المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جبحـثالتسجيلدخول

 

 جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 28, 2021 1:20 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


ـــــــــــــــــــ
النبأ - العدد (301) ـــ الخميس 17 محرم 1443هـ
ـــــــــــــــــــ


جاهُ الأكـارم (1)
( الإيـثـار)


..
..
جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Bf0c22acc0372ede1eac97607714b15cca3bffd9

الأمل بالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأمل بالله




تاريخ التسجيل : 18/06/2021

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 29, 2021 9:19 am

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للأسف ماتظهر لنا الصورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 30, 2021 2:38 am

الأمل بالله كتب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للأسف ماتظهر لنا الصورة
 الصورة تظهر لدي، فلربما الخلل عندك في المتصفح.

لكنني على كل حال سأحاول تفريغ المقالة فيما بعد إن شاء الله.

الأمل بالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2021 4:04 am

بسم الله الرحمن الرحيم


ـــــــــــــــــــ
النبأ - العدد (301) 
ـــــــــــــــــــ


جاهُ الأكـارم (1)
( الإيـثـار)


..


الحمد لله مجزل العطايا والهبات، والصلاة والسلام على نبي الهدى والمكرمات، وعلى آله وصحبه أولي النهى وأهل النجدات، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم جمع المخلوقات، وبعد


فإن الأخلاق جمال الظاهر وإن كان الإنسان مبتذلا، وهي ثروة من لا ثروة له وجاه من لا جاه له، فصاحب الخلق في الدنيا موقر محبوب، وفي الآخرة مقرب محمود، والأخلاق الفاضلة مما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم كما قال: (إنما بعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق) [البيهقي]، والأخلاق حُلة الداعية وصاحب الرسالة فعامة الناس تقيس الدعوة بخلق صاحبها وتعامله، وههنا طرق لبعض الأخلاق السامية التي تعتبر جاه الأكارم الميامين وسيما الأفاضل الطاهرين، ويأتي في مقدمتها خلق الإيثار، وما أدراكم ما الإيثار؟


الإيثار "فضيلة للنفس بها يكف الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذله لمن يستحقه" [تهذيب الأخلاق لابن مسکویه].


والإيثار "أن يقدم غيره على نفسه في النفع له، والدفع عنه، وهو النهاية في الأخوة" [التعريفات للجرجاني].


فالإيثار هو أكمل أنواع الجود، وهو خلق لا يستطيعه إلا من كمل له الخلق الحسن، فإن بلوغ النفس إلى درجة تستغني فيها عن محبوباتها وملذاتها فتجود بها للغير، يتطلب فصولا من المجاهدة تتساقط خلالها الأنفس الضعيفة، قال ابن العربي رحمه الله: " الإيثار هو تقديم الغير على النفس في حظوظها الدنيوية رغبة في الحظوظ الدينية، وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة، والصبر على المشقة" [أحكام القرآن].


والحض على هذه الخصلة أكده القرآن في مواطن كثيرة، منها قول الله تبارك وتعالى: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر:9] قال شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: وهو يصف الأنصار: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان} من قبل المهاجرين، ويؤثرون على أنفسهم يقول: ويعطون المهاجرين أموالهم إيثارا لهم بها على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة يقول: ولو كان به حاجة وفاقة إلى ما آثروا به من أموالهم على أنفسهم" [التفسير].


وقال ابن كثير: "أي: يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك" [التفسير]


ويقول ابن تيمية: "وأما الإيثار مع الخصاصة فهو أكمل من مجرد التصدق مع المحبة، فإنه ليس كل متصدق محبا مؤثرا، ولا كل متصدق يكون به خصاصة، بل قد يتصدق بما يحب مع اكتفائه ببعضه مع محبة لا تبلغ به الخصاصة" [منهاج السنة]. 


وقال الله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} [آل عمران: 92]، قال الطبري "لن تنالوا أيها المؤمنون جنة ربكم حتى تنفقوا مما تحبون، يقول: حتى تتصدقوا مما تحبون وتهوَون أن يكون لكم، من نفيس أموالكم" [التفسير].


أما في السنة، فما جاء شيء في الترغيب بالإيثار أبلغ من تجده بالعمل بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعدما رباهم عليه وكان لهم قدوة صلوات الله وسلامه عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال: (يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة،فليضمّ أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة، فما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عُقْبة كعُقْبة). (يعني: أحدهم)." فضممت إلي اثنين أو ثلاثة، قال: ما لي إلا عُقْبةٌ كعُقْبةِ أحدهم من جَمَلي " (رواه أبو داود]. فانظر أخي لمعاني الإيثار في الجهاد رغم شدة حالهم وقلة مراكبهم يتعاقبون ركوب الجمال حتى لا يمشي المسافة كلها شخص على رجليه من طول الطريق، ثم تذكر أخي القاعد كيف جهادهم بالأمس وكيف جهاد اليوم؟ أي مشقة تلك التي كانوا يجدونها؟ ومع ذلك جاهد القوم وصبروا وآثر بعضهم بعضا.


وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ (قال:أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم ، قلتَ لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان) [البخاري].


قال ابن بطال:"فيه أن أعمال البر كلما صعبت كان أجرها أعظم، لأن الصحيح الشحيح إذا خشي الفقر، وأمّل الغنى صعبت عليه النفقة، وسوّل له الشيطان طول العمر، وحلول الفقر به، فمن تصدق في هذه الحال فهو مؤْثِر لثواب الله على هوى نفسه، وأما إذا تصدق عند خروج نفسه، فيخشى عليه الضِّرار بميراثه والجوار في فعله". [شرح الصحيح].


وأما ما جاء في قصة أحد تلاميذ المدرسة النبوية وهو أبو طلحة الأنصاري وزوجه رضي الله عنهما حيث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه ليضيف هذا الرجل فما كان عندهم إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم : (من يضيف هذا الليلة رحمه الله)، فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا ، إلا قوت صبياني، قال : فعلّليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه، فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قد عجب الله من صنیعکما بضيفكما الليلة) [رواه مسلم] والمراد بالعجب من الله تعالى أي: رضاه سبحانه بذلك الفعل. قال النووي في شرحه: " وقد أجمع العلماء على فضيلة الإيثار بالطعام ونحوه من أمور الدنيا، وحظوظ النفوس، وأما القربات فالأفضل أن لا يؤثر بها؛ لأن الحق فيها الله تعالى، والله أعلم".


 ومن ذلك أيضا قول أم المؤمنين عائشة وفعلها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حين أرسل إليها يستأذن في أن يدفن بجوار صاحبيه (النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر) فقالت: "كنت أريده (أي موضع الدفن) لنفسي، فلأوثرنَّهُ اليوم على نفسي". ودفنت هي بالبقيع رضي الله عنها.


وقد قسم ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) الإيثارَ وجعله على ثلاث درجات :


 " الأولى: أن تؤثر الخلق على نفسك فيما لا يخْرِم عليك دينا، ولا يقطع عليك طريقا -أي: إلى الله، ولا يفسد عليك وقتا، يعني أن تقدمهم على نفسك في مصالحهم، مثل أن تطعمهم وتجوع، وتكسوهم وتعری، وتسقيهم وتظمأ، بحيث لايؤدي ذلك إلى ارتكاب إتلاف لا يجوز في الدين.


 الثانية: إيثار رضا الله على رضا غيره وإن عظُمت فيه المحن، وثقُلت فيه المؤن وضعُف عنه الطَّول والبدن، وإيثار رضا الله عز وجل على غيره: هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلق وهي درجة الأنبياء.


 الثالثة: أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك، وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا آثرت غيرك بشيء؛ فإن الذي آثره هو الحق لا أنت فهو المؤثر على الحقيقة، إذ هو المعطي حقيقة". ا.هـ مختصرا .


فتأمل أخا الإسلام إن كان هذا حال من آثر غيره ببعض محاب نفسه قد جاء مدحه بالقرآن والسنة فكيف بالذي جاد بنفسه إيثارا منه لتكون كلمة الله هي العليا؟، فآثر على نفسه الأمان ليأمن المسلمون، وفارق الأهل والخلان کي يدافع وينافح عن شريعة الرحمن، وتحمل في سبيل ذلك الجوع والعطش والجراح وتصبر بطون السجون، كله إيثارا لخدمة دين رب العالمين، فذا أمر قل من يستطيعه في هذا الزمان فإن هؤلاء يكابدون عناء شديدا على أنفسهم فأردفهم الله عونا منه فهان كل شيء بأعينهم، وكلما قوي جهاد العبد لنفسه هداه الله السبيل وأرشده الطريق القويم، {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين}؟


والمتصدق يجاهد النفس والهوى والشيطان ليخرج صدقته، فما ظنك بالمجاهد كم سيجاهد غير هؤلاء الأعداء الثلاثة ليوفق للجهاد؟ فهناك علماء السوء والمخذلين والمثبطين والطاعنين ومع ذلك لم تثنه عن الجود بنفسه؛ لما قذف الله في قلبه من النور، فمضى راكبا جواد الموت لا يلفت وجهه، فلقد جادت نفسه راضية تريد جوار الرحمن، هناك هناك حيث الجنة ونعيمها وأعلاه النظر لوجه الله الكريم، فهي دار من أنفق لوجه الله ما أحبَّ، {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 الخميس 17 محرم 1443هـ

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 03, 2021 10:04 am

- فائدة في إثبات صفة العَجَب لله عزَّ وجلَّ :


- العجب : صفةٌ فعليَّةٌ خبريَّةٌ ثابتة لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة.


* الدليل من الكتاب:
1- قولـه تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12].
قال ابن جرير: (قولـه: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ}؛ بضم التاء من عَجِبْتَ؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة عَجِبْتَ؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ؛ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكلُّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه)  (2) .


 وقال أبو زرعـة عبدالرحمن بن زنجلــة: (قرأ حمزة والكسائي:
{بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء...)، ثم قال: (قال أبو عبيد: قولـه: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}؛ بالنصب: بل عجِبتَ يا محمد من جهلهم وتكذيبهم وهم يسخرون منك، ومن قرأ: {عَجِبْتُ}؛ فهو إخبار عن الله عَزَّوجلَّ)  (3) .
وقد صحت القراءة بالضم عن ابن مسعود رضي الله عنه كما سيأتي.


2- وقولـه تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولـهمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: 5].
 نقل ابن جرير هذه الآيــة بإسناده إلى قتادة قولـه: (قولـه: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} : إن عجِبتَ يا محمد؛ {فَعَجَبٌ قولـهمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} : عجِبَ الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت)  (4) .


قال ابن زنجـلة بعد ذكــر قراءة بَلْ عَجِبْتُ بالضم: (قال أبو عبيد: والشاهد لها مع هذه الأخبار قولـه تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولـهمْ، فأخبر جل جلاله أنه عجيب})  (5) .


 * الدليل من السنة:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((لقد عَجِبَ الله عزَّ وجلَّ (أو: ضحك) من فلان وفلانة))  (6) .
2- حـديث أبي هريرة رضي الله عنـه: ((عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنــة في السلاسل))  (7) .
3- عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال: (قرأ عبدالله (يعني: ابن مسعود) رضي الله عنه: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ}؛ قال شريح: إنَّ الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم، فقال: إنَّ شريحاً كان يعجبه رأيه، إنَّ عبدالله كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرأها: {بَلْ عَجِبْتُ})  (8) .


قال أبو يعلى الفراء بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث في إثبات صفة العَجَب: 
( اعلم أنَّ الكلام في هذا الحديث (يعني: الثالث) كالكلام في الذي قبله، وأنه لا يمتنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره؛ إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت عَجَباً هو تعظيم لأمر دَهَمَه استعظمه لم يكن عالماً به؛ لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته)  (9) .


وقال قوَّام السُّنَّة الأصبهاني: (وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يَعْجَبُ؛ لأن العَجَب ممَّن يعلم ما لم يكن يعلم، واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ}؛ على أنه إخبار من الله عزَّوجلَّ عن نفسه)  (10) .


وقــال ابن أبي عـاصم: (باب: في تَعَجُّبِ ربنا من بعض ما يصنع عباده مما يتقرب به إليه)  (11) ، ثم سرد جملة من الأحاديث التي تثبت هذه الصفة لله عزَّ وجلَّ  (12) .


وممن أثبت صفة العَجَب لله عزَّ وجلَّ شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية، وشرح ذلك الهراس بقوله: (قولـه: ((عَجِبَ رَبُّنا…)) إلخ؛ هذا الحديث يثبت لله عزَّ وجلَّ صفة العَجَب، وفي معناه قولـه عليه الصلاة والسلام: ((عجب ربك من شابٍّ ليس لـه صبوة)) ) 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ((جامع البيان في تأويل القرآن)).
(2) ((حجة القراءات)) (ص 606)
(3) ((جامع البيان في تأويل القرآن)).
(4) ((حجــة القراءات)) (ص 607).
(5) رواه البخاري (4889)، ومسلم (2054) بلفظ: ((قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)).
(6) رواه البخاري (3010).
(7) رواه الحاكم (2/466)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (2/415). قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. وقراءة ابن مسعود رضي الله عنه بالضم ثابتة في ((صحيح البخاري)) (4692) بدون كلام شريح.
(8) ((إبطال التأويلات)) (ص 245).
(9) ((الحجة)) (2/457).
(10) السنة (1/249)
(11) وانظر إن شئت: ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/181، 6/123و124).
(12) شرح الواسطية - (ص 202)
المصدر : مبحث : صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
في: موقع الدرر السنية للشيخ علوي بن عبد القادر السقاف.

الغريب يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضياء




تاريخ التسجيل : 02/01/2022

جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-   جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار- I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 11, 2022 1:40 pm

تم جزاكم الله خير

مسلمة يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جاهُ الأكـارم (1) - الإيـثـار-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جاهُ الأكـارم (5) - النّصيـحة -
»  جاهُ الأكـارم (6) -الرِّفْـق-
» جاهُ الأكـارم (7) - الحيـاء -
» جاهُ الأكـارم (8) - الصـمت -
» جاهُ الأكـارم (9) - الصدق -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: مكتبة المنارة :: قسم التزكية والرقائق-
انتقل الى: