المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 فضائل العشر وأيام التشريق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

فضائل العشر وأيام التشريق Empty
مُساهمةموضوع: فضائل العشر وأيام التشريق   فضائل العشر وأيام التشريق I_icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2021 3:36 am

السّلام عليكم ورحمـةُ الله وبركـاته
بسمِ الله الرّحمـنِ الرّحيم


فضائل العشر وأيام التشريق


الحمد لله حمدا كثيرا، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما مزيدا، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم واقتدى بهم إخلاصا وتوحيدا، أما بعد.


فإن من سنن الله تعالى تفضيل بعض المثيلات على بعض لحكم يريدها سبحانه، ولا يسأل عمل يفعل وهم يسألون، وفضّل سبحانه بين الشهور فعظّم أربعة أشهر من اثني عشر شهرا وجعلها حراما فقال سبحانه: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم} | [التوبة: 36]، وهي ثلاثة متتابعات؛ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو رجب، فعظم الله سبحانه شأنها وحرم انتهاكها فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام } [المائدة: 2]، وجعل تعظيم شعائره سبحانه دليل تقوی القلوب وحياتها وصلاحها قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}[الحج: 32]، قال ابن جرير رحمه الله: "فإنها من وجل القلوب من خشية الله، وحقيقة معرفتها بعظمته وإخلاص توحيده " [التفسير]


وقد توعد الله من انتهك حرماته التي حرمها وشرع تعظيمها، ومن ذلك قوله تعالى فيمن انتهك حرمة الإحرام والصيد فيه لمن هو محرم: {ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام } [المائدة:95] وما ذاك إلا لفساد القلوب عند تجرئها على انتهاك حرمات الله.


وقد فضل الله من الأشهر الحرم أيضا العشر الأولى من ذي الحجة، وجعل العمل فيها أحب وأفضل من غيرها، قال عليه الصلاة والسلام: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء)  [أبو داود]، وفي رواية عند أحمد: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

 فهي أيام فاضلات، الأجور فيها مضاعفات، كما جاء عن مجاهد: "العمل في العشر يضاعف".



وهي عشر سبقت عشرات الأيام، لبركتها ولمضاعفة الأعمال فيها وكل عمل فيها خير، من قراءة للقرآن، وبر وصلة وإحسان للعباد، واجتهاد لتكميل لتكميل فضائل النفس، ومن آكد الأعمال فيها قيام الليل وإحياء لياليها، وكان سعید بن جبير رحمه الله إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: لا تطفئوا سرجکم ليالي العشر تعجبه العبادة.



وكذلك الصيام، فيستحب فيها، لما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.



ومنها استحباب الإكثار من الذكر فيها، فقد دل عليه قول الله عز وجل: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات}، فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأيام المعلومات: أيام العشر، وسيد الذكر في هذه الأيام هو التكبير، فيسن إحياء التكبير في كل مكان وعلى كل حال حتى في أبغض البقاع إلى الله وأكثرها غفلة "أسواقها"، وقال البخاري رحمه الله: " وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما"،فإن سُنّ التكبير في مواطن الغفلة فكيف بما سواها؟ 



ويبدأ التكبير المطلق من دخول ليلة أول يوم من أيام العشر إلى آخر أيام التشريق، والتكبير المقيد أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، والسنة فيه للرجال الجهر وللنساء الإسرار.



والتكبير فيه إحياء تعظيم الله وشعائره في النفوس بكثرة سماع قول "الله أكبر" وهي تعني: أنه لا كبير إلا الله تعالى، وكل ما سواه صغير لا يستحق العبادة، فهذا معنى عظيم من معاني التوحيد في هاتين الكلمتين، لذلك سُنَّ الجهر بها وإحياؤها هذه الأيام، وعجبا لمن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان كيف يهمل هذه الأيام؟، وهذه الأيام أعظم غنيمة يختم بها العبد عامه، فمن انتهزها فاز وأفلح ومن فرط فيها خسر وضيع، ومن أحيى الله قلبه عظم شعائره وعرف للأيام المعلومات قدرهن فاستغلها وعمل بها خير عمل وقد أقسم الله بها فقال: {والفجر * وليال عشر}، ولا يقسم الله إلا بعظيم، وذا فضل من فضائلها.



وأفضل العشر يوم عرفة ويوم النحر، فأما يوم عرفة فهو يوم يباهي الله فيه ملائكته، حين يرى عباده مجتمعين شعثا غبرا في موقف عرفة، طالبين متضرعين، مستغفرين تائبين، باكين خاشعين، فيعتق الله ذلك اليوم من النار رقابا كثيرة ما يعتقها في يوم غیره، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) [رواه مسلم]، والسنة لغير الحاج الصيام، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صوم يوم عرفة كفارة سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة) رواه النسائي.



فما ظنك بصيام يوم تكفر فيه سيئات سنتين، فذي فرصة التائبين وذي فرحة الأوابين، جعلنا الله منهم.



ويوم عرفة يوم عظيم من أيام الإسلام فهو اليوم الذي اكتمل فيه الدين وأتم الله به النعمة على المؤمنين، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علیکم نعمتي ورضيت لكم الإسلام} [المائدة: 3].



فدين الله كامل بأحكامه وتشريعاته، بآدابه وسلوكياته بجميع جوانبه، فمن زاد فيه فقد ابتدع ومن أنقص منه أو استبدل به غيره فقد كفر، ولا نجاة للعباد إلا بإقامته كاملا، فمنذ يوم عرفة

الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الدين مكتمل، والسعيد من دخل فيه كاملا صلاة وصياما وجهاد وحجا وتحاكما وأخلاقا ومعاملة.



ثم يوم النحر وهو أفضل أيام العام على الإطلاق فهو يوم الحج الأكبر يوم العَجِّ والثَّجِّ، اجتمعت فيه أمهات أعمال الحج، الرمي والنحر والحلق والطواف، وتلك عبادات حوت معنى الخضوع والعبودية المحضة، فالنحر إهراق الدم إجلالا لله سبحانه فلا ينهر الدم ويهراق إلا لله وحده، كما قال تعالى: {فصل لربك وانحر}، وكل صورة من صور الذبح لغير الله، أو إهراق الدم تعظيما لغير الله فهي شرك أكبر والعياذ بالله، ويعظم الأجر في الهدي والأضاحي بحسن التقوى واستحضار تعظیم شعائر الله في هذه العبادة قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} [الحج: 37)، قال ابن كثير رحمه الله: "إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا، لتذكروه عند ذبحها، فإنه الخالق الرازق لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها، فإنه تعالى هو الغني عما سواه"، فطوبى لمن وفقه الله لتأدية تلك العبادة وقرّب القربان للملك الديان.



وعلى المسلم في يوم العيد أن يتفقد إخوانه المحتاجين فيجعل لهم نصيبا من أضحيته، وليعمل على إدخال السرور عليهم، وخاصة أسرى المسلمين ونخص منهم الأسيرات العفائف، فإن لهن حق على كل مسلم، وكذا أسر الشهداء -تقبلهم الله - والأسرى ممن ضحى آباؤهم أو أزواجهم في سبيل الله، أولئك أولى الناس عطاء من أنفسنا، ولهم حق في أموالنا وأضحياتنا، وسُن للمضحي أن يتصدق بثلث أضحيته لتعم الفرحة وتشمل المساكين ومن لا عائل لهم، ومن لا يملكون مالا للأضحية، فتسري سعادة العيد على الجميع ويهنأ به أهل الإسلام.



ثم بعدها أيام التشريق وهي أيام سعة واطمئنان وشكر وذكر لله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله) [النسائي)، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وكلها تجوز فيها الأضاحي وكلها أيام ذكر، 

قال تعالى {واذكروا الله في أيام معدودات) قال عكرمة، يعني: التكبير أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات: الله أكبر، الله أكبر. جعل الله أيامنا كلها عامرة بذكره وشكره، والحمد لله رب العالمين.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبأ - العدد (295) 

الخميس 5 ذي الحجة 1442 هـ


عدل سابقا من قبل مسلمة في الأربعاء يونيو 29, 2022 4:28 pm عدل 1 مرات

الأمل بالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

فضائل العشر وأيام التشريق Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل العشر وأيام التشريق   فضائل العشر وأيام التشريق I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 29, 2022 4:24 pm

[رفع الموضوع]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائل العشر وأيام التشريق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ( فضائل السجود )
» السنن الرواتب فضائل وحِكم
» فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة الشرعية :: القسم الشرعي العام والفتاوي-
انتقل الى: