المنارة
المنارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مشكاة هداية ونور في دياجير الظلام
 
الرئيسيةس .و .جالتسجيلدخول

 

 ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ..)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة

مسلمة


تاريخ التسجيل : 15/06/2021

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ..) Empty
مُساهمةموضوع: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ..)   ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ..) I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 07, 2021 8:21 pm

بِسْـمِ اللهِ الرّحْمَـنِ الرَّحِـيمِ ..


قال الله تبارك وتعالى : ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ * إِنَّ فِی هَـٰذَا لَبَلَـٰغاً لِّقَوۡمٍ عَـٰبِدِینَ﴾ [الأنبياء 105-106]


يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :


وقد اختلف الناس في الأرض المذكورة هنا فقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: هي أرض الجنة، وهذا قول أكثر المفسرين.


وعن ابن عباس قول آخر : أنها الدنيا التي فتحها اللّه على أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهذا القول هو الصحيح.
نظيره قوله تعالى في سورة النور: ﴿وعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكم وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾


في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«زُويت لي الأرض مشارقها ومغاربها وسيبلُغ ملك أمتي ما زُوي لي منْها».


وقالت طائفة من المفسرين: المراد بذلك أرض بيت المقدس وهي من الأرض التي أورثها الله عباده الصالحين وليست الآية مختصة بها.


وقال صفوان بن عمرو: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان: هل لأنفس المؤمنين مُجْتَمَع؟
فقال: إن الأرض التي يقول اللّه تعالى: ﴿ولَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ﴾
قال : هي الأرض التي يجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث.


وقالوا: هي الأرض التي يورثها الله المؤمنين في الدنيا.
ـــــــــــــــــــــــــــ


- لطيـفة :


تَأمَّلْ قَوْلَ المَسِيحِ في هَذِهِ البِشارَةِ: " إنَّ مَلَكُوتَ الله سَيُؤْخَذُ مِنكم ويُدْفَعُ إلى أُمَّةٍ أُخْرى"،


 كَيْفَ تَجِدُهُ مُطابِقًا لِقَوْلِهِ تَعالى:
 ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ﴾.
ــــــــــــــــــــــــ


* (فصل: في ذكر المرتبة الثانية وهي مرتبة الكتابة¹) 


وقد تقدم في أول الكتاب² ما دل على ذلك من نصوص القرآن والسنة الصحيحة الصريحة فنذكر هنا بعض ما لم نذكره قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ * إنَّ في هَذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ﴾.


فالزبور هنا جميع الكتب المنزلة من السماء لا تختص بزبور داود، والذكر: أم الكتاب الذي عند الله ،والأرض : الدنيا، وعباده الصالحون: أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم.
هذا أصح الأقوال في هذه الآية وهي عَلَم من أعلام نبوة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فإنه أخبر بذلك بمكة وأهل الأرض كلهم كفار أعداء له ولأصحابه، والمشركون قد أخرجوهم من ديارهم ومساكنهم وشتتوهم في أطراف الأرض، فأخبرهم ربهم تبارك وتعالى أنه كتب في الذكر الأول أنهم يرثون الأرض من الكفار، ثم كتب ذلك في الكتب التي أنزلها على رسله.


والكتاب قد أطلق عليه الذكر في قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الحديث المتفق على 
صحته: "كان اللهُ ولم يكن شيء غيرُه وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء"


فهذا هو الذكر الذي كتب فيه أن الدنيا تصير لأمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم،
والكتب المنزلة قد أطلق عليها الزُّبُر في قوله تعالى: ﴿وَما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ إلّا رِجالاً نُوحِي إلَيْهِمْ فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالبَيِّناتِ والزُّبُر﴾ أي: أرسلناهم بالآيات الواضحات والكتب التي فيها الهدى والنور، والذكر: هاهنا الكتابان اللذان أنزلا قبل رسول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهْ وسلَّمَ وهما: التوراة والإنجيل، والذكر في قوله: ﴿وَأنْزَلْنا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إلَيْهِم﴾ هو القرآن ، ففي هذه الآية علمُه بما كان قبل كونه وكتابتُهُ له بعد عِلمه.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
(¹) - يقصد المرتبة الثانية بعد علم الله عز وجل في: [الباب العاشر: في مراتب القضاء والقدر التي من لم يؤمن بها لم يؤمن بالقضاء والقدر]
(²) - [شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل].

ابو عبد الله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ..)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (( إِنَّ الْأَرْضَ لِلهِ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنارة :: منتديات المنارة الشرعية :: قسم القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: