا يا أهل الإسلام أن النصر والتأييد بيد الله وحده: {إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]، قال الإمام الطبري في تفسيره: "{فلا غالب لكم} من الناس، يقول: فلن يغلبكم مع نصره إياكم أحد، ولو اجتمع عليكم من بين أقطارها من خلقه، فلا تهابوا أعداء الله لقلة عددكم وكثرة عددهم، ما كنتم على أمره واستقمتم على طاعته وطاعة رسوله؛ فإن الغلبة لكم والظفر دونهم"، فاستنزلوا النصر من الله وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.


… يا أجناد الخلافة في العراق والشام وخراسان واليمن، وشرق آسيا وغرب إفريقية ووسطها والصومال وليبيا وسيناء ونجد والحجاز وتونس والجزائر والقوقاز وكشمير، يا جنود الإسلام وحملة لوائه يا ليوث الغاب وأسد الميدان، ضعوا نصب أعينكم قول ربكم: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 36 – 38] وقوله سبحانه: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 139 – 140] فاسعوا للنصر مجتهدين باذلين، واطلبوا الشهادة صابرين محتسبين، وتوكلوا على من بيده ملكوت كل شيء، وارجوه العون والسداد والهداية والرشاد، وواصلوا المسير، فهذا طريق الرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، هجرة وقتال، دماء وأشلاء، ولا يهولنكم أو يغرنكم كثرة المنتكسين أو المخذلين والمخالفين، والزموا غرز الجماعة، وإياكم والاختلاف على أمرائكم، وليحفظ كل امرئ منكم ثغره ولا يؤتين الإسلام من قبله، فالطبيب والإعلامي، والقاضي والدعوي، والمحتسب والأمني والإداري، كل في جهاد وجلاد وصبر واحتساب، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، واحذروا ممن يريد أن يحرّش بينكم وبين أمرائكم، ويحيي الضغائن ودعوى الجاهلية بين أظهركم، وعضوا بالنواجذ على وصية نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، حين قال: (وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية، فهو من جثاء جهنم) قالوا: يا رسول الله، وإن صام، وإن صلى؟ قال: (وإن صام، وإن صلى، وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل).


وأبشروا بالمعية والتأييد وإن قل الناصر والمعين، ففي صحيح مسلم قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ - العدد (365)
الخميس 23 ربيع الآخر 1444 هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 17, 2022 7:23 pm

" مقتطفات نفيسة " (37) 
من كلام الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني تقبله الله تعالى :
***


ويا جنود الدولة الإسلامية؛ خذوا عنا كلمات :


لا تخشوا على الخلافة، فإن الله تبارك وتعالى يحفظها، ويُصلح لها من يقيمها، وإنما اخشوا على أنفسكم، حاسبوها، وتوبوا وأوبوا لربكم.


ولقد مر على الدولة الإسلامية ومنذ نشأتها الأولى وحتى اليوم؛ من الفتن والمحن والشدائد والزلازل ما يهد الجبال من فقد القادة واستحرار القتل، وكثرة الأسر ، ونقص في الأنفس والثمرات والأموال. 
وصمدت بفضل الله وحده من شدة إلى شدة ومن كربة إلى كربة، ومن محنة وفتنة إلى فتنة ومحنة، ولا تعصف داهية بالدولة إلا ويقول العارف بحالها: هلكت؛ فما تلبث أن تنجلي والله وحده يعلم كيف انجلث.
إلا وتنزل نازلة فيقول العارف: ليس لها زائلة، فيرفعها الله.
فتأتي التي بعدها، فنقول: هذه هذة! وهكذا؛ فلا تنزل داهية أو يقع كرب إلا وجاء الفرج من حيث لم نتوقع أو نحتسب ؛ لا نفقد قائداً أو يقتل أمير إلا ويُهيئ الله مكانه من يُحسن التدبير، ويتابع المسير، حتى نتفاجأ بحسن أدائه، وعظيم بلائه، وشدة إتقانه عمله، وأنه أنكى بأعداء الله وأغيظ لهم ممن قبله، وقد كنا من قبل نظن أن لن نجد من يسد مسده! فالحمد لله الذي صدق وعده ونصر جنده، وأقام هذه الخلافة وحده.
ـــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ - العدد (368)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 17, 2023 3:00 pm

"مقتطفات نفيسة" (38)
من كلام الشيخ المجاهد أبي عمر المهاجر حفظه الله تعالى :
***


ويا أبناء الأمة الإسلامية هلُمُّوا أيديكم وبايعوا خليفةً حمل على عاتقه نصرة دين الله
والمستضعفين من المسلمين أينما كانوا وتحكيم شرع الله في كل بقعة مكنه الله فيها، وأخذ على نفسه عهدا بفك أسرى المسلمين في كل مكان مستعينا بالله متوكلا عليه، وبمحاربة أعداء الله أينما ثقفوا بحول الله وقوته، فوجبت والله طاعته ونصرته وإعانته فلا تتأخروا عما أوجبه الله عليكم قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: بِالْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ)، وقال ابن حزم رحمه الله: "لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين ليس في عنقه لإمام بيعة"، ووالله لا أعلم إماما غيره يدعو إلى دين الله على بصيرة وإلى تحكيم شرع الله واتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


وليعلم القاصي والداني أننا لا يَثنينا البلاء ولا تزلزلنا الشدة واللأواء ونسأل الله العافية، ولن يمنعنا الثقلان من نصرة دين الله والجهاد في سبيله إن شاء الله حتى تكونَ كلمة الله هي العليا ويكونَ الدين كله لله، وأننا على يقين بنصر رب العالمين وأن القتل لا يزيدنا إلا تمسكا بالطريق وصبرا على الكرب والضيق، مستعينين بالله متوكلين عليه متبرئين من حولنا وقوتنا إلى حوله سبحانه وقوته.
ــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ - العدد (373)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالخميس فبراير 02, 2023 1:14 pm

"مقتطفات نفيسة" (39)
من كلام الشيخ المجاهد أبي حمزة القرشي تقبله الله تعالى :
***


وإلى المسلمين في كل مكان
"ها قد بات أمر الطواغيت وحمير العلم التابعين لهم وانصارهم واضحا جليا لكم، بعد أن حذرناكم منهم سنين من بعد سنين، فقد صرحوا بكفرهم وإفسادهم في الأرض وأنهم عبيد عند دول الصليب يأتمرون بأمرهم، فأصبحت صور الولاء والتبعية صريحة أمام أعينكم جلية، فطلبوا من سحرتهم"حمير العلم" أن يبرروا لكم أفعالهم، ليدفعوكم إلى موالاة اليهود مثلهم ولإفسادكم ولإذلالكم ولسلخكم عن دينكم، وياليت قومي يعلمون،فطواغيت العرب الحاكمون لبلاد المسلمين إن لم يكونوا بالأصل يهودا فلقد خضعوا لهم ولجميع طوائف الكفر والردة قبل أن يؤذن لهم بالجلوس عى كرسي الحكم والتشريع، فها قد ظهرت أفعالهم وقد بات أمرهم واضحا لكم، فماذا أنتم فاعلون بعد لأن باعوا رقابكم وأعراضكم للصليبيين واليهود أمام أعينكم علنا؟! هل سنرى خروجكم على الطواغيت وضرب وحرق مؤسساتهم القائمين عليها؟ أم ستبقون خلف منصات التواصل التي خدعتم بها أنفسكم لسنوات طويلة تفرغون غضبكم بالاستنكارات والإدانات وما يسمى "بالغضب العارم"، فليعلم المسلمون في كل مكان ، بأننا أحرار لا عبيد، وأن الحديد لا يُفَلُّ بالاستنكارات والإدانات والوعيد، بل بالقوة والبأس الشديد".
ــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ - العدد (375)
الخميس 4 رجب 1444 هـ

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2023 4:17 pm

مقتطف من كلمة "انفِروا خِفافًا وثِقالًا"
للشيخ المجاهد أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي -تقبله الله تعالى-


قال الله عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} وقال سبحانه: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال سبحانه: {وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.


أيّها المسلمون: يا من رضيتم بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيّاً ورسولاً، يا من تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله، لن ينفعكم القول بلا عمل، فلا إيمان بلا عمل، فمن قال ربي الله؛ فعليه إن كان صادقًا أن يطيع الله عز وجل الذي كتب القتال، أي فرضه على من يؤمن به، وأمر بالجهاد في سبيله، ووعد لمن امتثل أمره، وأوعد لمن عصاه، ومن قال نبيي محمد -صلى الله عليه وسلم- فعليه إن كان صادقًا في دعواه؛ أن يقتدي به -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: (والذي نفس محمدٍ بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدتُ خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكني لا أجد سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي، والذي نفس محمد بيده لوددتُ أن أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل)، فأين أنت أيها المسلم من أمر ربك؟ الذي أمرك بالصيام في آية واحدة، وأمرك بالجهاد والقتال في عشرات الآيات؟


أين أنت من نبيك -صلى الله عليه وسلم- الذي تزعم أنك تقتدي به والذي أفنى عمره -صلى الله عليه وسلم- مجاهدًا في سبيل الله، مقاتلاً لأعدائه، وقد كُسِرَت في القتال رَباعيّتُه، وشجَّ في جبهته، ودخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر، وهُشِمَت البَيضَةُ على رأسه، وسال الدم على وجهه، بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين.


أيّها المسلم: يا من تزعم حب الله عز وجل وحب نبيه -صلى الله عليه وسلم- إن كنت صادقًا في زعمك فأطع محبوبك وقاتل في سبيله، واقتدِ بحبيبك -صلى الله عليه وسلم-، ولا تمت إلا وأنت مجاهد في سبيل الله.


{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.


أيّها المسلمون: إن سنة الله تبارك وتعالى أن يستمر الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا}، وقد ابتلى سبحانه عباده بهذا الصراع، ليميز الخبيث من الطيب، والكاذب من الصادق، والمؤمن من المنافق، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.


لقد فرض عليكم ربكم سبحانه الجهاد في سبيله، وأمركم بقتال أعدائه ليكفّر عنكم سيئاتكم، ويرفع درجاتكم، ويتخذ منكم شهداء، ويمحّص المؤمنين، ويمحق الكافرين، وإلا فهو قادر سبحانه أن ينتصر منهم، {وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ}، {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.


أيّها المسلمون: من ظنّ منكم أن بمقدوره أن يسالم اليهود والنصارى والكفار ويسالمونه فيتعايش معهم ويتعايشون معه، وهو على دينه وتوحيده فقد كذّب صريح قول ربه عز وجل الذي يقول: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، فهذا حال الكفار مع المسلمين إلى قيام الساعة؛ {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلًا}، وإن قتال الكفار والهجرة والجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم تعال صلِّ لنا، فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة هذه الأمة).


أيّها المسلمون: لا يظن أحد أن الحرب التي نخوضها هي حرب الدولة الإسلامية وحدها، وإنما هي حرب المسلمين جميعًا، حرب كل مسلم في كل مكان، وما الدولة الإسلامية إلا رأس الحربة فيها، وما هي إلا حرب أهل الإيمان ضد أهل الكفر، فانفروا إلى حربكم أيها المسلمون في كل مكان، فهي واجبة على كل مسلم مكلف، ومن يتخلف أو يفرّ يغضب الله عز وجل عليه، ويعذبه عذابًا أليمًا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}، {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.


فلا عذر لأي مسلم قادر على الهجرة إلى الدولة الإسلامية، أو قادر على حمل السلاح في مكانه، فإن الله تبارك وتعالى أمره بالهجرة والجهاد وكتب عليه القتال.


وإنّا نستنفر كل مسلم في كل مكان للهجرة إلى الدولة الإسلامية أو القتال في مكانه حيث كان، ولا تظنوا أنا نستنفركم عن ضعف أو عجز، فإننا أقوياء بفضل الله، أقوياء بالله، بإيماننا به، واستعانتنا به، ولجوئنا إليه، وتوكلنا عليه وحده لا شريك له، وبحسن ظننا به، لأن المعركة هي بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فإن الله عز وجل سينصر جنده، ويستخلف عباده، ويحفظ دينه، وإن كانت الأيام دول، والحرب سجال، وإن كان القرح يمسس الفريقين.


لا نستنفرك أيها المسلم عن ضعف أو عجز؛ نستنفرك نصحًا لك، وحبًا بك، وشفقة عليك، نذكرك وندعوك حتى لا تبوء بغضب الله وعذابه وعقابه، وحتى لا يفوتك هذا الخير الذي يناله المجاهدون في سبيل الله من خيري الدنيا والآخرة؛ من تكفير الذنوب، وكسب الحسنات، ورفع الدرجات، والقرب من الله عز وجل، ورفقة الأنبياء والصدّيقيين والشهداء والصالحين.


نستنفرك لتخرج من حياة الذل والمهانة والصَّغار، حياة التبعية والضياع والفراغ والفقر، إلى حياة العزة والكرامة والسيادة والغنى.
{وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (376)
الخميس 11 رجب 1444هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2023 8:42 pm

مقتطف من كلمة "صَدَقَ الله فَصَدَقَه"
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر-تقبله الله تعالى-


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:


فإنه لما كان الجهاد قُبّة الإسلام وذروة سنامه، وهو في زماننا من آكدِ فروضِ الأعيان بعد توحيدِ ربنا الكبير المتعال، صار لِزامًا على حملة لوائه التزوّد بما يكون لهم عونًا على مكابدة لأوائه، وتحمل بلائه، فما للعبد أمضى من الصبر واليقين والتقوى، وما بيده شيءٌ من الحيل أنفذ منهن وأبقى، قال ربنا تبارك وتعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران].


وقد جعل الله الصبر جوادًا لا يكبو، وصارمًا لا ينبو، وجندًا لا يُهزم، وحصنًا حصينًا لا يُهدم ولا يُثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عُدةٍ ولا عدد، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد، وهو من المهمات، وأعظم الواجبات لتحمل المتاعب والمشاق، وإن كان واجبًا بأنواعه على كل مسلم، فإنه على أهل الجهاد من باب أولى وأولى، ولهذا أمر الله به إمام المجاهدين وقدوتهم صلى الله عليه وسلم فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل]،
وبالصبر يَتِمُّ اليقين بالوعد، وقد جمع الله بينهما في قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم].


وربنا سبحانه مالك الضُّر والنفع، وهو المتصرف في خلقه بما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه، وهو الذي خضعت له الرقاب، وذلّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كلّ شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعلوه وقدرته، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه، وهو الحكيم في جميع أفعاله، الخبير بمواضع الأشياءِ ومحالها، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، قال جل شأنه وتقدست أسماؤه: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [الأنعام].


فمهما حشَّدت أمم الكفر وألّبت، ومكرت وخططت، وهدّدت وهدّمت، فلن يضروا عباد الله الموحدين المجاهدين شيئًا، لأن من استعلى بإيمانه، لا يقعده أذى أهل الدنيا عن جهاده لعدوه وإن بلغ أذاه المنتهى، راضٍ بقضاء الله وقدره وسنته الماضية في خلقه، قد جرّد قلبه من الهوى، فاتّقد الحق فيه وغشّاه اليقين، ما كان له الخيرة يومًا، ولا التقدّم بين يديّ الله ورسوله، لأن القضية قضية كفر وإيمان، فسطاطان متمايزان لا يلتقيان، ولم تزده الوقائع إلا تجلدًا وثباتًا، ويقينًا بالوعد الصادق، لأن الله هو القاهر الملك الغلاب، إليه المفزع إن ادلهم الخطب وإليه المآب، حذَّر وأنذر، وبشّر بالنصر من آمن به وهاجر في سبيله وجاهد وصبر، قال تبارك وتعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} [البقرة]، وقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران]، وقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة].


وإن مما ينبغي أن يعلمه حملة لواء الإسلام من جنود الخلافة وأنصارها؛ عظيم المقام الذي هم فيه، وجزيل الأجر الذي ينتظر الصادقين الثابتين منهم، فهنيئًا لمن أقامه الله في سُوح الجهاد، يراغم أمم الكفر ويسعى باذلًا كل ما يملك، محتسبًا الأجر عند خالقه جلّ وعلا، يرجو الثواب والنوال، مرخصًا ذلك في سبيله ونصرة دينه، وإقامة شرعه، وكان مـمّن جاهد في الله ليصل إليه، ويتصل به، واحتمل في الطريق إليه ما احتمل، فلم ينكص، ولم ييأس، وصبر على فتنة النفس، وفتنة الناس، فحمل أعباءه وسار في ذلك الطريق الشاق المحفوف بالمكاره والآلام، فحاشا لله وكلا أن يتركه وحده، ولن يُضيع إيمانه، ولن ينسى جهاده؛ بل سينظر إليه من عليائه فيرضاه، وسينظر إلى جهاده إليه فيَهْدَيَه، وسينظر إلى محاولته الوصول فيأخذُ بيديه، وسينظر إلى صبره وإحسانه فيجازيه خير الجزاء، قال وقوله الحق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت]، وإنَّ الفضل الذي لا يُضاهى، والخير الذي لا يتناهى في الجهاد وأجره أكثر من أن يُحصر، وحسبنا أن نذكر طرفًا من ذلك حثًا على المسارعةِ والبِدَار، وقطع لمهامه وركوب الأخطار، فمن ذلك: أن الجهاد في سبيل الله هو سبيل عِزّ المسلمين ولا سبيل سواه، وفي التنكّب عنه بلاءُ الأمة وشقاؤها، كما هو واقعها اليوم، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) وبالجهاد في سبيل الله تنصر الملة، وينشر الدين، قال صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) فهذا خير الجهاد المتعدي نفعه على الأمة، بل على البشرية جمعاء.


وأما ما اختُصّ به أهله من الكرامة إن قُتِلوا وماتوا في سبيل الله، فدل على عظيم ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ) فالجهاد لا يعدله شيء من الأعمال، كما روى مسلم في صحيحه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: (لَا تَسْتَطِيعُونَهُ)، قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: (لَا تَسْتَطِيعُونَهُ)، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى)، ورباط يوم فيه خير من الدنيا وما عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)، وأما ما فضَّل الله به المجاهد من الدرجات العُلى من الجنة، ففيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)، فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: (وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)، وهو سبب لمغفرة الذنوب وخير من الاعتزال للتعبد، كما روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "مرّ رجلٌ مِن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بشِعبٍ فيه عُيَيْنَة مِن ماء عذبة، فأعجَبَتْه لطيبها، فقال: لو اعتزلْتُ الناس فأقمتُ في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكَر ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: (لا تفعل، فإنّ مَقامَ أحدِكُم في سبيلِ الله أفضَلُ مِن صلاتِهِ في بيتِهِ سَبعِينَ عَامًا، أَلَا تُحِبُّونَ أنْ يَغفِرَ الله لكُم ويُدخِلَكُم الجنَّةَ، اُغزُوا فِي سَبيلِ الله، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبيلِ الله فُواقَ نَاقَةٍ وَجَبتْ لَهُ الجَنَّةَ)، ومعنى الفُواق: مقدار ما بين الحلبتين، وأما ثواب الشهيد وما يحظى به من الكرامة عند ربه؛ فأخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: (للشهيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصالٍ: يُغفرُ لهُ في أولِ دفعةٍ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد (383)
الخميس 1 رمضان 1444هـ
التفريغ من إعداد: موقع إعلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 5:35 pm

مقتطفات نفيسة (40)
 من كلام الشيخ المجاهد أبي حمزة القرشي تقبله الله تعالى:


وإلى أجناد الخلافة في كلّ مكانٍ
" نوصيكم بأن تستشعروا ثقل الأمانة التي ألقيت على عواتقكم، فلقد حملنا أمانةً عظيمةً، أبت حملها السماوات والأرض والجبال وأشفقن منها، فالله الله فيما استُؤمنتم عليه، والله الله في نصرة المستضعفين ورفع الظّلم عن المظلومين، فأنظار الموحّدين في مشارق الأرض ومغاربها ترقب طلائعكم، وآمالهم بعد الله تعالى فيكم.


واعلموا أنّ العالم كلّه مقبلٌ على أمورٍ عظيمةٍ، وأنّ ما تشاهدونه اليوم ما هو إلا إرهاصاتٌ لتحوّلاتٍ كبرى، ستشهدها بلدان المسلمين في الفترة المقبلة، بإذن الله تعالى، وسيكون فيها فرصٌ أعظم من التي يسرها الله تعالى لكم، قبل عقدٍ من الزمان في بعض البلدان، التي شهدت من الأحداث ما تعرفون.


فأعدّوا للمرحلة القادمة ما تستطيعون من القوّة ومن رباط الخيل، وأرهبوا أعداء الله وأعداءكم، وآخرين من ورائهم لا تعلمونهم، الله سبحانه بهم خبيرٌ عليم.


ونوصيكم بالشّدّة على أعداء الله الكفرة، خاطبوهم بالسيوف المرهفات، وسعّروا الغزوات ولا توقفوا الغارات، ولا تتركوا يوماً يمر على المرتدّين وأسيادهم الصليبيين إلا وقد نغصتم فيه عيشهم ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ  العدد (406)
الخميس 15 صفر 1445 هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

|| مُقتطفـات نفيـسَة || Empty
مُساهمةموضوع: رد: || مُقتطفـات نفيـسَة ||   || مُقتطفـات نفيـسَة || I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 5:38 pm

مقتطفات نفيسة (41) 
من كلام الشيخ المجاهد أبي حمزة القرشي تقبله الله تعالى:


وَسَيَعْلَمُ الكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار


" وقد كنّا ولا زلنا -بحمد الله وحده- شوكةً في حلوق الأحزاب المنحرفة عن الشّريعة، المبدّلة لدين الله تعالى، وكنّا ولا زلنا -بحمد الله وحده- سدّاً مانعاً أمام مساعيهم لإضلال المسلمين وإفساد عقائدهم وسوقهم إلى مهاوي الدّيموقراطية والوطنية وموالاة المشركين.


ولو لم يكن للدّولة الإسلامية إلا أنّها منعت عشرات الألوف من شباب المسلمين من القتال والموت تحت الرايات الكفرية والعمية فيخسروا بذلك دينهم ودنياهم لكفاها ذاك؛ فكيف وقد أقمنا الدّين، وحكمنا الأرض بشرع رب العالمين، ونصّبنا الإمام لنوحّد جماعة المسلمين، رغم أنف الصّليبيين، ورغم أنف أتباعهم المرتدّين، وذاك سبب عدائهم لنا وتكالبهم علينا ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة النبأ  العدد (407)
الخميس 22 صفر 1445 هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
|| مُقتطفـات نفيـسَة ||
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: الصوتيات والمرئيات والدروس العلمية-
انتقل الى: