الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان وتلميع الجولاني
ما نشهده اليوم من إنسحاب للجيش الأمريكي من أفغانستان ، بعد عدة مشاورات وإجتماعات بين الأمريكان وحركة طالبان في قطر - الدوحة والنتائج التي تمخضت عنها بإنسحاب حلف شمال الأطلسي "الناتو" برفقة القوات الأمريكية ، ماهي إلا إعطاء الضوء الأخضر لطالبان بالإنتشار والتوسع في أفغانستان ، وهذا الذي يجري الآن ..
فطالبان تقوم بالإغارة على مواقع الجيش الأفغاني في عدة مناطق ، وتسقط القطعات تلو القطعات دون مقاومة تذكر ، وهذا بسبب إعتياد القوات الحكومية الأفغانية على الحماية المسبقة من الناتو وامريكا في صد اي هجوم وذلك بالقصف الجوي او الدفاع الأرضي .
هنا نستنتج أن الجيش الأفغاني والحكومة الأفغانية لم تلبي المطالب الأمريكة المسندة على عاتقها وذلك من ضعف في الإمكانيات و عدم القدرة على تفعيل الجهود الرامية لمصلحة أمريكا في البلاد . لذلك لا ترى أمريكا الفائدة منهم ويبدوا أنها إختارات حليفاً إستراتجياً اخر لتلقي إليه المهمة الجديدة .. وهي "طالبان"
❖ سؤال عرضي - طالبان !؟ كيف ولماذا !؟
نعم يا عزيزي هي طالبان .. لأن الهدف لطالبان هو إعادة حكمها المسلوب منها وتسعى لحكم وطني وليس إسلامي وهذا ما يروق للمجتمع الدولي ..
فيما أكدت أجهزة إستخبارات غربية توقعها بأن طالبان ستتمكن من تولي الحكم في البلاد بعد 19 عاماً من الصراع الدائر هناك على الرغم من فقدان تلك الدول "الغربية" و "العربية" الكثير من جنودها هناك .
ولكن مع صعود نجم دولة الخلافة الإسلامية من خراسان إلى غرب إفريقية ، فنجد أن الغرب بحاجة لعنصر قوي من سكان تلك البلدان ليساندهم في إيقاف نمو وصعود أسهم الدولة هناك ، وبطبيعة الأحوال لن يكون الجيش الأفغاني قادراً على ذلك ، فتوكل المهمة للميليشيات والفصائل ذات القدرة والإمكانيات ، "طالبان مثلاً "
ليتمكن الغرب من فتح جبهة جديدة و أفغانستان أخرى ، ولكن هذه المرة ليست بلدا بحد ذاتها ، بل قارة بأكملها ، وهي قارة افريقيا .
وذلك بعد تمكن الخلافة الإسلامية من فرض سيطرتها الواسعة على كثير من المدن والأقاليم في الساحة الأفريقية ، وتلقي القوات الغربية خسائر فادحة هناك في الأرواح والعتاد ، وكما شاهدنا مسبقاً كيف أوقفت فرنسا عملية برخان الصليبية في مالي وتحججت بالأمور السياسية المتقلبة في البلاد . ولكن الحقيقة أن فرنسا تم إستنزافها بشدة هناك .
وكما أسلفنا فإن الغرب قد فقد ثقته في الحكومات العميلة التابعة له وبدأ بإستخدام ميليشيات وكيانات يُمكن أن يُفسح لها المجال في السيطرة ولكن المقابل هو المساعدة في الحرب على الدولة الإسلامية .
وتجلى هذا الأمر في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الجولاني ، الذي يعتبر حليفاً قوياً للغرب وتركيا ، والتي هي عضو في التحالف الدولي بالإضافة لحلف الأطلسي "الناتو"
ومما يؤكد هذا الكلام . أن التحشيدات الحكومية السورية التي كانت على تخوم مدينة إدلب بدأت تنسحب بإتجاه البادية السورية لقتال الدولة الإسلامية ، بعد أن تلقت القوات الحكومية السورية ضربات موجعة هناك، فيما حصلت على الأمان شبه المطلق من مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني ، والذي أكد بدوره في مقابلة سابقة مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث بأن هيئة تحرير الشام لا تشكل خطراً على الغرب ولا تهدد بالتوسع خارج الشام ، وهذا ينطبق مع منظور حركة طالبان في الهدف الوطني في نيل السلطة ،
رغم ذلك فإن الطيران الأمريكي مستمر في قصف بعض مناطق طالبان وبعض مناطق ميليشيا الجولاني مستهدفاً كل من لا يتوافق مع هذه الرؤية المستقبلية .
إذاً أصبح من الواضح أن الغرب يريد تغيير تكتيكه القديم في إستعمال الحكومات الرسمية وجيوشها النظامية كرأس حربة في قتاله دولة الخلافة الإسلامية ، ويتجه لإستخدام الجماعات ذات التوجه الإسلامي "الوهمي" ممن كانوا يحظون بمحبة شعبية "سابقاً" كالقاعدة وطالبان .
فيما تستمر دولة الخلافة الإسلامية في تقدمها على عدة أصعدة ، وفي عدة ولايات غير مكترثة للتخطيط الأمريكي والغربي ،
نسأل الله أن يمكن لهم البلاد وأن يهدي على يديهم قلوب العباد .
- 22 ذو القعدة 1442هـ
أ.عـمـر
@OmaRGrambot
الجمعة يوليو 23, 2021 8:59 pm